القدس العربي : اوباما يعطي اسرائيل الضوء الأخضر ويتوعد الاسد

حذر الرئيس الامريكي باراك اوباما الاربعاء النظام السوري من استخدام اية اسلحة كيميائية ضد المدنيين وقال ان ذلك سيكون 'خطأ كبيرا ومأسويا'،'وقال انه يقبل ان لا تعود اسرائيل لواشنطن حول مسألة التعامل مع التهديد النووي الايراني او اصدار امر بالقيام بعمل عسكري ضد منشآت ايران النووية.

وقال اوباما في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس انه لا يوجد قرار اهم بالنسبة لاي زعيم من القرار 'المرعب' باصدار الامر بتنفيذ عمل عسكري، مضيفا 'لا ادري ان كانوا سيقومون بتلك الخطة'، مضيفا انه لا يتوقع ان يعود الاسرائيليون الى واشنطن بشأن المسألة الايرانية. وتابع 'لا ادري ان كانوا سيقومون (الاسرائيليون) بتلك الخطوة'، مشيرا الى ان قرب اسرائيل جغرافيا من ايران سيجعلها تنظر الى التهديد بشكل مختلف عن نظرة واشنطن.

وحول الملف السوري تابع اوباما في زيارته الاولى كرئيس للولايات المتحدة قائلا 'يجب ان يفهم نظام الاسد بانه سيتحمل المسؤولية' في حال استخدام اية اسلحة كيميائية، مؤكدا ان استخدام الاسلحة سيؤدي الى 'تغيير اللعبة' ويستحق ردا دوليا. واضاف 'نظام الاسد يجب ان يفهم انهم سيحاسبون عن استخدام اسلحة كيماوية او نقلها لارهابيين.' وشدد على انه يتعين على الاسد ان يرحل وسوف يرحل.

وقال اوباما ان من مصلحة اسرائيل الواضحة اقامة دولة فلسطينية ذات سيادة. واشار في المؤتمر الصحافي مع نتنياهو الى ان العام الماضي لم يشهد مقتل اي اسرائيلي في هجوم ارهابي في الضفة الغربية .

واضاف ان هذا يذكر بان اسرائيل لها مصلحة في الحفاظ على سلطة فلسطينية قوية ومستقرة . وتابع انه سوف يسعى لاتخاذ اجراءات لبناء الثقة بين الاسرائيليين والفلسطينيين.

كما اعلن ان اسرائيل والولايات المتحدة 'ستبدآن المحادثات' لتمديد صفقة المساعدات العسكرية للدولة العبرية لما بعد 2017. وقال انه على الرغم من ازمة الميزانية في واشنطن فان تمويل نظام 'القبة الحديدية' الاسرائيلي لاعتراض الصواريخ لن ينقطع.

ومن جهته اكد نتنياهو الاربعاء ان اسرائيل ما زالت ملتزمة بحل للنزاع مع الفلسطينيين يتضمن دولتين لشعبين.

وقال نتنياهو في المؤتمر الصحافي مع اوباما 'تواصل اسرائيل التزامها بحل الدولتين لشعبين'. وقال انه يأمل في أن تساعد زيارة أوباما في فتح (وليس طي) صفحة في علاقات اسرائيل مع الفلسطينيين.

وجدد الرئيس الامريكي الاربعاء التأكيد انه حليف ثابت لاسرائيل، داعيا الى السلام بين تل ابيب وجيرانها خصوصا الفلسطينيين، وذلك في بداية اول زيارة له كرئيس امريكي للمنطقة التي يتوقع ان يهيمن عليها الملف النووي الايراني.

وقال اوباما بعيد وصوله الى مطار تل ابيب 'تحالفنا ابدي. انه للابد'، مؤكدا ان واشنطن 'تفخر بانها اقوى حليف لاسرائيل'.

وتحدث اوباما الحريص على كسب ود الاسرائيليين، بالعبرية معبرا عن فرحته بزيارة اسرائيل وذلك قبل ان يتفقد نظاما مضادا للصواريخ تموله بلاده.

وجاءت زيارة اوباما الاولى في ولايته الثانية، بعد يومين من تولية حكومة نتنياهو الجديدة. وجعل هذا الاخير 'اهم اولوياته الدفاع والامن'، مشيرا الى 'تهديدات خطرة جدا' مصدرها كما يقول ايران وسورية.

واكد الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس انه لا يجب السماح لمخزون الاسلحة الكيميائية السورية 'بالوقوع في ايدي جماعات ارهابية'.

وقال بيريس في مؤتمر صحافي مشترك مع اوباما 'لحسن الحظ تم تدمير قدرة سورية النووية'، مضيفا 'لكن للاسف فإن ترسانة الاسلحة الكيميائية ما زالت باقية' في اشارة الى تدمير اسرائيل لمفاعل نووي في شرق سورية في ايلول (سبتمبر) 2007.

وسيجتمع الرئيس الامريكي الذي جاء برغبة معلنة واحدة هي 'الاستماع' لكن ليس من اجل اطلاق مبادرة سلام في الشرق الاوسط، الخميس بالرئيس الفلسطيني محمود عباس اثناء زيارة لبيت لحم.

ونصب نحو 200 ناشط فلسطيني الاربعاء خيما في موقع مشروع استيطاني اسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين وذلك للاحتجاج على 'دعم الادارة الامريكية للاستيطان والاحتلال' .

وفي مقال نشر في صحيفة 'هآرتس' الاسرائيلية، دعا كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الرئيس الامريكي الى اتخاذ 'قرارات حازمة وشجاعة قبل فوات الاوان' وحثه على التخلي 'عن الدعوات الى استئناف عملية سلام جوفاء'.

وتشمل زيارة اوباما ايضا الاردن.

من ناحية اخرى، قال المحلل للشؤون العسكرية في صحيفة 'يديعوت أحرونوت' أمس إن أوباما سيبحث مع كل من نتنياهو وعباس إعادة إحياء مبادرة السلام العربية كإطار متفق عليه للتوصل إلى سلام. وقال الكاتب، نقلاً عن مصادر في المؤسسة الأمنية في تل أبيب، إن وزير الأمن الجديد، موشيه يعلون وجد على مكتبه الجديد رسالة سرية مفادها أن الرئيس الأمريكي أوباما سيقوم بنفسه بالتحدث مع أقطاب دولة الاحتلال حول إعادة إحياء المبادرة العربية التي أقرها مؤتمر القمة العربية في بيروت عام 2002، لافتا إلى أن هذه هي المرة الأولى التي سيقوم فيها أوباما بطرح المبادرة، وليس كما جرت العادة أن يقوم الأوروبيون أو جامعة الدول العربية بطرحها على صناع القرار في تل أبيب.

( المصدر : القدس العربي )