الاستخبارات الباكستانية التي دوخت الـ " سي اي ايه "
جي بي سي - أثبتت تصنيفات وكالة الاستخبارات الامريكية ان جهاز المخابرات الباكستانية يحتل المرتبة الأولى من حيث قوة وكفاءة عناصره الفاعلة في شتى بقاع الارض ، بالاضافة الى مدى التعقيد والتخطيط الذي وصف بـ " المرعب " ،في الوقت الذي جاءت فيه اشهر وكالات الاستخبارات بالعالم مثل الـموساد الاسرائيلي في المرتبة السابعة ، الأمر الذي يدل على مدى قوة الجهاز الاستخباري الباكستاني " الغامض " لمعظم دول العالم .
المحلل العسكري والاستراتيجي هشام خريسات تناول ابعاد وقوة أجهزة المخابرات الباكستانية من عدة محاور ، لكشف خفايا الذراع الخفية لدولة باكستان .
وكالة الاستخبارات الباكستانية
تمهيد : وكالة الإستخبارات الباكستانية
وكالة الإستخبارات الباكستانية (بالأردو:بین الخدماتی مخابرات) ، هي مركز وكالة الإستخبارات في باكستان ، أسست سنة 1948م ، بعد إنشاء جمهورية باكستان الإسلامية .
المخابرات الباكستانية ( isi ), تأسس بعد الحرب الهندية الباكستانية عام 1947, ويملك عدة وكلاء في جميع انحاء العالم منها في العالمين العربي والاسلامي, ويُقدر عدد موظفيه بـ 10,000 موظف, وقد خاض الجهاز عدة تجارب سرية لاقت نجاحاً, يعمل الجهاز جنباً الى جنب مع مكتب المخابرات الباكستاني ( ib ) والمخابرات العسكرية الباكستانية ( mi ) ومهمته جمع المعلومات وتنفيذ العمليات السرية وتوفير الامن القومي ولاسيما في الاوقات الحرجة.
المخابرات،:- هو جهاز ومؤسسة تختص بجمع المعلومات وتحليلها وعادة ما تنفذ سياسة الحكومة، وتعتمد اجهزة المخابرات على جمع المعلومات عن البلدان والمؤسسات والجماعات والافراد، وتستعمل في الغالب وسائل التجسس كالعملاء واجهزة التنصت ووسائل الاتصال والشيفرات، ويخضع المنتسب الى اجهزة المخابرات الى دورات تدريبية لعدة اشهر تتضمن الدورات الامنية والثقافية والنفسية أضافة الى دورات أخرى كالدورات العسكرية والالكترونية.
وكالة المخابرات الپاكستانية ISI:-، هي أكبر وكالة مخابرات في پاكستان. وهي واحدة من ثلاثة ثلاثة وكالات رئيسية في پاكستان. وتقوم بنفس مهام وكالة المخابرات المركزية ووكالة المخابرات السرية في الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى.
ويعتبر جهاز المخابرات الباكستانية (ISI) الفرع الرئيسي، والأكثر قوة ونفوذاً بين وكالات الأمن الباكستانية الرئيسية الثلاث. ويعتبر الجهاز مسؤولاً عن جمع وتحليل وتصنيف وأرشفة المعلومات الاستخبارية الداخلية والخارجية، إضافة إلى القيام بعملية التنسيق السلس بين وكالات الأمن الباكستانية الرئيسية الثلاث وفروعها المختصة.
ادارة المخابرات متعددة الأفرع
تشكلت 1948
الإختصاص : حكومة پاكستان
المقر الرئيسي : إسلام أباد
تنفيذيو الوكالة المدير العام : جنرال ظهير الاسلام, أحمد شجاع باشا
ضمن : عسكرية پاكستان
أبرز المديرين:
• أخطر عبد الرحمن
• حميد گول
• أسد دراني
• محمود أحمد
• إحسان الحق
• أشفق پرڤز كياني
• نديم تاج
تاريخ الاستخبارات :
بعد نيل باكستان لاستقلالها عن بريطانيا في عام 1947م، تم إنشاء جهازي استخبارات أطلق عليهما اسما: - جهاز المخابرات ، وقد أدى ضعف أداء المخابرات العسكرية (MI)، خلال الحرب الباكستانية- الهندية ، إلى إنشاء مديرية استخبارات الخدمات البينية المشتركة (ISI) في عام 1948م ، وأوكل أمر هذه المديرية إلى ضباط تم تجميعهم من فروع الخدمة العسكرية الثلاثة الرئيسية: القوات البرية، والبحرية، والجوية .
وتكون مجال تخصص المديرية هو جمع وتحليل المعلومات، وإعداد تقديرات الموقف الاستخباري الخارجي والداخلي فيما يتعلق بالشؤون العسكرية وغير العسكرية، وكانت أنشطة المديرية تركز على إقليم كشمير، والمحافظات الباكستانية الشمالية الغربية، ولكن خلال فترة حكم الرئيس الباكستاني أيوب خان تم توسيع نطاق اختصاصات المديرية، وأصبح مجال تركيزها يقوم على أساس اعتبارات حماية المصالح الباكستانية، وتعقب المعارضة السياسية، وحماية الدور العسكري للجيش الباكستاني .
تمت إعادة تنظيم مديرية المخابرات الباكستانية في عام 1966 بعد الفشل الاستخباري في الحرب الباكستانية- الهندية الثانية التي اندلعت عام 1965م، ثم أعقب ذلك في عام 1969م إجراء المزيد من التحديثات والتطويرات في المديرية.
فقد جهاز المخابرات الباكستانية (ISI) أهميته خلال فترة نظام ذو الفقار على بوتو، والذي كان من أشد الأعداء المنتقدين لدور الجهاز في الانتخابات الباكستانية العامة التي تم إجراؤها في عام 1970م، وأدت إلى نشوء المزيد من الخلافات والنزاعات بين الباكستانيين بشكل ترتب عليه انفصال باكستان الشرقية ضمن دولة مستقلة أصبحت الآن تُعرف باسم بنجلاديش.
عادت الأهمية للجهاز مرة أخرى في عام 1977 بعد قيام نظام الرئيس الباكستاني الجنرال ضياء الحق، والذي وسع مهام الجهاز ليكون مسؤولاً عن مراقبة الحركات الشيوعية، ثم أعقب ذلك توسيعه بقدر أكبر ليكون مسؤولاً عن رصد ومراقبة الحركات والمنظمات الشيعية في المنطقة بعد قيام الثورة الإسلامية الإيرانية.
وخلال حقبة ثمانينيات القرن الماضي، خلال فترة الغزو السوفييتي لأفغانستان تضخمت مهام جهاز المخابرات الباكستانية، بسبب التحالف الباكستاني- الأمريكي الذي نما واشتد عوده في المنطقة، على النحو الذي أدى إلى قيام شراكة استراتيجية بين جهاز المخابرات الباكستانية (ISI) ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA)، أصبح جهاز المخابرات الباكستانية يقوم بدور الوكيل في تنفيذ العمليات الاستخبارية نيابة عن ولصالح وكالة المخابرات المركزية الأمريكية داخل أفغانستان وإيران، وجمهوريات آسيا الوسطى التابعة للاتحاد السوفييتي آنذاك، بالاضافة الى الهند التي كانت حليفة للاتحاد السوفييتي .
الأهداف
يقوم جهاز المخابرات الباكستانية بتجميع المعلومات الاستخبارية عن طريق التنصت والاعتراض، ورصد ومراقبة الاتصالات ، ومهام جمع المعلومات خلال فترة الحرب، إضافة إلى جمع المعلومات .
ويعتبر الجهاز مسؤولاً أمن البرنامج النووي الباكستاني، وأمن الشخصيات الهامة، كذلك يعتبر جهاز المخابرات الباكستانية القوة الخفية التي ظلت موجودة وتعمل دائماً وراء الأنشطة السياسية الباكستانية والتفاعلات الإقليمية والدولية المرتبطة بها .
التنظيم والاقسام الرئيسية
تقع مكاتب رئاسات الجهاز حالياً في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، وتطلق على رئيس الجهاز تسمية المدير العام، والذي يشترط أن يكون حاملاً لرتبة الجنرال في الجيش الباكستاني ، وللمدير العام ثلاثة نواب يعملون تحت إشرافه المباشر، باعتبارهم المسؤولين عن ثلاثة مجالات منفصلة هي: المجال السياسي، المجال الخارجي، المجال العمومي.
عناصر الجهاز الأساسية يتم تجنيدها من قوات البوليس، والعناصر شبه العسكرية، إضافة إلى بعض الوحدات المتخصصة التي يتم تكوينها من عناصر الجيش الباكستاني، والقوات الخاصة.
التنظيم :
يتكون جهاز المخابرات الباكستانية (ISI) من 7 أقسام هي:
- الاستخبارات المشتركة (س)- (JIX): وتقوم بالتنسيق بين الأقسام والفروع والدوائر.
- جهاز الاستخبارات المشتركة (JIB): وهو الجزء الأكبر في جهاز المخابرات الباكستانية، إضافة إلى أنه يمثل القسم الأكبر في أنشطة الجهاز، وتتبع لهذا القسم ثلاثة فروع هي: فرع العمليات الخاصة بالهند، فرع عمليات مكافحة الإرهاب ، فرع حماية الشخصيات.
- جهاز المخابرات المضادة المشترك (JCIB): ويعمل تحت هذا الجهاز الكثير من الدبلوماسيين الباكستانيين، ويهتم هذا الجهاز بجمع المعلومات الاستخبارية عن: الشرق الأوسط، جنوب آسيا، الصين، أفغانستان، دول آسيا الوسطى، ويُقال بأن أنشطة هذا القسم أصبحت تتضمن افريقيا، أمريكا اللاتينية، وأوروبا.. وتؤكد الكثير من الدلائل بأن هذا القسم قد تم تكوينه واستحداثه بواسطة خبراء وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، (CIA) ليكون بمثابة نسخة ثانية من الإدارة المسؤولة عن أنشطة المخابرات المضادة بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
- المخابرات المشتركة الشمالية (JIN): وهو القسم المسؤول عن منطقة جامو وكشمير المتنازع عليها بين الهند وباكستان، وأيضاً يقع تحت مسؤولية هذا القسم متابعة تحركات القوات المسلحة الهندية والحركات السياسية والمسلحة داخل منطقة جامو وكشمير.
- المخابرات المشتركة المتنوعة (JIM): وهو القسم المسؤول عن مهام التجسس والتغلغل السري والمراقبة والرصد خلال فترة الحرب.
- جهاز استخبارات الإشارة المشترك (JSIB) : وينقسم إلى ثلاثة فروع تعمل حصراً في مجال اعتراض الرسائل السلكية واللاسلكية ، وذلك في مهام رصد عملاء العدو، وعمليات الاستطلاع الالكتروني اللاسلكي والتصوير، وأمن الاتصالات والإشارة .
- الاستخبارات التقنية المشتركة: وهو القسم المسؤول عن الأعمال الهندسية والفنية وما شابه ذلك .
العمليات:
- شن الحرب السرية داخل الهند : وذلك عن طريق تخطيط وتنفيذ الكثير من الصراعات الاثنية والطائفية داخل المدن والمناطق الهندية .
- شن الحرب السرية داخل أفغانستان : وذلك عن طريق دعم حركات المقاومة الإسلامية للوجود العسكري السوفييتي وللحكومات الأفغانية اليسارية آنذاك .
- شن الحرب السرية داخل الصين : وذلك عن طريق دعم حركات مسلمي الايغور الانفصالية داخل منطقة سينكيانج الموجودة في أقصى غرب الصين .
- شن الحرب السرية داخل الاتحاد السوفييتي السابق، وذلك عن طريق دعم الحركات الانفصالية التي كان ناشطة في منطقة آسيا الوسطى التي تضم كازاخستان، أوزبكستان، قيرغيزستان، وتركمانستان.
- شن الحرب السرية ضد إيران : وذلك عن طريق مساندة الحركات السنية الموجودة في جنوب شرق إيران.
- التجسس على البعثات الدبلوماسية الأجنبية الموجودة في باكستان .
- الدخول في أكبر شراكة استخبارية : وذلك مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ( CIA )، ووكالة الأمن القومي الأمريكي ( NSA )، ووزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون ) .
- تنفيذ العديد من العمليات الاستخبارية النوعية : والتي كانت في معظمها بالمشاركة مع أجهزة المخابرات الأمريكية، مثل: إدارة شبكات تهريب الأسلحة وتبييض الأموال وعمليات تهريب المخدرات، والمواد النووية المحظورة .
اتجاهات جمع المعلومات :
المجهود الرئيسي الحالي لجهاز المخابرات الباكستانية (ISI)، يرتبط بقدر كبير بالمجهود الرئيسي لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA)، ووكالة الأمن القومي الأمريكي (NSA)، ويمكن رصد اتجاهات هذا المجهود على النحو الآتي:
- الاتجاه الشمالي: يعمل جهاز المخابرات الباكستانية على دعم وتعزيز وإسناد جهود الحرب ضد الإرهاب التي تخوضها أمريكا وقوات الناتو حالياً في أفغانستان، وقد استطاع هذا الجهاز، تقديم الكثير من المعلومات عن أفغانستان والحركات الإسلامية في أفغانستان وآسيا الوسطى، بل وداخل باكستان نفسها خصوصاً في منطقة القبائل ووزيرستان الشمالية والجنوبية، وبلوشستان إلى أجهزة المخابرات الأمريكية، كذلك استطاع هذا الجهاز اعتقال ( 700 ) مقاتل عربي في مناطق الحدود الباكستانية- الأفغانية، وقام بتسليمهم لمسؤول محطة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية التي قامت بنقلهم إلى المعتقلات السرية ، وغيره من معتقلات ومراكز الاستجواب التي تشرف عليها أجهزة الأمن العربية المتحالفة مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ، ثم تم نقل هؤلاء المعتقلين لاحقاً إلى سجن غوانتانامو، وإلى السجون السرية التابعة للمخابرات الأمريكية في بلدان شرق أوروبا، مثل: بلغاريا، وبولندا، وتشيكيا - الأمر الذي أدى انكشافه إلى فضيحة السجون السرية وعمليات نقل السجناء السرية التي نفذتها بعض شركات الطيران التجارية الخاصة لمصلحة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية - .
- الاتجاه الجنوبي والجنوبي- الشرقي: وتعمل المخابرات الباكستانية بالتعاون مع وكالة المخابرات الأمريكية في كافة بلدان جنوب شرق آسيا، خاصة وأن عناصر المخابرات الباكستانية أكثر قدرة من عناصر المخابرات الاسترالية والنيوزيلندية والكورية الجنوبية واليابانية في اختراق بلدان جنوب شرق آسيا المسلحة مثل أندونيسيا وماليزيا وسلطنة بروناي وبنغلاديش والتغلغل فيها.. وقد لعبت المخابرات الباكستانية دوراً هاماً في القضاء على الحركات الإسلامية الموجودة هناك، مثل تنظيم أبو سياف الإسلامي وغير ذلك.
كذلك تقوم المخابرات الباكستانية بدعم اضطرابات السيخ في إقليم البنجاب الهندي المجاور لباكستان، وأيضاً في الحرب الأهلية الدائرة في سيريلانكا بين " السنهال " ( بوذيين يسيطرون على الحكم ) و" التاميل " ( هندوس معارضون للنظام ).
- الاتجاه الشرقي: تقوم المخابرات الباكستانية بالتعاون مع وكالة المخابرات الأمريكية بدعم حركة متمردي الايغور الإسلامية التي تنشط داخل إقليم سبكيانج الصيني وذلك من أجل فصل الإقليم وتكوين دولة إسلامية مستقلة في غرب الصين.
- الاتجاه الغربي: وبدأ هذا الاتجاه يكتسب أهمية بقدر أكبر خاصة في فترة الحرب الأمريكية ضد الإرهاب التي بدأت بعد هجمات الحادي عشر من أيلول، ويمتد النطاق الحيوي لجهود اهتمامات المخابرات الباكستانية بما يشمل إيران، بلدان الخليج العربي، الشرق الأوسط، شمال افريقيا، والقرن الافريقي. ويتركز مجال اهتمام المخابرات الباكستانية على جمع المعلومات الاستخبارية الخاصة بهذه المنطقة إما بشكل مباشر عن طريق العناصر الباكستانية المنتشرة في هذه المناطق، وبالذات في الخليج العربي حيث الوجود الباكستاني البشري المكثف أو بطريق غير مباشر عن طريق تقارير بعثات الدبلوماسية الباكستانية التي ترصد المنطقة، أو عن طريق المعتقلين العرب الذين يتم استجوابهم بواسطة المخابرات الباكستانية.
تقوم المخابرات الباكستانية حالياً بالتعاون مع المخابرات الأمريكية ونظام الرئيس الأفغاني حامد كرازاي بشن حرب سرية ضد إيران ، عن طريق استخدام الحركات السنية الموجودة في إقليم بلوشستان الشرقية ودفعهم لتنفيذ العمليات المسلحة داخل إيران عن طريق الانتقال من بلوشستان الشرقية (الموجودة في باكستان) والتغلغل في بلوشستان الغربية (الموجودة في إيران).. وقد بدأت معدلات هذه العمليات تزداد في الفترة الأخيرة.
ويقال بأن المخابرات الباكستانية استطاعت تجميع الكثير من المعلومات عن المنشآت والأوضاع الإيرانية الداخلية خلال الفترة السابقة، وهي معلومات وبيانات أصبحت متاحة للأمريكيين في الوقت الحالي.
وعموماً: برغم الارتباط القوي والتحالف الاستراتيجي بين جهاز المخابرات الباكستانية (ISI)، ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA)، ووكالة الامن القومي الأمريكي (NSA)، والبنتاغون، فإن هناك الكثير من الشكوك حول مصداقية جهاز المخابرات الباكستانية (ISI) في هذه الشراكة، وذلك بسبب انكشاف الكثير من الأدلة على أن جهاز المخابرات الباكستانية (ISI) ظل يقوم خلال فترة عملياته السرية المشتركة مع الأجهزة الأمريكية، بعمليات سرية أخرى خاصة به، ويعتقد بأن أبرزها يتمثل في الآتي:
- إجراء المزيد من المفاوضات والاتصالات السرية بزعماء القاعدة.
- تورط عناصره في عمليات تهريب الأسلحة وتمرير المعلومات لحركة طالبان وتنظيم القاعدة.
- تورط عناصره في عمليات تحويل الأموال داخل أمريكا لعناصر القاعدة التي يقال بأنها نفذت هجمات الحادي عشر من أيلول وبالذات المصري محمد عطا.
وحتى الآن لم يظهر أي تفسير أو تحليل للعلاقات والروابط الاستثنائية التي ظل يقوم بها جهاز المخابرات الباكستانية (ISI).. هل هي بإيعاز وتكليف أمريكي من أجل تحريك الأحداث والوقائع في اتجاه معين، أم أنها عمليات سرية باكستانية خالصة تهدف إلى الالتفاف والمناورة وتحقيق بعض المكاسب التكتيكية المؤقتة من حساب الشركاء الأمريكيين.
رئيس الاستخبارات الباكستانية الجديد.. لغز بالنسبة إلى واشنطن
رئيس الاستخبارات الباكستانية " ظهير الإسلام "
ظهير الإسلام:-
ينتمي " ظهير الإسلام " إلى عائلة عسكرية قوية للغاية، ويعتبره كثير من المحللين المرشح المحتمل لخلافة قائد الجيش إشفاق برويز كاياني عندما يترك منصبه في أواخر عام 2013.
يتحدر ظهير الإسلام من عائلة عسكرية قوية تمتد إلى نقطة تمركز الجيش الباكستاني في ولاية البنجاب؛ فوالده وإخوته كانوا ضباطا في الجيش، بينما تقاعد اثنان من أعمامه برتبه جنرال.
وفي ما يعد أمرا غير عادي بالنسبة لمديري وكالة الاستخبارات المركزية، يمتلك ظهير الإسلام خبرة في مجال التجسس، حيث أدار الجناح الداخلي في جهاز الاستخبارات الباكستانية في الفترة بين 2008 و2010، وهو الجناح الذي يراقب الشؤون الأمنية داخل باكستان.
والمسؤولون الأميركيون يريدون معرفة موقفه من أفغانستان وهو مبعث قلق لكل من امريكا وايران واسرائيل. لانة لايمكن التنبؤء بتصرفاته .
ثمة قدر كبير من الغموض يحيط برئيس جهاز الاستخبارات الباكستاني الجديد، ظهير الإسلام، الذي يزور واشنطن بصفته الرسمية لأول مرة. وبعيدا عن التفاصيل المجردة لسيرته الذاتية، يعترف المسؤولون الأميركيون بأنهم لا يعرفون سوى القليل عن ظهير الإسلام، فهو رجل طويل القامة في العقد السادس من عمره، وما عدا ذلك فهو يتمتع بقلة الكلام وعمق التفكير وعشقه للرياضة.
وكانت أول زيارة لظهير الإسلام إلى الولايات المتحدة عام 1984، لحضور دورة الألعاب الأولمبية في لوس أنجليس. وبعد عقد من الزمان، عاد ظهير الإسلام إلى الولايات المتحدة مرة أخرى، ولكن هذه المرة لحضور إحدى الدورات التدريبية في كلية الحرب العليا التابعة للجيش الأميركي في كارلايل بولاية بنسلفانيا، وطوع مهاراته في لعبة الكريكيت لكي يشارك في مباراة لإحدى الفرق المحلية للعبة البيسبول الأميركية.
وقال أحد المسؤولين الأميركيين: " كان يبدو وكأنه يريد أن يقول: انظروا.. أستطيع أن أتفوق في رياضتكم أيضا " ، ومع ذلك، كان من الصعب الوصول إلى أرضية مشتركة عندما التقى ظهير الإسلام بمسؤولين أميركيين، بمن فيهم مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، ديفيد بترايوس، في وقت كانت تشعر فيه الولايات المتحدة بالإحباط وعدم الثقة تجاه جهاز الاستخبارات الباكستاني.
وكانت العلاقات بين جهازي الاستخبارات الأميركي والباكستاني قد تدهورت عقب سلسلة من الأحداث المثيرة للجدل، بما في ذلك الغارة الأميركية التي أدت إلى مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وقيام عميل الاستخبارات المركزية الأميركية ريمون ديفيس بقتل باكستانيين اثنين، فضلا عن الاتهامات المستمرة لجهاز الاستخبارات الباكستاني بأنه يتستر عن المتشددين الإسلاميين في بقاع الارض.
ومنذ توليه منصب رئيس جهاز الاستخبارات الباكستاني في شهر مارس (آذار) الماضي ، بدأ ظهير الإسلام يبتعد عن الأضواء، فبعدما ظهر اسمه في عدد قليل من المقالات التي عادة ما تشيد بالجنرالات الأقوياء، بدأ ظهير الإسلام يبتعد بصورة كبيرة عن الأضواء في استراتيجية متعمدة من وجهة نظر كثيرين.
وقد شهد جهاز الاستخبارات الباكستاني، الذي كان يتم النظر إليه طويلا باعتباره أداة قوية من أدوات الجيش الباكستاني، اضطرابا غير عادي على مدى الأشهر الماضية، حيث أدت الغارة الأميركية على بن لادن على مرأى ومسمع الجهاز إلى تقويض وإضعاف هيبته وسط العامة وداخل أروقة الجيش أيضا.
وعلاوة على ذلك، كانت هناك إدانة دولية كبيرة للاستخبارات الباكستانية بسبب الاعتقاد السائد بتورطها في مقتل الصحافي سيد سليم شاه زاد.
وعلى الجانب السياسي، كان خليفة ظهير الإسلام، أحمد شجاع باشا، متورطا في أزمة سياسية كادت تتسبب في إسقاط حكومة الرئيس آصف علي زرداري. بالاضافة الى ذلك ، أثارت المحكمة الباكستانية العليا كثيرا من علامات الاستفهام حول دور جهاز الاستخبارات الباكستاني في كثير من انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك الإعدام خارج نطاق القضاء وإنفاق الجهاز ملايين الدولارات على تزوير الانتخابات في مطلع التسعينات من القرن الماضي.
وقال كامران بوخاري، وهو محلل في مجموعة «ستراتفور» للأبحاث: «كانت هناك ضجة كبيرة مصاحبة لتولي ظهير الإسلام لهذا المنصب، ثم من المنطقي أن يبتعد الرجل عن الأضواء لكي يقوم بإعادة تقييم الأمور ويرى إلى أين تتجه». وعلى النقيض من أحمد شجاع باشا، الذي كان معروفا بلسانه السليط وبثورته وهيجانه في بعض الأحيان، يوصف ظهير الإسلام بأنه لا يبحث عن الأضواء والظهور.
ووصف ضابط في الاستخبارات الأميركية ظهير الاسلام : «إنه هادئ الطباع»، ولكنه أشار إلى عدم سيطرة أحمد شجاع باشا على عمليات جهاز الاستخبارات الأميركية في باكستان ، وقال مسؤول أميركي بارز إن مسؤولي جهاز الاستخبارات الباكستانية يتعاملون مع نظرائهم الأميركيين بقدر كبير من العداء، حيث يتم رفض تأشيرات وكالة الاستخبارات المركزية في كثير من الأحيان، كما يتم توقيف مسؤولي الوكالة وتفتيشهم بصورة دورية.
وقال المسؤول إن الموظفين الباكستانيين الذين يعملون في السفارة والقنصليات الأميركية في باكستان يتعرضون لتهديد شديد، ويتم تجريدهم من ملابسهم للتفتيش، ويتم اعتقالهم لعدة أسابيع، كما يتم تحريضهم للعمل ضد الولايات المتحدة، وتهديدهم بالأسلحة في بعض الأحيان. وأضاف المسؤول: «إنهم يتبعون الإجراءات التي تتبعها موسكو مع المسؤولين الأميركيين، وأصبح جهاز الاستخبارات الباكستانية يشبه إلى حد بعيد جهاز الاستخبارات السوفياتية (كيه جي بي)، ولكن من دون ضبط للنفس».
ونفى مسؤول بارز في جهاز الاستخبارات الباكستانية، تلك الاتهامات، وألقى باللوم على وكالة الاستخبارات المركزية في تدهور العلاقات التي كانت وثيقة في السابق بسبب " غطرستهم ".
وأشار مسؤول في جهاز الاستخبارات الباكستانية إلى أن ظهير الإسلام قام خلال مباحثاته في واشنطن بالضغط على وكالة الاستخبارات المركزية لكي تتوقف عن استخدامها للطائرات من دون طيار في المناطق القبلية.
واقترح بدلا من ذلك، سوف يقترح أن تقوم الولايات المتحدة بتحديث أسطول باكستان من طائرات الـ«إف 16» حتى تتمكن من القيام بالمهمة نفسها، وهو الاقتراح الذي وصفه أحد المسؤولين الأميركيين بأنه " محكوم عليه بالفشل " .
وبالنسبة للأميركيين، يعد موقف ظهير الإسلام تجاه الوضع في أفغانستان هو أكثر المواضيع المجهولة إلحاحا، فمع مغادرة أكثر من ( 100.000 ) جندي من قوات حلف شمال الأطلنطي لأفغانستان بنهاية عام 2014، سوف تكون مساعدة باكستان على إحباط حركات التمرد هناك أمرا شديد الأهمية.
ويشعر المسؤولون الأميركيون بالقلق من العلاقات التي تربط جهاز الاستخبارات الباكستانية بشبكة " حقاني " ، وهي جماعة مسلحة تنتشر على طول الحدود بين باكستان وأفغانستان.
تعتبر مساعدة جهاز الاستخبارات الباكستانية في عقد محادثات سلام محتملة مع المتمردين أمرا شديد الأهمية أيضا ، ولكن حتى الوقت الراهن تتركز مهمة ظهير الإسلام على الجانب الشرقي، أي على خصم باكستان اللدود؛ الهند، فقبل تعيينه في وكالة الاستخبارات، كان ظهير الإسلام يحارب في جبال كشمير وقاد فيلق الجيش في كراتشي ، يقول أحد المسؤولين الأميركيين: " تتوقف أمور كثيرة على هذا الرجل الذي لا نعرف أي شيء عنه " .
جهاز المخابرات الباكستاني الأول في العالم والموساد بالمرتبة السابعة
وفي تقرير استندَ على نسب النجاح التي حققتها أجهزة المخابرات، في معالجة القضايا بكفاءة في العام 2011 جاء التدريج وفقاً لقائمة أفضل عشر أجهزة مخابرات في العالم على النحو التالي: " التدريج عكسي من العاشر الى الاول " :
10- جهاز المخابرات الكندي (CSIS):- تم أنشاؤه في 12/6/1984، وقد تشكل على نمط المخابرات الامريكية والمخابرات البريطانية الخارجية، ويتضمن الوكالات المدنية لكن متصل مع الشرطة والجيش ايضاً.
9- جهاز المخابرات الاسترالي (ASIS):- تم أنشاؤه في 13/5/1952، ضمن ميزانية سنوية تصل الى 162 مليون دولار، مهمته جمع المعلومات الاستخباراتية الخارجية، والغرض الرئيسي منه حماية مصالح البلاد السياسية والاقتصادية.
8- جهاز المخابرات الهندي (RAW):- تم أنشاؤه في 21/9/1968، تشكل بعد الحربين الرئيسية في الهند (الحرب الهندية الصينية عام 1962، الحرب الهندية الباكستانية عام 1965)، مسؤولية الجهاز جمع المعلومات ومكافحة ما يسمى الارهاب والعمليات السرية.
7- جهاز المخابرات الاسرائيلي (MOSSAD):- تم أنشاؤه على نمط المخابرات الامريكية في 13/12/1949، هدفه جمع المعلومات الاستخباراتية والعمليات السرية في الخارج، يُعتبر واحداً من اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية جنباً الى جنب مع جهاز الاستخبارات العسكرية " امان "، وجهاز الامن الداخلي " الشين بيت " ، لكن تقارير الموساد تصل مباشرة الى رئيس الوزراء الاسرائيلي .
6-المخابرات الالمانية (BND):- تم أنشاؤه في 1/4/1956, يُعتبر الجهاز بمثابة جهاز انذار مُبكر لتنبيه الحكومة الالمانية، ويعتمد بشكل كبير على المراقبة والاتصالات الدولية والتنصت الالكتروني.
5-جهاز المخابرات الفرنسي (DGSE):- تم أنشاؤه في 2/4/1982، ويعمل تحت اشراف وزارة الدفاع الفرنسية، ويوفر المعلومات الاستخباراتية والامن القومي للبلاد.
4-المُخابرات الروسية (FSB):- تم أنشاؤه في 3/4/1995، ضمن طاقم موظفين يصل الى 350,000 ألف موظف، يعمل على جمع المعلومات والترصد ومكافحة ما يسمى الارهاب وتنفيذ عمليات أستخباراتية.
3-جهاز المخابرات البريطاني الخارجي (MI6):- تم أنشاؤه في عام 1909، يعمل على جمع المعلومات الاستخباراتية وتزويدها للحكومة البريطانية جنباً الى جنب مع جهاز المخابرات البريطاني الداخلي (MI5)، ويعتبر عمله مُطابق الى عمل المخابرات الامريكية السي أي ايه.
2-جهاز وكالة المخابرات المركزية الامريكية (CIA):- تم أنشاؤه في 18/9/1947، ويبلغ عدد موظفيه 20,000 ألف موظف, يعمل على جمع المعلومات الاستخباراتية عن البلدان الاخرى اضافة الى الامن الداخلي، وينفذ عمليات أستخباراتية خارجية، يُقدم الجهاز تقاريره الى مدير الاستخبارات الوطنية المسؤول عن تقديم المعلومات لكبار صناع السياسة الامنية للولايات المتحدة الامريكية, يرتبط الجهاز عادة مع وكالات الاستخبارات الاخرى ضمن مهام جمع المعلومات المُشتركة.
1-المخابرات الباكستانية (ISI):- تم أنشاؤه في عام 1948، بعد الحرب الهندية الباكستانية عام 1947، يملك الجهاز عدة وكلاء في جميع انحاء العالم منها في العالمين العربي والاسلامي، ويُقدر عدد موظفيه بـ 10,000 موظف، وقد خاض الجهاز عدة تجارب سرية لاقت نجاحاً، يعمل الجهاز جنباً الى جنب مع مكتب المخابرات الباكستاني (IB) والمخابرات العسكرية الباكستانية (MI) ومهمته جمع المعلومات وتنفيذ العمليات السرية وتوفير الامن القومي ولاسيما في الاوقات الحرجة .
الولايات المتحدة صنفت المخابرات الباكستانية كمنظمة إرهابية
ذكرت بعض الوثائق التي حصل عليها ويكيليكس ونشرها ان محققين اميركيين استجوبوا معتقلين في غوانتانامو كانوا يعتبرون اجهزة الاستخبارات الباكستانية من المنظمات الارهابية.
واجهزة الاستخبارات الباكستانية مدرجة بين سبعين منظمة تعتبر "ارهابية او داعمة لكيانات ارهابية" في قائمة سرية وضعها الاميركيون عام 2007، بحسب الوثائق التي سلطت الضوء على الريبة القائمة بين الدولتين الحليفتين في مكافحة الارهاب.
والقائمة التي تصنف الاجهزة الباكستانية في فئة حماس وحزب الله والاستخبارات الايرانية العدوة القديمة للولايات المتحدة، مدرجة في مذكرة وضعت في غوانتانامو ونشرها موقع ويكيليكس .
وياتي نشرها بعد ايام على اتهام رئيس الاركان الاميركي الاميرال مايك مولن هذه الاجهزة باقامة علاقات مع شبكة حقاني التابعة لطالبان الافغان الذين يتخذون المناطق القبلية الباكستانية قاعدة خلفية لهم.
وردا على ذلك اعلن قائد اركان الجيش الباكستاني الجنرال اشفق كياني في بيان رافضا " الدعاية المقيتة التي تقول ان باكستان لا تبذل ما يكفي من الجهود في هذه المعركة ".
وفي سياق متصل أعلنت حنا رباني خار وزيرة الخارجية الباكستانية ان واشنطن قد تفقد إسلام آباد كحليفة لها، إذا استمرت بتوجيه انتقادات علنية شديدة اللهجة الى وكالة الاستخبارات الداخلية الباكستانية "اي-اس-أي".
وقالت خار في تصريحات صحفية في نيويورك خلال مشاركتها في أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة انه لا يجوز لواشنطن ان تدق اسفينا بينها وبين حكومة باكستان أو شعبها، واذا حصل ذلك، فانه سيلحق الضرر بمصالح الولايات المتحدة بالدرجة الأولى.
وجاءت تصريحات الوزير الباكستانية ردا على خطاب الاميرال مايكل مولن رئيس اركان الجيوش الامريكية في الكونغرس الأمريكي ، حيث اتهم الاستخبارات الباكستانية بـ "تصدير العنف" إلى أفغانستان بالتعاون مع شبكة حقاني المنضوية تحت لواء حركة طالبان. وفي إدانة لا سابق لها لباكستان، قال مولن ان وكالة "آي-اس-آي" تدعم فعليا شبكة حقاني التي تتهمها واشنطن بالوقوف وراء الاعتداء على السفارة الامريكية في كابل ، واضاف مولن الذي كان يتحدث امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ ان "شبكة حقاني تعمل كذراع حقيقية لوكالة الاستخبارات الداخلية الباكستانية". وتابع الأميرال قائلا انه توجد بحوزة وزارة الدفاع الأمريكية معلومات تشير الى ان ناشطين من شبكة حقاني نظموا أيضا الاعتداء على فندق " انتركونتينتنتال" في كابل يوم 28 يونيو/ حزيران الماضي بالإضافة الى الاعتداء على نفطة تفتيش أمريكية في ولاية ورداك باستخدام سيارة شحن مفخخة يوم 11 سبتمبر/ايلول الماضي.
من جانبه قال وزير الدفاع الأمريكي لأعضاء اللجنة ان واشنطن قد طالبت السلطات الباكستانية مرارا بوقف دعم شبكة حقاني، وحذرت من انها لن تتسامح مع الاعتداءات التي يشنها متمردون من الأراضي الباكستانية على مواقع القوات الأمريكية في أفغانستان.
و قالت صحيفة نيويورك تايمز ان مسؤولا بارزا بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية سافر الى اسلام أباد وواجه مسؤولين كبارا بأدلة عن وجود صلات بين وكالة الاستخبارات الباكستانية ومتشددين ينشطون بالمناطق القبلية في البلاد ، ما يؤشر على إمكانية إنتهاء زواج المصالح الذي تم بين الطرفين عندما كانت الولايات المتحدة تهمُّ بإخراج طالبان والقاعدة من افغانستان .
وقدم مبعوث وكالة المخابرات المركزية الأمريكية معلومات تربط أعضاء بوكالة الاستخبارات الباكستانية ببعض جماعات المتشددين المسؤولة عن سلسلة من الهجمات بينها تفجير السفارة الهندية في كابول الشهر الحالي والذي أسفر عن سقوط 58 قتيلا.
ووصف التقرير الذي اعتمد على روايات للجيش الأمريكي ومسؤولي استخبارات القرار بمواجهة باكستان بسبب أنشطة وكالة الاستخبارات الباكستانية بأنه أوضح تحذير لاسلام أباد منذ ما بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001 بفترة قصيرة.
وبحسب وثائق اخرى سربها ويكيليكس، فان بعض المحققين في غوانتانامو تلقوا تحذيرات بوجوب اعتبار اي روابط بين المعتقلين واجهزة الاستخبارات الباكستانية قبل العام 2003 بانها مؤشر الى وجود تحالف مع طالبان او القاعدة.
ودعمت باكستان قيام حركة طالبان التي استولت على السلطة في افغانستان عام 1996، غير ان اسلام اباد تحالفت مع الولايات المتحدة عند اجتياح افغانستان اثر اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 وهي منذ ذلك الحين تنفي ان تكون تلعب لعبة مزدوجة.
وتشير تقارير ومعلومات أخرى, أنّ الرئيس حامد كرازاي يشكل قوّة لا يستهان بها, وذلك بسبب ارتباطاته الداخلية والخارجية كرئيس, وهو الذي يدعو باستمرار إلى فتح قنوات حوار واتصال, مع حركة طالبان وكوادرها وهو في ذات الوقت, ينتمي للقبائل الباشتونية الداعمة لحركة طالبان, والارتباط العشائري الأخير للرئيس كرازاي, هو بحد ذاته يشكل خط مساعد, لفتح قنوات اتصال مع طالبان بنسختيها وأخواتهما.
وهناك المخابرات الباكستانية وأجنحتها المتعددة, لجهة الداخل الباكستاني والأفغاني والخارج الباكستاني والأفغاني, ونفوذها أقوى من نفوذ المخابرات الأميركية, وشبكات المخابرات الدولية والإقليمية الأخرى, والأخيرة دخلت الساحة الأفغانية والباكستانية, عبر قنوات المخابرات الباكستانية نفسها وتحت بصرها, وللمخابرات الباكستانية دور معقد بالمعنى الرأسي والعرضي تضطلع به, فهي توفر الملاذات الآمنة للكثير من كوادر طالبان أفغانستان وطالبان باكستان, ولديها رؤية إستراتيجية محددة حيال فرض الوضع السياسي فيما بعد الحرب على أفغانستان, وبالتنسيق مع إيران, حيث للأخيرة الدور النوعي والكمي على الساحة الأفغانية.
هذا وقد أعاقت المخابرات الباكستانية, محاولات الرئيس كرازاي من الاتصال والتفاهم مع بعض كوادر حركة طالبان أفغانستان, المختبئين في الأراضي الباكستانية, كون الرئيس كرازاي لم ينسّق ولم يأخذ إذن الطرف الباكستاني, واعتبرت المخابرات الباكستانية ذلك, بمثابة إقصاء لدورها لجهة المفاوضات والمحادثات السريّة, مع طالبان بنسخها وأخواتها, كما رأت المخابرات الباكستانية في حركة كرازاي هذه, دوراً ونفساً مخابراتياً هندياً خفياً, حيث هناك أدوار خفية للمخابرات الهندية على الساحة الأفغانية, مسنودة من المخابرات البريطانية والأميركية والإسرائيلية, حيث ترى نيودلهي في أفغانستان, جزء مهم من مجالها الحيوي في شبه القارة الهندية.
ولا ننسى دور المخابرات السعودية على الساحة الأفغانية, وارتباطاتها بالساحة الباكستانية, وان كانت روابطها الداخلية, على الساحتين الأفغانية والباكستانية قد ضعفت, كونها لم تعمل على إعادة بناء شبكات روابطها من جديد, واكتفت فقط باعتمادها على علاقاتها السابقة, وقت ارتباط زعماء القتال (الجهاد) الأفغاني, مع منظومات المنظمات الوهابية السلفية, في وقت الوجود السوفياتي في أفغانستان, وآخر نشاط لجهاز الاستخبارات السعودي الخارجي – كما تقول تقارير المخابرات المعنية بالشأن الأفغاني -, استضافته لجلسة سرية كخطوة تأخرت كثيراً, ضمّت العديد من زعماء القبائل, وأمراء الحرب, وقيادات من الوهابيين السلفيين السعوديين, والقادة السياسيين الأفغان, من كلا طرفي النزاع, وبمشاركة واضحة من المخابرات الأميركية, والبريطانية, ومخابرات دول حليفة أخرى قبل سنتين .
وتتحدث المعلومات والمعطيات الجارية, عن مفاعيل وتفاعلات الدور الإيراني النوعي والكمي, على الساحة الأفغانية والباكستانية, فطهران تستطيع أن تلعب دوراً كبيراً, في تسهيل عملية التفاوض والتحادث السري الأميركي – الطالباني, ليس فقط مع زعماء حركة طالبان بنسختيها الأفغانية والباكستانية وأخواتهما, بل ومع رموز تنظيم القاعدة وشبكة الزعيم جلال الدين حقّاني, وذلك عبر استخدام وتوظيف وتوليف قدرات الزعيم قلب الدين حكمتيار, حيث الأخير حليف طهران الرئيسي في المسرح الأفغاني, وحكمتيار له علاقات وثيقة مع كافة أطراف لعبة المواجهات العسكرية, على الساحة الأفغانية والباكستانية, وله علاقات وثيقة مع المخابرات الباكستانية أيضاً, وشبكات مخابرات دولية أخرى تعمل في أفغانستان وباكستان, وكان لشبكة حكمتيار مسنودةً من شبكة حقاني, الدور البارز في دعم إيران, بالمزيد من المعلومات الأستخباراتية التي أتاحت ومكّنت طهران, من ملاحقة وتصفية شبكة تنظيم جماعة جند الله السنيّة البلوشستانية, وزعيمها عبد الملك ريغي.
كل المؤشرات السياسية, والأمنية, والدبلوماسية, والإعلامية, بجانب المعلومات والمعطيات الجارية, تفيد بأنّ هذا الأوان الشرق الأوسطي الساخن, يشهد صراعاً استخباراتياً عنيفاً وعميقاً, رأسياً وعرضياً يمارسه الجميع, وخاصة بين شبكات المخابرات والاستخبارات, التابعة والمرتبطة بمحور واشنطن – تل أبيب, والتي تستهدف بالدرجة الأولى الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحلفائها في المنطقة, والساحات السياسية العربية القويّة والضعيفة, على حد سواء من ناحية, وبين أجهزة المخابرات والاستخبارات الإيرانية المختلفة, وشبكات حلفائها المخابراتية في المنطقة والعالم.
وتؤكد المعلومات المرصودة, أنّ شبكات الاستخبار الخاصة, بمحور واشنطن – تل أبيب, والتي تستهدف الجميع, وعلى رأسهم إيران, تنهج نهجاً مختلفاً, في خلق واستخدام العملاء والجواسيس, من خلال ما يعرف بعلم الاستخبار بالشبكات العنقودية لمزيد من السريّة المطلقة, وللحفاظ على العناصر البشرية المستخدمة, التي تم تأهيلها كأدوات استخبارية ثمينة, بحيث لا يعرف أي عنصر في هذه الشبكات العنقودية, أي زميل ( جاسوس) آخر له في ذات الشبكة, وتكوينها البشري الأستخباري.
وتذهب ذات المعلومات, أنّ جهاز المخابرات الإيراني, والذي يمتاز بالحس الأستخباري العالي التقني, استطاع تفكيك إحدى الشبكات العنقودية الأستخبارية, العاملة في الداخل الإيراني, والتي تملك قاعدة بيانات ومعلومات, من شأنها التأثير على الأمن القومي الإيراني, وهذه الشبكة العنقودية الأنف ذكرها, تابعة لمحور إسرائيل – أمريكا, حيث تم كشف من يقف وراء اغتيال العلماء الإيرانيين في حينه.
كما تتحدث المعلومات, أنّ ما فعلته المخابرات الإيرانية, كان بمثابة الصدمة التي لم تستوعبها أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية, حيث تم كشف إحدى الشبكات الذهبية الأستخبارية العنقودية العاملة في الداخل الإيراني والتي يصعب اكتشافها, مما قوّض عمل شبكات الاستخبار الأخرى - الساكنة - التي لم تكشف بعد لجهة الداخل الإيراني, ولجهة الخارج الإيراني, وتحديداً دول الجوار الإقليمي.
وتشير المعلومات, أنّ المخابرات الإيرانية, وعبر عمليات استخبارية داخلية دقيقة, وخارجية تعاونية, ذات تنسيق أمني صادق وعميق, مع أجهزة المخابرات التركية الفرع الخارجي- رغم التنافس بين طهران وانقرة- وجناح في جهاز مخابرات عربي إقليمي, استطاعت كشفها - أي تلك الشبكة - وما تحوزه من معلومات وأجهزة تجسس, ذات تقنيات عالية مربوطة بالأقمار الصناعية التجسسية والتي تزخر بها سماء إيران والشرق الأوسط.
باكستان تضع جهاز المخابرات تحت السيطرة المدنية
وفي تطور ملفت ، وضع رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني جهاز المخابرات الرئيسي العسكري تحت سيطرة وزارة الداخلية في اجراء ينظر اليه على انه تأكيد للسلطة المدنية على شبكة المخابرات القوية بالبلاد ، ومن المعروف ان جهاز المخابرات الباكستاني كان له تأثير كبير على السياسات الخارجية والامنية الكبيرة خاصة المتعلقة بالهند وافغانستان .
وأكدت الحكومة الباكستانية أن رئيس الوزراء وافق على وضع مكتب المخابرات وجهاز المخابرات الرئيسي تحت السيطرة الادارية والمالية والعملية لوزارة الداخلية باثر فوري .
وقال محللون في الشؤون الامنية ان القرار هو الخطوة الاولى للحكومة المدنية التي شكلت بعد انتخابات فبراير شباط بقيادة حزب رئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو لتأكيد سلطتها على شبكة المخابرات في باكستان.
وقال طلعت مسعود وهو محلل كان في السابق جنرالا بالجيش " انه قرار جيد بلا شك وسيضمن وجود تنسيق افضل بين اجهزة المخابرات ، مضيفا انها محاولة لتأكيد الاشراف المدني على شؤون اجهزة المخابرات .
الهند تثير الاستخبارات الباكستانية بنشر صوراً عارية لممثلة شهيرة وشمت على ذراعها بـ (ISI)
عارضة الازياء الباكستانية " ايفا " على غلاف مجلة هندية
ضمن حالة الحرب بين الهند وباكستان ، استخدمت صحيفة ( F H M ) الهندية أسلوباً تكتيكياً لأثاره الاستخبارات الباكستانية ، وذلك عندما قامت بنشر صورة للممثلة الباكستانية الشهيرة "فينا" وهى عارية وقد وشمت على ذراعها ، وشماً بحرف (ISI) في أشارة إلى وكالة الاستخبارات الباكستانية وكذلك كتب على ذراعها " نهاية العالم " ، وهو ما أستفز الباكستانيين بعد أن أحتوى عدد المجلة لشهر ديسمبر الحالي في الطبعة الهندية صوراً لنجمتهم الشهيرة وكذلك على مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك تشير الى وكالة المخابرات الباكستانية الذراع القوي في الصراع مع الهند .
ومن جانبها نفت نجمة باكستان أي صله لها بالصور ، واعتبرتها مفبركة وهددت بإقامة دعوى قضائية على المجلة ، مؤكده في الوقت نفسه بأن أخلاقها تمنعها من القيام بمثل هذه التصرفات المشينة ، فيما أكد رئيس تحرير الصحيفة الهندية بان الصورة غير مفبركة وان الصحيفة تملك فيديوهات ورسائل الالكترونية لـ فينا كما ظهر في العدد.
عملية تصفية بن لادن
زعيم تنظيم القاعدة السابق اسامة بن لادن
القت المخابرات الباكستانية القبض على طبيب نظم بايعاز من وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية حملة مفتعلة لتطعيم سكان ابوت اباد ضد التهاب الكبد، وذلك بغية الحصول على عينات من الحمض النووي لافراد عائلة اسامة بن لادن. واكد هذا متحدث باسم الاستخبارات الباكستانية امام الصحفيين .
وباشر الطبيب شاقيل افريدي المعروف في ابوت اباد عام 2010 بايعاز من وكلاء المخابرات الامريكية، حملة تطعيم واسعة ضد مرض الكبد في هذه المدينة، حيث كان اسامة بن لادن، حسب معلومات الاستخبارات المركزية، يعيش على مدى عدة سنين. وبغية التمويه بصورة مضمونة اكثر، عمد الطبيب، عميل وكالة الاستخبارات المركزية، الى بدء حملة التطعيم في الاحياء الفقيرة في ابوت اباد من اجل تجنب الشبهات.
وبعد ان جرى تطعيم سكان كافة اطراف المدنية تقريبا، واصل افريدي حملة التطعيم في احياء ابوت اباد الاخرى، بما فيها حيث كان بيت ابن لادن.
واعترف موظفو الاستخبارات الباكستانية، بانه تسنى لوكالة الاستخبارات المركزية بهذه الصورة، زج عمليها داخل بيت زعيم "القاعدة" واخذ نماذج من الحمض النووي من زوجات وابناء ابن لادن. واتاحت نتائج تحليها فيما بعد للامريكان الاقتناع بان ابن لادن بالذات يوجد هناك، وقرروا شن عملية الكوماندوس الامريكيين الخاصة الفريدة في 2 مايو/ايار، التي تمخضت عن تصفية بن لادن.
واعتبر وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا ان الحكم الذي اصدرته باكستان على طبيب بالسجن ( 33 ) عاما لمساعدته السي آي ايه في كشف مخبأ بن لادن " لا يساعد " في تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة.
واتهم القضاء الباكستاني الطبيب شكيل افريدي بانه قام بحملة تلقيح مزيفة في مدينة ابوت اباد حيث كان يختبىء بن لادن مع زوجاته واطفاله في محاولة لسحب الحمض النووي (دي ان ايه) من أفراد العائلة والمحيطين بابن لادن من اجل القبض عليه .
المخابرات الباكستانية تحاول تصحيح صورتها وتقول: اكتشفنا الكويتي قبل الامريكيين
ظل اسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، يدعم حركة طالبان وعلى اتصال مع زعيمها ملا محمد عمر حتى اللحظة الاخيرة من حياته، فالوثائق التي نشرت محتوياتها بعض التقارير الصحافية في امريكا وبريطانيا خلال الايام الاخيرة وفي الذكرى الاولى لاغتياله في بيته في ابو اباد الباكستانية ، تظهر ان هذه الاتصالات، كانت تهدف للتخطيط لعمليات مشتركة مع طالبان لضرب اهداف باكستانية وافغانية.
وتناقض المعلومات الجديدة التأكيدات الامريكية والافغانية من ان القاعدة خرجت من افغانستان منذ عام 2001 ولا يوجد من عناصرها الا القليل وانقطعت صلات طالبان معها.
وقدرت الوكالات الاستخباراتية الامنية عدد عناصر القاعدة في افغانستان بحوالي المئة. وتظهر الوثائق خطاً من الاتصالات ثلاثي الابعاد بين ملاعمر وزعيم القاعدة الجديد ايمن الظواهري الذي يعتقد انه موجود في الباكستان، واسامة بن لادن.
وبحسب مصدر امريكي مطلع تحدث الى صحيفة 'الغارديان' فان هناك قدرا عاليا من التداخل الايديولوجي تم بين التنظيمين.
وترى الصحيفة ان المعلومات تعتبر ضربة لجهود السلام بين الحكومة الافغانية والحركة، حيث سادت نظرة ان الحركة تخلت عن ايديولوجية القاعدة الجهادية العالمية وباتت تركز على اجندة وطنية.
ومع ذلك يرى المحللون ان العلاقة بين ملا عمر، والتي استمرت من خلال الظواهري قد تكون من طرف واحد، وربما كانت مصدرا لقلق عدد من قادة طالبان.
ويبدو ان العلاقة بين الطرفين لم تكن مقصورة على السنوات الماضية بل وتشير الوثائق الى انها استمرت حتى الاسابيع الاخيرة التي سبقت رحيل بن لادن.
كما تظهر ان بن لادن اضافة لاتصاله مع طالبان كان على تواصل مع جماعة بوكو حرام النيجيرية وانه كان يفكر في تغييراسم التنظيم.
وتضيف الصحيفة ان هناك العديد من الاسئلة التي تطرحها المعلومات الجديدة حول طبيعة العلاقة هذه، يبدو ان مصلحة مشتركة كانت وراء التعاون في عمليات تستهدف قوات الناتو وحكومتي اسلام اباد وكابول.
ومما يثير قلق الخبراء الامنيين ان اثنين من الثلاثة لا يزالان على قيد الحياة مما يعني ان التعاون مستمر. ويضيف المصدر ان مدى علاقة بن لادن مع الجماعات التي اعلنت ولاءها له اثارت دهشة المحققين فيها. فعلى ما يبدو كان قادة بوكو حرام المسؤولة عن سلسلة من العمليات الانتحارية العام الماضي في شمال نيجيريا على اتصال مع قيادة القاعدة العليا خلال العام الماضي، وهو ما يؤكد ما قاله احد قادة بوكو حرام في كانون الثاني (يناير) الماضي لنفس الصحيفة.
وفي اثناء تواصل بن لادن معهم الح عليهم بضرورة تجنب الهجمات التي تقتل المدنيين ولا تفرق بين مسلم وغير مسلم. وتقول الصحيفة ان بن لادن على الرغم من تواصله مع الحركات الجهادية الموالية له لم يكن مطلعا على تفاصيل ادارة العمليات بشكل يومي. وسبب هذا اعتماده على المراسلات حيث كان يخزن معلوماته في ـ يو اس بي ـ وكان يحمله مرساله، كي يتم نقل اوامره للقادة الميدانيين من قهوة انترنت في مكان بعيد عن موقع اقامته. ويعتقد ان المرسال الذي كان يحمل وديعة المعلومات هو " ابو احمد الكويتي " وهو الذي قادت خطواته السي اي ايه الى مكان بن لادن.
رحلة بن لادن للباكستان
وتشير الصحيفة انه صار بالامكان رسم صورة حقيقية عن الاعوام الاخيرة لبن لادن، وذلك بناء على رواية واحدة من زوجاته، وتظهر الشهادة انه بعد سقوط طالبان سافرت زوجات بن لادن واولاده الى كراتشي، حيث قضت العائلة هناك عدة اشهر، فيما توجه بن لادن نفسه الى اقليم كونار في اقصى شمال الباكستان، ويؤكد مسؤولو الاستخبارات الباكستانية (اي اس اي) ان العقل المدبر لهجمات ايلول (سبتمبر) اخبرهم ان بن لادن موجود هناك اي في كونار.
وبحسب مسؤولين امنيين امريكيين سابقين فانهم تلقوا في حينه عدة معلومات تشير الى تواجد بن لادن في شرق الباكستان في تلك الفترة.
ويظهر ان بن لادن قرر في صيف عام 2004 الانتقال والاقامة بشكل دائم في الباكستان. ولهذا السبب انضمت اليه زوجته الشابة امل السادة مع ولديها وعاشوا في قرية هاري بور، التي تقع في وادي سوات، شمال ـ غرب الباكستان.
ثم انتقلت العائلة بداية صيف عام 2006 الى البيت الجديد الذي بني في بلدة ابوت اباد والتي لم تكن تبعد عن مقرهما سوى 20 ميلا. وبعد استقرارهم في البيت الجديد انضمت الزوجة الثانية واطفالها اليهم. ويشير تحقيق بمبادرة شخصية من الجنرال المتقاعد شوكت قادر الى ان ابو فرج الليبي احد زعماء القاعدة قام قبل الانتقال بعملية استطلاع واسعة للمنطقة وسافر بعدها كي يقابل بن لادن وأخذ موافقته على الانتقال. واصر بن لادن قبل الانتقال على شراء قطعة الارض وليس استئجارها ورسم مخططا للبناء، والرسم الان في يد الاستخبارات الباكستانية.
وبحسب تقرير قادر الذي قام على مقابلات اجراها مع عدد من المسؤولين في (اي اس اي)، تخفى بن لادن كل هذه الفترة بزي مقاتل بشتوني قدم نفسه على انه مريض ومطلوب للامن الباكستاني ويأمل بالعودة الى بلاده كي يموت هناك، وهو ما منع اكتشافه. ويعتقد ان زوجة بن لادن الثالثة خيرية انضمت لهم في ابوت اباد عام 2010 بعد صفقة ابرمتها جماعة جهادية مع الايرانيين لاطلاق سراح دبلوماسي ايراني كان مختطفا لديها.
الباكستان بعد بن لادن
فقبل الاعلان الامريكي عن مقتل بن لادن اتصل الرئيس باراك اوباما بالرئيسين السابقين، بيل كلينتون وجورج بوش، حيث كانا اول من زف اليهما الخبر، ثم امر مسؤولي طاقمه باجراء اتصالات هاتفية مع مئات من قادة العالم والمسؤولين ومن بينهم الجنرال اشفق كياني، قائد الجيش الذي يقول الامريكيون انه صعق لسماعه الخبر. فامريكا لم تنجح بقتل زعيم القاعدة ولكنها نجحت باخفاء سر تحضيراتها عن الجانب الباكستاني- الحليف الرئيسي في الحرب على الارهاب، وفوق كل هذا خرقت السيادة الباكستانية.
ومنذ عام على الاحراج وخرق الكرامة الوطنية لم تقم السلطات الباكستانية بحملة اعتقالات للمتعاطفين مع بن لادن ولم تحقق بكيفية اقامة بن لادن كل هذه الاعوام على اراضيها بدون ان تعلم ، وعوضا عن ذلك فقد ركزت السلطات الامنية على التحقيق في شبكة العلاقات التي ساعدت الولايات المتحدة على خرق السيادة الوطنية.
والاعتقال الوحيد الذي قامت به هو للدكتور شاكي افريدي الذي تعاون مع فريق سي اي ايه الذي راقب المكان وحاول التأكد من هوية ساكنه ، ويواجه افريدي تهمة التآمر ضد المصالح القومية والخيانة العظمى، وذلك بحسب توصية قدمتها لجنة تحقيق.
وعلى الرغم من الاحراج فان محاولة تصحيح للصورة وان جاءت متأخرة وتعمل على تأكيد الدور الباكستاني في ملاحقة بن لادن، فالاستخبارات الباكستانية كشفت عن تعاونها بثلاث محاولات مع المخابرات الامريكية. الاولى تمت عام 2005 في اقليم تشيترال، في شمال غرب الباكستان وتبين فيما بعد ان الهدف الملاحق كان يشبه تقريبا بن لادن، اضافة لمحاولتين في عام 2006 واحدة قرب قرية اسمها بارباتشا على الحدود الباكستانية مع افغانستان واخرى في اقليم بلوشستان. وقد اكد مسؤول امريكي سابق وجود تعاون مشترك في منطقة تيشترال بالتحديد لكنه لا يعرف عن وقوع حادث معين، وقال ان هناك حالات تحرك فيها الباكستانيون بناء على معلومات قدمها لهم الامريكيون. ويقول مسؤول في 'اس اي اس' ان المخابرات الباكستانية استمرت في جهودها حتى بعد ان قدم لهم مدير استخبارات دولة غربية تقريرا جاء فيه ان اسامة بن لادن قد مات وذلك عام 2008.
كما قال قادر ان ابو احمد الكويتي الذي تابع الامريكيون خطواته كشف عنه خالد الشيخ محمد الذي اعتقل 2003 اثناء تحقيق الباكستانيين معه ، واكد قادر انه تم ايصال المعلومات عنه للمسؤولين الامريكيين، وتناقض هذه الرواية ما قاله الامريكيون الذين قللوا من اهمية ابو احمد الكويتي في ذلك الحين.
وجاء تعرف الباكستانيين على الكويتي والذي كان يعرف ايضا بارشد خان، عندما اراد شراء كمية من الادوية من بيشاور، يعتقد انها كانت من اجل معالجة بن لادن. واكتشاف هذه العملية زاد اهتمام المخابرات وتم تمرير المعلومات للمخابرات الامريكية، ربما في نهاية عام 2010. ويقول قادر ان هناك اكثر من 150 عملية مشتركة بين الامريكيين والباكستانيين ، لكن مقتل المتعهد الامني الامريكي ريموند ديفيز في الباكستان اوقف كل اشكال التعاون .
ومن هنا فمحاولة المخابرات الباكستانية اظهار دورها في ملاحقة بن لادن جاءت متأخرة حسب محللين باكستانيين، لان ترددها وخوفها من انتقام القاعدة منها ان وصلت اليه لم يكن في محله، فالعمليات الانتقامية التي وعدت القاعدة بتنفيذها لم تتحقق بعد رحيله.
ويرى محللون نقلت عنهم " الغارديان " ان عهد بن لادن قد ولى برحيله فلا احد يشير اليه في البيانات او المواقع الجهادية ولا حتى في دوائر القاعدة نفسها، فالقيادة الجديدة وان قلبت صفحة بن لادن الا انها منشغلة بترتيبات البيت من الداخل والتركيز على عمليات التوجيه والتمويل والتواصل مع الجماعات الجديدة التي اعلنت ولاءها للتنظيم. ( المصدر : جي بي سي - هشام خريسات )
الخبير والمحلل العسكري والاستراتيجي هشام خريسات
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews