لماذا يزور هولاند لبنان؟
صار تقليداً أن يبدي الزعماء الأجانب لدى مرورهم في لبنان دعمهم لاستقرار هذا البلد، تسأل تقرير عما إذا كان الرئيس الفرنسي الذي يبدأ زيارة لبيروت تستمر يومين، سيتجاوز إعلان النوايا البسيط هذا؟
ويقول الأكثر تفاؤلاً بحسب التقرير إن الرئيس الفرنسي قادر على الإضطلاع بدور وساطة في بلد يفتقر إلى رئيس منذ سنتين تقريباً، وتعاني مؤسساته شللاً ويسوده رفض عميق للنخبة السياسية. أما الأكثر تشاؤماً فيعتقدون أنه آت ليقول ما هو جيد للبنان من منظور فرنسا. وهؤلاء مقتنعون بأن حضوره إلى لبنان يرمي إلى الضغط على السلطات اللبنانية، على غرار ما فعلت شخصيات أخرى منذ تفاقم أزمة اللاجئين في أوروبا، لابقاء اللاجئين السوريين على أراضيها.
ويزور هولاند الأحد مخيماً للاجئين في منطقة البقاع ويلتقي عائلتين سوريتين ستستفيدان من لجوء إلى فرنسا حيث يُستقبل اللاجئون بالقطارة.
ويقول الباحث كرم كرم إن هذه المحطة من الزيارة ستحظى باهتمام "لأن الأوروبيين يحملون هبات، ولكن ما هي استراتيجيتهم لمساعدة لبنان على مواجهة الأزمة؟ الأمر لا يتعلق بالمال فحسب، فالبلد هشّ جداً".
ففيما يبدو الحفاظ على الاستقرار في لبنان، على رغم الأزمة السورية، بمثابة معجزة، تطالب بيروت منذ أشهر بتقاسم "عبء" اللاجئين.
وفي باريس، ينسب التقرير إلى مصدر ديبلوماسي أن هولاند يريد التطرق إلى مسألة الانتخابات الرئاسية "من دون فرض أي شيء".
وأساس المعركة الرئاسية لا يدور في المعسكر المسيحي، وأن اللاعب الأقوى في لبنان، أي حزب الله، المنخرط في الحرب السورية إلى جانب نظام الأسد، ليس مستعجلاً لوضع حد للشغور الرئاسي وينتظر تنازلات من منافسيه في شأن التمثيل السياسي.
قانون انتحاب جديد
ويحذر الباحث كرم كرم باريس من حصر الأزمة الرئاسية بالطموحات الرئاسية للمرشحين أو بالمواجهة بين الرياض وطهران، قائلاً: "إذا أردنا المساعدة في حل الأزمة يجب مواجهة النظام السياسي القائم منذ انتهاء الحرب والذي يشكل مصدر خلل في البلد. يجب دعم قانون جديد للانتخاب يحترم المساواة بين الطوائف".
الجيش اللبناني
ويلفت التقرير أيضاً إلى وجوب تكرار هولاند دعم باريس للجيش اللبناني الذي يحظى بدعم شعبي واسع في لبنان ويعتبر إحدى الوسائل القليلة للحفاظ على الإستقرار في بلد لا يزال معرضاً للخطر، على رغم تراجع الأحداث الأمنية المرتبطة بالنزاع السوري.
وذكر بصفقة الاسلحة الفرنسية التي جمدت الرياض الهبة التي كانت ستمولها، لافتا إلى أن موقف باريس غير مريح، إذ يأمل البعض في بيروت في أن يتدخل هولاند لدى السعودية لإعادة تحريك هذا الملف. وخلص الى أن واشنطن تتولى حالياً توفير الدعم العسكري الأساسي للجيش اللبناني.
(المصدر: لوموند 2016-04-16)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews