لماذا حققت فلسطين ما عجز عنه لبنان؟
جي بي سي نيوز:- لم تعد معاناة وطن تقف حائلاً أمام تحقيق إنجازات ترسم البسمة على شفاه أبنائه، ولم تعد الصعوبات الأمنية والإقتصادية والإجتماعية أو تواضع الإمكانيات، سبباً لإنكفاء هذا المنتخب او ذاك عن تحقيق آمال وتطلعات الجماهير.
مما لاشك فيه ان الإنجاز الذي حققه منتخب فلسطين ببلوغ نهائيات كأس آسيا 2015 في استراليا يختصر كل الكلام عن المعاناة، بعدما أثبت ان التحدي والإيمان بالقدرة على تحقيق الإنجاز أقوى من أي معوقات أخرى.
ربما لامس تأهل فلسطين إلى النهائيات الآسيوية مشاعر الكثير من العرب بسبب ما تختزنه القضية الفلسطنية في عقول وقلوب الملايين في الوطن العربي، لكن من المؤكد أن ظفر المنتخب الفلسطيني ببطاقة التأهل إلى أستراليا أشعر الكثير من اللبنانيين بالغضّة، ليس لأن المنتخب الشقيق حقق الإنجاز، إنما لشعورهم بالعجز بسبب عدم قدرتهم على أن يكونوا المنتخب العربي العاشر في كاس آسيا.
صحيح ان وجود منتخبات مثل ايران والكويت في مجموعة لبنان المؤهلة للبطولة الآسيوية لا يمكن مقارنته بمنتخبات مثل قيرغيزستان، ميانمار، جزر المالديف، افغانستان والفيليبين والتي واجهها المنتخب الفلسطيني في كاس التحدي، لكن على الاقل يمكن إعتبار منتخب مستوى تايلاند مشابها نوعاً ما لتلك المنتخبات.
بمعنى أن المنتخب اللبناني الذي فاز على نظيره التايلندي مرتين دفع ثمن عدم تقديره لـ"تواضع" منافسه، لأن هدفاً سجله في الدقيقة السادسة والسبعين كان كفيلاً بإلغاء مفعول الأهداف الخمسة وبالتالي حرم الجماهير اللبنانية من الحلم الآسيوي.
من هنا تكمن العقلية التي ينبغي ان يتمتع بها اللاعبون ومن خلفهم الجهاز الفني وعدم الإنجرار خلف بطولات فردية على حساب منتخب ضعيف، لأن المبالغة في هذا الأمر دفعنا ثمنه غالياً.
ربما يكون منتخب فلسطين أدرك هذا الأمر قبل مشاركته في كأس التحدي، ودخل المنافسات بنية تحقيق نتائج مشرفة، فإذا به يحصد الفوز تلو الآخر وبواقعية تستحق الإحترام أوصلته إلى منصة التتويج ومن ثم حجز تذكرة الذهاب إلى استراليا.
من المهم القول أن تأهل منتخب فلسطين إلى النهائيات الآسيوية أضفى الكثير من الإيجابيات على الساحة العربية اولاً ومن ثم الآسيوية، بعدما بات المنتخب العاشر من أصل ستة عشر منتخباً وهم رقم قياسي لم يتحقق سابقاً في النسخات السابقة.
وحده المنتخب اللبناني ومن ثم السوري واليمني من تخلفوا عن ركب التأهل الآسيوي في مشهد قد يرسم علامات من الآسى، لأن منتخب الأرز كان قاب قوسين او أدنى من تحقيق الحلم.
يبقى القول أن المال وحده لا يحقق النجاح ما لم يقترن بالإرادة والتصميم، فإذا فُقدت الإرادة فإن مئات الملايين لا يمكن ان تبني طموحاً ولو لمرة واحدة.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews