هناك من يعتقد أن عملية اختطاف الضفة مؤامرة
في قاعدة فرقة “أيوش” (ارض اسرائيل والسامرة) في بيت إيل حاول ضباط أول أمس أن يحللوا معنى الاسبوع الذي مضى منذ كان الاختطاف. كانت عيونهم صغيرة وحمراء، فهم في الليالي يُديرون نشاط القوات في الميدان، وفي النهار يستضيفون الساسة الذين يديرون عرضا منهم حول الاختطاف.
حينما تُنزع من الحادثة محمولاتها الزائدة تبدو على النحو التالي وهو أن ثلاثة فتيان اختطفتهم جهة ارهابية؛ والفتيان اسرائيليون، منا؛ وقد وجد خلل شديد في علاج الاختطاف في الشرطة؛ وانتقل الجيش الاسرائيلي في الضفة من نشاط أساسه الامن الجاري الى عملية مخطط لها موسعة؛ وهم ينتهزون الفرصة التي أُتيحت ويضربون البنى التحتية السياسية والاجتماعية لحماس؛ وفيما يتعلق بالبحث في الاختطاف والجهد لوجود الخاطفين والمخطوفين تبذل السلطة الفلسطينية أفضل ما تقدر عليه لتساعد سرا وعلنا؛ وفي رد على ذلك يندد بها رئيس وزراء اسرائيل من فوق كل منصة.
صحيح حتى كتابة هذه السطور أن “الشباك” والجيش الاسرائيلي فشلا في العثور على الخاطفين والمخطوفين. ولا يوجد هنا كما يبدو فشل واخفاق لكن توجد كآبة. ويجب أن يقلق ذلك لأن للاذرع الامنية في هذه الحادثة بخلاف اختطاف جلعاد شليط قدرة على الوصول الحر الى الميدان بلا تشويش وشريكا حقيقيا من الطرف الآخر.
إن هجوم الجيش الاسرائيلي بموافقة المجلس الوزاري المصغر على جمعيات “الدعوة” شرعي. فحماس الضعيفة والمقزمة والمضيق عليها بشرى خير لاسرائيل ولأبو مازن ايضا. وصحيح أن المعتقلين ليست لهم كما يبدو أية صلة بالاختطاف وربما لا توجد صلة مباشرة يمكن البرهان عليها ايضا بالنشاط الارهابي. لكن الفرص يجب انتهازها. حينما قتلت خلية من “ليحي” في ايلول 1948 الكونت برنادوت في القدس بدأ رئيس الوزراء آنذاك دافيد بن غوريون سلسلة اجراءات كانت موجهة في الاساس على الايتسل التي لم تكن لها أية صلة بالقتل. ولم يكن ذلك مريحا من جهة قضائية أو اعلامية أو انسانية لكنه كان صحيحا.
يبدو أنه يصعب عليهم حتى في الجيش الاسرائيلي أن يفهموا ما يحدث في هذه الفترة بين اسرائيل والسلطة وبين نتنياهو وأبو مازن. ولا يمكن الحديث بتفصيل عن اسهام اجهزة السلطة في الجهد الاستخباري لأنه فُرض على تفاصيل التحقيق أمر حظر نشر. ويكفي أن أقول إنه مهم جدا.
إن أبو مازن سياسي مثير للاهتمام. في اثناء التفاوض في مبادرة كيري توقع اولئك الاسرائيليون الذين كانوا مهتمين باتفاق أن يسمعوا منه اقوالا صريحة ملزمة في المواضيع الجوهرية. وحينما لم تأت الاقوال اتهموه بالهروب من المسؤولية وبالجبن. لكن ها هو ذا أبو مازن يجلس حول طاولة واحدة مع وزراء الخارجية العرب وهناك، هناك على الخصوص وباللغة العربية خاصة وأمام عدسات التصوير خاصة يندد بالخاطفين ويتهمهم بتدمير السلطة ويلتزم بمعاونة الجيش الاسرائيلي على تحرير المخطوفين بصورة قاطعة بلا تلعثم ودون جُمل معادلة ودون كلمة واحدة لتملق الشارع الفلسطيني. ولم نسمع هذه الجمل قط من ياسر عرفات فضلا عن فلسطينيين آخرين. وهكذا يتحدث الشريك.
ويُعبر عن تصميم أبو مازن ايضا في مستويات أقل انكشافا. فحينما أراد رجال من الادارة الامريكية أن يستوضحوا هذا الاسبوع هل يحتاج الاسرائيليون الى مساعدة على اقناع السلطة الفلسطينية بالتعاون أُجيبوا بأنه لا حاجة لذلك فنحن نحصل من السلطة الفلسطينية على كل ما نطلبه.
وليس ذلك أمرا يستهان به بل هو يحظى في جهاز الامن بالتقدير، لكن الامر ليس كذلك في مكتب رئيس الوزراء. فقد أجابوا هناك بقولهم ليُلغِ الاتفاق مع حماس أولا وكأن حياة الفتيان الثلاثة غير موضوعة الآن في كفة الميزان وكأن أبو مازن بأفعاله وخطبه لم يُثر عليه حماس وأنصارها بل ربما عرض حياته للخطر. قد يكون نتنياهو جامدا في علاقته بأبو مازن كما كانت غولدا مئير جامدة مع السادات. وهو يدير حملة دعائية على أبو مازن ولن يغير شيء من ذلك حتى ولو حقائق، ولا فقدان الثقة به في نظر زعماء اجانب. أو أن التقدير السياسي الداخلي هو الحاسم. وهم في المستوطنات غاضبون تجب مصالحتهم، فليس هذا هو وقت قول كلمة خير في أبو مازن.
دولة واحدة
ثم من يعتقد أن قضية الاختطاف كشفت عن انقسام المجتمع الاسرائيلي الى دولتين: دولة المستوطنين ودولة تل ابيب. وفي تل ابيب مسيرة فخر من نوع ما وفي المستوطنات مسيرة فخر من نوع مختلف. ولا يقلق مصير الفتيان الثلاثة الناس في تل ابيب بل يوجد بينهم من يعتقدون أنهم يستحقون ذلك لأنهم مستوطنون ولأنهم ركبوا سيارة عارضة في الليل ولأنهم يعتمرون القبعات الدينية؛ ومصير الفتيان الثلاثة يقلق المستوطنين جدا لكن أهم عندهم من ذلك أن يقدسوا إسم الله بوساطتهم.
أنا جديد في البلاد وقد وصلت الى هنا أول أمس من مهمة صحفية اخرى وسافرت من مطار بن غوريون الى الضفة مباشرة. وقد أوهم نفسي لكن يُخيل إلي أن هاتين الظاهرتين تمثلان الهوامش فقط. وفي الوسط مجتمع اسرائيلي سر وجوده تكافله الداخلي. ومن الواضح أن الجدل الداخلي في المناطق الذي ما زال مستمرا منذ 47 سنة، والجدل في طابع الدولة وترتيب أولوياتها يضعف الشعور بالتكافل. والسؤال كم يضعفه؟.
يشاهد الناس العاب كأس العالم أو “الأخ الاكبر” وما زالوا يريدون من اعماق قلوبهم أن تنتهي هذه القضية نهاية سعيدة. لا يجب أن يشعروا بأنهم مذنبون لأن مصير الفتيان ليس في أيديهم.
تواجه كل عائلة كارثة من هذا النوع بطريقتها، فثم من ينطوي على نفسه في صمت؛ وثم من يبحث عن السماعات؛ وثم من يحفظ مشكلته لنفسه؛ وثم من يتقاسمها مع العالم كله. وقد اختارت عائلات الفتيان السماعات وهذا حقها. وآمل أن تكون مدركة أنها وسائل لعب في أيدي جهات أقوى منها. فالساسة يلعبون بهم ورؤساء جماعة ضغط المستوطنين يلعبون بهم. وقبل أن يتبين مصير الفتيان بلحظة ستختفي السماعات وتنتهي الرسالة الوطنية فينقل الساسة السماعات الى المحطة التالية.
كل شيء مؤامرة
قال لي مصدر في المقاطعة: “لا أحد في الضفة يؤمن بأنه كان اختطاف، فالجميع على يقين من أن تلك مؤامرة نتنياهو. وأُبين لهم بالطبع أنهم مخطئون لكنهم لا يصدقون”.
أنا مدمن مؤامرات فلسطينية لأن لها جمالها الخاص. وسألت: مؤامرة من اجل ماذا؟.
“لتفكيك عرى السلطة ولاثارة شفقة العالم عليكم ولوقف انتقاد اسرائيل”.
لكن ما هو الدليل، سألت.
“الدليل هو أنه مرت ستة ايام ولم تجدوا لا الخاطفين ولا المخطوفين. ويقول الناس إن هذا لا يمكن أن يحدث”.
قلت: “أنتم واثقون بجهازنا الامني أكثر منا”. قال: “ليس هذا شيئا. جاءني اليوم فلسطيني وقال: هل انتبهت الى أنه لا يوجد جنود على الحواجز؟ أخلوا الحواجز على عمد فهم يريدون أن يخرج المستوطنون الى الميدان دون عائق ويقتلوا فلسطينيين انتقاما للاختطاف. أين جنود الجيش الاسرائيلي ليحمونا؟”.
وضحك ضحكا مُرا وأنا كذلك.
ماذا سيكون في رمضان؟
في الساعة السادسة من يوم الجمعة حدثت عملية اطلاق نار في بيتونيا غير بعيد عن سجن عوفر. فقد اقتربت سيارة الى مسافة 50 – 60 مترا من موقع الجيش الاسرائيلي وأطلق أحد ركابها النار من بندقية إم16 على الموقع وفر صوب رام الله. وبدأت مطاردة في داخل المنطقة أ، في داخل رام الله. وشُحنت اجهزة الاتصال بالنشاط. ثم صمتت فجأة. فلا أحد هناك في أعلى يهتم لما يحدث في رام الله. وأدرك العقيد يوسي بنتو قائد لواء بنيامين الذي كان في المطاردة أن شيئا مهما جدا وحرجا جدا يشغل القادة فوقه وهكذا عرف بالاختطاف.
لم يسقط الاختطاف اشخاصا عن المقاعد فقد كان في الجو منذ اشهر. وفي خلال يومي الجمعة والسبت فُتحت في “الشباك” والجيش الاسرائيلي كل الملفات المتعلقة بنشطاء منظمات الرفض، حماس والجهاد الاسلامي وغيرهما. واستدعي لواء المظليين واللواء 900 الى يهودا والسامرة. واستدعيت ايضا قيادة لواء الشباب الطلائعيين.
تبدو هذه مثل عملية كبيرة من جهة عدد القوات وشيئا يُذكر بعملية “السور الواقي”. لكن المقارنة داحضة: فقد عاد الجيش الاسرائيلي فاحتل الضفة الغربية في واقع الامر بعملية “السور الواقي” وحدث قتال حقيقي في عدد من الاماكن. أما ما قام به الجيش الاسرائيلي هذا الاسبوع فهو عملية اعتقالات واسعة وليست احتلالا. واستمرت الحياة في الضفة كالمعتاد ما عدا محافظة الخليل التي ضرب عليها حصار. ولم تنصب حواجز ولم توقف حركة السير ولم يمنع المرور الى اسرائيل.
في القرى المعروفة بأنها مؤيدة لحماس اعتقل كل النشطاء. وسلواد وهي قرية جميلة تقع على الجبل شمال مستوطنة عوفرا هي مثال جيد. في سلواد تعيش عائلة ابراهيم حامد الذي كان في الماضي رئيس ذراع حماس العسكري في الضفة، والموجود اليوم في السجن. وفي يوم السبت حينما عُلم أمر الاختطاف في سلواد أطلق رصاص الفرح ورفعت اعلام حماس. واعتقل الجيش الاسرائيلي هناك عشرات النشطاء في عمليتين ليليتين.
وفي ليل يوم الثلاثاء داهم الجنود مكاتب محطة اذاعة حماس في رام الله. وصادروا مكاتب المحطة في ذلك الوقت في الخليل. وكانت خلية طلاب الجامعات في حماس في جامعة بير زيت هدفا للدهم في الغد وكان الامر مصادرة كل شيء من قرص حاسوب في عيادة لحماس الى حواسيب محمولة في بيوت خاصة.
ووجدت القوات في اعمال الدهم القليل جدا من الوسائل القتالية فاما أن المنظمات تعرف كيف تخبيء سلاحها في اماكن اخرى وإما أن يكون عمل التنظيف الذي قامت به اجهزة السلطة في السنوات الاخيرة أساسيا.
لم يُعرف التنظيم، وهو ذراع فتح العسكرية بأنه هدف. وبرغم ذلك عملت القوات في اماكن مثل مخيم اللاجئين الجلزون حيث ينشيء التنظيم ارهابا موجها على بيت إيل المجاورة.
في صفقة شليط أطلق الى الضفة 100 ارهابي “ثقيل”. واعتقل 53 منهم هذا الاسبوع تارة اخرى. وفي وثيقة وقعوا عليها حينما أفرج عنهم قيل أنهم يلتزمون بالحضور في كل شهرين مرة في وحدة التنسيق والارتباط. ويمكن الآن ادخال من لم يحضر في الوقت دونما صلة بافعاله بالفعل الى السجن حتى انتهاء المدة التي حكم عليه بها في الماضي. فقد انتهت الحرية ويعود الشخص في واقع الامر ثلاث سنوات الى الوراء، الى تشرين الاول 2011.
ويأملون في الجيش الاسرائيلي أن يُحدث هذا الدرس ردعا، لكنه قد يفضي الى عكس ذلك بالطبع، أي الى اعمال يأس. فالجميع يسيرون هنا على حبل دقيق.
سيبدأ رمضان بعد عشرة ايام. وقد سمح لـ 250 ألف فلسطيني في السنوات الاخيرة بأن يزوروا جبل الهيكل في رمضان لكن يُشك في أن يُسمح لهم في هذه السنة؛ وفي كل سنة سُمح لعشرات الآلاف من الفلسطينيين أن يقضوا العيد على ساحل البحر في تل ابيب. ويُشك في أن يُسمح لهم في هذه السنة فضلا عن الحديث عن الافراج عن السجناء.
في حزيران 2007 قبل سبع سنوات بالضبط، احتلت حماس غزة من فتح. وطُرح رجال فتح من أعلى المباني. وأُهين آخرون وطردوا هم وعائلاتهم. وبعد تلك الحادثة أقسم قادة الاجهزة في الضفة ألا يكون مصيرهم كمصير نظرائهم في غزة وأن يحاربوا حماس حتى النهاية بتعاون كامل مع الاجهزة الموازية في اسرائيل. وقد تم أحد اللقاءات الحاسمة بين قادة الجيش الاسرائيلي وقادة الاجهزة الامنية في مقر فرقة في بيت إيل. وكان قائد الفرقة نوعم تيفون. وقد حضرت ذلك اللقاء وكتبت تقريرا عنه بموافقة الفلسطينيين، فقد ساروا الى النهاية حقا.
وهم الآن بعد سبع سنوات في مفترق طرق ونحن كذلك. فهل يستمر الانقسام بين غزة والضفة وقد أصبحت تحكم المنطقتين في ظاهر الامر حكومة مشتركة؟ وهل يعتبر أبو مازن مسؤولا عن كل قذيفة صاروخية تطلق من غزة؟ وكيف تكون حرية عمل الجيش الاسرائيلي في غزة؟ وكيف تكون حرية العمل في الضفة؟.
إن المسؤولية هي شيء سيال. يقول نتنياهو إنه يرى أبو مازن مسؤولا عن كل من وما يخرج من المنطقة التي تسيطر عليها السلطة. وقد دخلت الضفة أول أمس عن طريق الشارع 446، وهو الشارع من موديعين الى رام الله. ويوجد بالقرب من مستوطنة نيلي معبر من الجدار ليس هو خرقا عمره يوم بل هو منفذ دائم معروف للجميع. وفي حوالي الخامسة عصرا بعد يوم العمل مر منه مئات الفلسطينيين من الماكثين غير القانونيين والقانونيين. نعم، قال لي ضابط في الجيش الاسرائيلي. هذا معبر غوترمان، فرئيس بلدية موديعين العليا يعقوب غوترمان يريد العمال عنده في السادسة صباحا لا في الثامنة فرتب لهم معبرا منه.
بين الخطأ والفشل
لا حصانة لأحد من الاخطاء فضلا عن رجال الشرطة. حينما نستمع جيدا لشريط المكالمة الهاتفية في ليل الاختطاف نفهم الكلمات بصعوبة في الحقيقة. كل الكلمات. وقد أدرك الشرطي والشرطة اللذان استمعا للشريط المسجل أنه يحتاج الى علاج فحاولا معاودة الاتصال. وحينما لم يحصلا على رد تخليا عن ذلك وما كان يجوز لهما أن يتخليا.
لا أحد محصن من الاخطاء لكن هذا عملهم. ومن يخطيء في العمل يعاقب. ولست أعني العامل في المركز أو العاملة فقط بل كل الجهاز الشرطي الذي لا ينجح في وضع الاشخاص المناسبين قرب الهواتف، ويبحث بما أوتي من قوة عن تعليلات بدل الندم.
أقترح التقليل من التأثر بجدول رحلات القائد العام للشرطة دنينو، الجوية. اذا نظرنا الى الخلف وجدنا أنه كان يحسن الصنع لو ركب طائرة من نيويورك في اللحظة التي علم بها بأمر الاختطاف لأنه كان يُجنب نفسه عدة آلاف من شتائم المتصفحين في الانترنت. لكن اذا فحصنا لحظة عن الجوهر وهذا شيء غير معتاد كثيرا في الخطاب الاسرائيلي خلصنا الى استنتاج أن غيابه لم يقدم ولم يؤخر. فقد أسهمت الشرطة اسهامها في فشل المركز 100 وليس لها فيما عدا ذلك ما تضر به أو ما تنفع به.
وربما حان الوقت لنصبح بالغين. فهم لا يتوقعون في أية دولة سليمة أن يُظهر رئيس الوزراء أو رئيس هيئة الاركان أو القائد العام للشرطة الحضور في كل حادثة بل إن حضورهم يشوش على العمل احيانا. واذا لم أكن مخطئا فقد كان الامر كذلك هنا ايضا في سنوات الدولة الاولى. وبعد ذلك حينما تسلح الجيش الاسرائيلي بالمروحيات وحينما بدأ التلفاز البث وحينما انشأت الانجازات العسكرية ثروة سياسية أصبح الحضور واجبا. فرئيس الوزراء يأتي لمشاورة امنية في قيادة الوسط كما يُبلغ مكتب رئيس الوزراء برسالة قصيرة، ويفصل بعد ذلك فورا في الحديث عن فرق التصوير والتسجيل والبث. وكل هذه المجموعة الثقيلة تتحرك من مكان الى مكان لا للمشاورة بل لتُلتقط لها الصور.
يديعوت 21/6/2014 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews