الاستمتاع بكأس العالم.. تهمة!
عندما وصل منتخب الإمارات إلى نهائيات كأس العالم التي استضافتها إيطاليا عام 90، كان ذلك حدثاً عالمياً استثنائياً أيامها، لأن هذا التأهل حصل وعمر كرة الإمارات كله لم يكن يزد على 18 عاماً فقط، ومن المشاركة الثانية في تصفيات كأس العالم.
المدرب البرازيلي الكبير كارلوس ألبرتو بيريرا عقد مؤتمراً صحافياً قبل توجه البعثة إلى المشاركة التاريخية، وأطلق تصريحاً كان مثار انتقاد له سنوات طويلة، قال كارلوس، رداً على سؤال وجهه إليه العبد لله: لماذا نحن ذاهبون إلى إيطاليا؟، أو بمعنى آخر ما هدفنا من المشاركة؟ قال تصريحه الشهير: «ذاهبون للاستمتاع بكأس العالم»، وبمجرد أن نشرنا التصريح بهذه الصورة، إذا بكلمات النقد اللاذعة تطال المدرب الكبير، وبدأت المزايدات، وكأننا كنا منتخب البرازيل، وليس المنتخب الذي لا يزيد عمره على «18 سنة كرة»! وكان مجرد الوصول إلى نهائيات كأس العالم أشبه بالمعجزة!
بالطبع، كان المدرب يقصد إزالة الرهبة من نفوس اللاعبين، ويخفف عنهم، فهم ليسوا مطالبين بالطبع بإحراز اللقب العالمي، بقدر ما هم مطالبون بترك بصمة يتذكرها الناس لهم، ولن يتأتى ذلك إلا بمحاولة الاستمتاع بلعب الكرة. والجميل أن هذا التعبير الذي أطلقه كارلوس ذات يوم أصبح منتشراً، ويطالب به كل مدرب لاعبيه، حتى هذه الفرق المطالبة بالألقاب يدعوها مدربوها إلى الاستمتاع إذا أرادوا الكأس.
تذكرت هذا الموقف وأنا أتابع أخبار مونديال البرازيل الذي سينطلق بعد 3 أيام فقط، فقد منح سكولاري، مدرب منتخب البرازيل، لاعبيه إجازة مدة 24 ساعة، ودعاهم إلى قضائها مع أسرهم، وناشدهم ضرورة الاستمتاع بهذا الوقت الجميل، وقال بالحرف الواحد: احضنوا عائلاتكم واستمتعوا، قبل أن تأخذوا أشغالاً شاقة عمرها 30 يوماً، وقال أيضاً: هذه الأيام الثلاثين إذا استطعتم من خلالها إحراز كأس العالم فسوف تكونوا النجوم المتوجين على العالم أجمع مدة قوامها 1430 يوماً بالتمام والكمال، وأعتقد أن هذا الوقت الطويل، يهون من أجله هذا الوقت القصير (30 يوم مونديال)!
إن دعوة سكولاري للاستمتاع بالأهل والزوجات قبل انطلاقة المونديال بساعات، تذكرني بدعوة البرازيلي كارلوس لمنتخب الإمارات، والكلمة المشتركة هي الاستمتاع التي كانت تهمة في الماضي، وإذا بها تتحول إلى أسلوب حياة في زمننا الجديد.
كلمات أخيرة
** كنت الصحافي الوحيد الذي أشاد بتصريح كارلوس لمنتخب الإمارات، وأيامها لحقني أنا الآخر الانتقاد، نظراً إلى العلاقة الطيبة التي كانت تربطني بالمدرب، لكني كنت أشيد اقتناعاً، فكُرة القدم هكذا قبل كارلوس وبعده، إذا لم يستمتع بها من يلعب، فلن يستمتع بها من يشاهد!
** إذا غابت النجوم التقليدية عن كأس العالم، فلا تحزنوا، فالمنافسة الجميلة قادرة دوماً على أن ولادة نجوم جديدة، ربما يمتعونك أكثر من نجومك المفضلين. أقول ذلك بعد الأنباء التي تفيد أن ريبيري هو الآخر خارج المونديال بعد «شوطة الإصابات» التي ألمت بالنجوم في المباريات الودية الأخيرة.
** لا تنتظروا استمتاعاً خاصاً من كريستيانو رونالدو، فأكثر ما يحول بين اللاعب وإمتاع مشاهديه أن يكون خائفاً من الإصابة أو تجددها، بالمناسبة كريستيانو سيلعب برغم عدم الشفاء من إصابته.
** تصريحات بلاتيني رئيس الاتحاد الأوربي بأنه مع إعادة التصويت لمونديال قطر 2022 إذا ثبتت دعاوى الرشى والفساد، كان مفاجأة في هذا التوقيت الذي لا يرحم!
( البيان 9/6/2014 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews