تنظيم داعش .. من أين يستمد قوته وبطشه ؟
عندما تحتل " داعش " المشهد الميداني في سوريا بالترافق مع النظام ، فإن ذلك يشي بأن هذا التنظيم الإرهابي بلغ مداه في إحباط ثورة السوريين التي ما كانت إلا لإسقاط الأسد ونظامه وتحكيم الديمقراطية في بلد افتقدها عقودا طويلة .
تطالعنا الأخبار الواردة من سوريا بأن تنظيم داعش لا زال متقدما في دير الزور ، معقل جبهة النصرة التي انكفأت أمامه - كما يبدو - ولم تعد قادر على مواجهته ، وها هو يعتقل مئات الرهائن المدنيين من الأكراد لأسباب لا زالت مجهولة .
من أين يستمد تنظيم داعش قوته العسكرية ، ومن أين يحصل على أسلحته ومدافعه طويلة المدى ، ومن أين يأتي بالحشود وهذه القوة ؟ .
لا يختلف اثنان أن النظام السوري الذي لا تقصف طائراته قوافل التنظيم وأرتاله متواطئ مع هذا التنظيم لقتل الثورة السورية ، وتخريب صرحها الذي بناه أحرارها بالدماء والأشلاء ، وها هو التنظيم يصول ويجول ، بدون أي اعتراض لا بطائرة ولا بقذيفة مدفع .
ولقد اتضحت الصورة الآن ، بعد أن تسرب شريط فيديو الجمعة ، يقسم فيه أحد مقاتلي التنظيم أن الأسد وجيشه أفضل من الجيش الحر ، وهذه أول مرة يكشف فيها هذا التنظيم عن وجهه الحقيقي إن صح الشريط وثبت أن المتحدث فيه أحد أمراء داعش .
وما يريب في أمر هذا التنظيم الإرهابي : أنه يقاتل في عدة جبهات ، ويفتح كل يوم جبهات جديدة ، مما يكشف بأن هناك أجهزة استخبارات تقف وراءه وتزوده بخرائط وأحداثيات وطرق سير آمنة وغير ذلك من متطلبات الحروب ، ولعل هذه الأجهزة لا تخرج عن استخبارات إيران ومن لف لفها من دول تتحالف مع نظام الأسد .
وسبق لهذا التنظيم أن تعرض لغارة جوية أردنية ، بعد أن رصدته الجهات الأردنية المختصة يعبر الحدود الأردنية بعدة سيارات من دون أذن ، حيث قامت الطائرات بتدمير الرتل الذي كان يتوجه صوب قاعدة عسكرية شرق البلاد .
كل ما يفعله هذا التنظيم مريب وغريب ، ويكفيه عزلة أنه لا يقاتل من أجل طرد نظام الأسد وتحرير الشعب السوري من الظلم والإضطهاد ، بل من أجل " فتح روما " كما تقول أدبيات تنظيم ملأ الدنيا وشغل الناس ، ولكن شيئا فشيئا ستتضح طبيعته وانتماءاته ، وعمالته للإيرانيين ولنظام الأسد ، وإن غدا لناظره قريب .
الدكتور فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews