خيبة الأمل وزوال الغشاوة .. تركة متعددة
من أوائل الأشياء التي سيشاهدها الزوار المشجعون في طريقهم للخروج من مطار جالياو الدولي في ريو دي جانيرو، الكابلات العالية لجسر جديد فوق خليج المدينة.
هذا هو ترانسكاريوكا، أحدث مشروع للنقل العام في المدينة، والذي يؤمن خطوطاً خاصة للحافلات التي تربط بين المطار وضاحية بارا دا تيجوكا البعيدة الواقعة على الشاطئ، وهي مسافة مؤلمة بالسيارة، بسبب الأزمات المرورية المزمنة في ريو.
قالت الرئيسة ديلما روسيف بلجهة المنتصرة أثناء تدشين المشروع: “إن مشروع خط الحافلات السريع سيفيد السامبا”، مستخدمة تعبيراً يعني أنه سيفيد ريو.
خط الحافلات المذكور يبلغ طوله 39 كيلومتراً، وتقول الحكومة إنه يخدم 320 ألف شخص يومياً، ويقلص أوقات الذهاب والإياب بنسبة 60 في المائة، وهو واحد من أكبر المشاريع الباقية بعد كأس العالم.
هذه المشاريع ليست مهمة فحسب للمواطنين الذين يعانون منذ فترة طويلة في مدن البرازيل المزدحمة، التي تخلفت فيها وسائل النقل العام بعد أكثر من عقد من النمو الاقتصادي، بل كذلك أيضاً للبقاء السياسي للرئيسة روسيف، التي ستقاتل من أجل الحصول على ولاية ثانية في تشرين الأول (أكتوبر)، إلى جانب حلفائها في حكومات الولايات والبلديات، الذين يكافحون التشكك العام من الجمهور، حول منافع استضافة البطولات العالمية.
في دراسة أجراها مركز بيو للأبحاث، تبين أن 6 من كل 10 برازيليين يعتقدون أن استضافة كأس العالم، أمر سيئ، لأنها ستأخذ الأموال التي كان من الأفضل أن تذهب إلى المدارس والصحة والخدمات الأخرى.
تنبهت الحكومة في وقت متأخر لهذه المخاوف، وأطلقت حملة دعائية نشطة تسعى لتبرهن أن المليارات الثمانية من الريالات البرازيلية التي تقول إنها أنفقت على الملاعب، جاءت من قروض من بنك التنمية المملوك للدولة، وهو BNDES، وليس من الميزانية الرسمية. وتقول الحكومة إن هذه الأموال سيتم تسديدها.
على الرغم من خيبة الأمل العميقة، فإن كأس العالم والألعاب الأولمبية ستخلف تركة من البنية التحيتة الجديدة. هناك مبان جديدة في مطاري في ساو باولو وبرازيليا، وهناك عدد من المباني الأخرى قيد الإنشاء. وباستثناء جسر ترانسكاريوكا، فإن عدداً من “خطوط الحافلات السريعة” الأخرى، يجري العمل عليها في ريو وفي مدن أخرى.
طرحت البرازيل، أو في سبيلها إلى طرح، عطاءات مشاريع بنية تحتية بقيمة نحو882 مليار ريال بين 2017-2013 كما قال ألبيرتو زوفمان، رئيس قسم تمويل المشاريع في بنك إيتاو بي بي إيه، البنك الاستثماري البرازيلي.
وأضاف: “بالتالي هناك أمور كثيرة تحدث الآن، أقل مما أعلنت عنه الحكومة أو توقعته”.
( واشنطن بوست 14/6/2014 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews