مردخاي كيدر : إسرائيل والأردن وقطر والسعودية تعض أصابعها من خيبة الأمل بأمريكا

جي بي سي نيوز - : تحت هذا العنوان كتب الدكتور مردخاي كيدر المحاضر في الشعبة العربية في جامعة بار إيلان الإسرائيلية والباحث في مركز بيجن السادات للأبحاث الإستراتيجية التقرير التالي الذي ينقله عن معاريف لقراء جي بي سي نيوز مراسل موقعنا في القدس المحتلة :

تشير الأحداث الجارية حولنا إلى أن هناك من وراء الكواليس اتفاقا بين روسيا والولايات المتحد، وأن هذا الاتفاق سيفضي إلى رقابة دولية على الأسلحة الكيميائية السورية، وسيمنع أو يقلص الطلعات الجوية لسلاح الجو السوري فوق مدن في الدولة، وسيحظر استخدام الصواريخ ضد معارضي النظام، وسينص على إجراء انتخابات حرة دون أن يرشح الأسد نفسه للرئاسة، وكل ذلك مقابل إفلاته من ضربة عسكرية أميركية، لا يرغب أوباما نفسه بالقيام بها.

إن تردد الرئيس أوباما عن توجيه الضربة له عدة أسباب :

أولا: قلة الأهداف العسكرية التي يمكن مهاجمتها في سورية نظرا لأن الأسد نظف تلك الأهداف من محتوياتها منذ الحديث عن الهجوم الأميركي.

ثانيا: قيام الجيش السوري بتوزيع الأسلحة الكيميائية في أماكن واسعة في سورية في المدن التي يسيطر عليها، مما حول آلاف المواطنين السوريين إلى دروع بشرية لحمايتها، ومن ثم فمن سيحاول مهاجمتها سيقضي على آلاف الأشخاص.

ثالثا: أن الجيش السوري نقل إلى مراكز السلطة مئات المعتقلين السياسيين الذين أصبحوا هم أيضا دروعا بشرية في حالة الهجوم على تلك المواقع.

رابعا: تعزيز القوات البحرية الروسية في شرقي البحر الأبيض، وعدم رغبة أوباما في إثارة التوتر أكثر من ذلك بين الجانبين.

خامسا: احتمال أن يؤدي الهجوم الأميركي إلى إثارة موجات عنف وتفجيرات في الخليج، وخصوصا في المنشآت النفطية، أو ناقلات النفط في الخليج من قبل جهات قد تكون وراءها إيران، مما سيرفع أسعار النفط .

هذا عدا عن أن الأردن وتركيا الحليفتين للولايات المتحدة تخشيان من تدهور الوضع في سورية جراء الضربة الأميركية، لأنهما في هذه الحالة ستضطران لمعالجة تيار اللاجئين السوريين المتدفق عليهما، ومن المحتمل أيضا أن تعانيا من صواريخ الانتقام السورية.

ونظرا لأن الناخب الأميركي ليس قلقا من قيام عربي بقتل عربي آخر، فإن من المتوقع أن لا يصوت أعضاء الكونجرس الأميركي على طلب الرئيس ليس انطلاقا من خوفهم على حقوق الإنسان، بل انطلاقا من القلق على مصالحهم الانتخابية في الانتخابات القادمة.

وإزاء هذا الوضع المعقد، لم يكن من المثير للدهشة أن يفتش أوباما عن سلم ينزل به من فوق شجرة الخطوط الحمراء التي صعد إليها،وخصوصا إذا أتيحت له الفرصة كي يمثل أمام كاميرات التليفزيون ويقول: لقد نجحنا في فرض شروطنا على الأسد دون أن نطلق رصاصة واحدة. هذا في الوقت الذي سيقول فيه الأسد: لقد نجحت في ردع أميركا، وسيواصل الإيرانيون اندفاعهم في طريق تطوير قنبلتهم النووية، وسيواصل الأوروبيون بيع المواد الخام المستخدمة في الأسلحة الكيميائية لسورية، وسيعض الإسرائيليون والسعوديون، والأردنيون والقطريون على نواجذهم غيضا جراء خيبة الأمل التي سببتها لهم أميركا.

( المصدر : جي بي سي نيوز - القدس المحتلة ) .