Date : 23,11,2024, Time : 04:10:56 AM
11483 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأحد 26 جمادي الآخر 1435هـ - 27 ابريل 2014م 03:45 ص

أوباما يخسر أصدقاءه ونفوذه في بلدان البريكس

أوباما يخسر أصدقاءه ونفوذه في بلدان البريكس

حين تولى باراك أوباما المنصب، تعهد بلفتة ترحيبية جديدة نحو قوى العالم الصاعدة. لكن اليوم كل واحد من بلدان البريكس – البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا – لديه نزاع مستمر مع أمريكا، أو أسوأ من ذلك. في الشهر الماضي امتنعت أربعة من البلدان الخمسة عن التصويت على قرار للأمم المتحدة يدين ضم البلد الخامس لشبه جزيرة القرم. ومن المرجح أن تنتخب الهند في الشهر المقبل ناريندرا مودي ليكون رئيسا جديدا للوزراء، وهو يقول إنه: "ليس مهتماً بزيارة أمريكا بخلاف الذهاب لحضور اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك". وباعتبار الهند أكبر ديمقراطية في العالم، وأكبر حليف طبيعي لأمريكا بين القوى الصاعدة، فهذا مؤشر مقلق على العلاقات. فكيف خسر أوباما بلدان البريكس بعد كل التفاؤل السابق؟

بعض ما حدث لم يكن من الممكن تجنبه. ففي بداية عهده طالب أوباما "بإعادة ترتيب" العلاقات الأمريكية مع روسيا. ولقيت لفتته ترحيباً دافئاً من ديمتري ميدفيديف، رئيس روسيا في ذلك الحين، الذي كان بصورة كبيرة أقل عداوة للغرب من سلفه فلاديمير بوتين. ولسوء حظ أوباما، وأوكرانيا، وفرقة مطربات "بوسي رايوت"، استحوذ بوتين على الرئاسة مرة أخرى. وهذا أمر لا يمكن أن يلام أوباما فيه. ومنذ ذلك الحين سارت الأمور بشكل سيئ.

كذلك كان مسار العلاقات الأمريكية مع الصين يتحرك في الاتجاه الخاطئ. فخلال سنته الأولى في المنصب، قام أوباما بزيارته الاحتفالية بصورة كبيرة إلى الصين في إطار ما عرف بـ "مجموعة الاثنين"، التي عرض خلالها على بكين تشكيل شراكة عالمية لحل مشاكل العالم الكبرى، بدءا من التغيرات المناخية إلى الاختلالات المالية. وللأسف لم تشعر الصين أنها جاهزة للتصدي للمشاكل على المستوى العالمي، في الوقت الذي تعاني فيه مشاكل في الداخل. ولقي أوباما صدودا غير لائق من مضيفيه.

في السنة التالية استبدل "التمحور نحو آسيا" بمحاولته القوية لاستمالة الصين ضمن مجموعة الاثنين التي كانت شكلية في جوهرها. وعرضت واشنطن هذه السياسة وكأنها إعادة توازن طال عليها الأمد مع منطقة آسيا الباسفيكية الصاعدة، لكن بكين اعتبرتها – وهي إلى حد ما على حق في ذلك – محاولة شبه مكشوفة من الولايات المتحدة لتعزيز تحالفاتها العسكرية مع جيران الصين.

وهذا الأسبوع يزور أوباما اليابان وكوريا الجنوبية والفلبين وماليزيا – والبلدان الثلاثة الأولى مرتبطة بمعاهدات تحالف مع الولايات المتحدة. وهي أول زيارة له إلى آسيا منذ سنتين. والصين ليست في برنامج الرحلة. في هذه الأثناء نجد أن اللغة المضادة لأمريكا والصادرة من بكين هي الأكثر تشدداً منذ سنوات.

والخلاف والتباعد مع البرازيل ذو طابع محدد. ففي 2009 بذل أوباما جهوداً كبيرة لاستمالة البلدان الرئيسة في أمريكا اللاتينية – حتى إنه حضر قمة منظمة الدول الأمريكية في ترينيداد. لكن العلاقات مع البرازيل تدهورت بعد تسريبات إدوارد سنودِن حول وكالة الأمن القومي في السنة الماضية. وعلى إثرها ألغت ديلما روسيف، رئيسة البرازيل، زيارة رسمية إلى واشنطن في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي احتجاجاً على التجسس الذي قامت به الولايات المتحدة. وما زاد الأمر سوءاً هو أن الرئيس الأمريكي وعد الأمريكيين فقط – وليس الأجانب – بأن الوكالة لن تمارس التنصت عليهم. والآن تمر العلاقات الأمريكية البرازيلية في جمود عميق.

الشيء نفسه ينطبق على الهند – مرة أخرى، هذا بعيد كل البعد عن الفصل الترحيبي الافتتاحي مع مانموهان سينج، رئيس الوزراء الهندي المغادر. سينج الذي وصفه أوباما ذات مرة بأنه "مُعلمي"، دُعي ليكون ضيفاً في أول مأدبة عشاء رسمية أقامها أوباما في البيت الأبيض عام 2009. لكن حسن النية هذا تبخر. في الشهر الماضي استقالت نانسي باول، السفيرة الأمريكية لدى الهند، بعد أن عوملت من الناحية العملية وكأنها شخص غير مرغوب فيه من نيودلهي منذ أن تولت المنصب. ولا نعرف ماذا سيكون أثر مودي. لكن حقيقة أن طلبه الحصول على تأشيرة زيارة إلى الولايات المتحدة ما يزال مرفوضاً – بسبب عمليات القتل الوحشية ضد المسلمين في 2002 – من الواضح أنها بحاجة إلى إصلاح.

من بين بلدان البريكس، فقط جنوب إفريقيا هي التي يمكن أن توصَف العلاقات بينها وبين الولايات المتحدة بأنها طبيعية. لكن حتى هنا لا تزال العلاقات بعيدة عن أن تكون وثيقة. ولو أن جنوب إفريقيا قضت نصف الوقت الذي أمضته في خطب ود الولايات المتحدة مثلما فعلت في سعيها للانضمام إلى نادي البريكس (وهو ما يضيف حرف S إلى الاسم المختصر Bric) فربما كانت الأمور مختلفة. ولم يحرك أي شخص رمشاً حين انضمت إلى البقية في رفض إدانة روسيا حول القرم.

وكل واحدة من هذه العلاقات المتدهورة لديها حكاية خاصة بها، لكن هناك خيطين عريضين يربطانها معاً. الأول هو أن العالم يكيف نفسه على تراجع القوة الأمريكية. حتى الآن تحتفظ الولايات المتحدة بأكبر قوة عسكرية في العالم، لكنها تقل في كل عام. وتستمر ميزانية الدفاع الصينية في التوسع بأرقام من خانتين، في حين تتراجع الميزانية العسكرية الأمريكية بالمعدلات الحقيقية. كانت حسابات الولايات المتحدة خاطئة بصورة ضخمة في غزوها للعراق عام 2003.

وأحدث ميزانية دفاع تقدم بها أوباما تستبعد عملية اجتياح أخرى على غرار العراق. وهذا بطبيعة الحال شيء جيد، لكن هناك مراقبين آخرين، ومن بينهم أولئك الذين بدأوا في مقاومة القوة الأمريكية في مختلف أنحاء العالم، يعدِّلون من سلوكهم. فهم يعتبرون أن الولايات تصبح عازفة بصورة متزايدة عن الظهور بمظهر القوة العالمية – باستثناء استخدام الريموت كونترول. وفي هذه الأثناء، هناك تراجع في معدلات النمو الاقتصادي في بلدان البريكس، لكنها لا تزال تنمو بصورة أسرع من الولايات المتحدة، ويرجح لها أن تستمر كذلك. وسيستمر مركز الثقل الاقتصادي في التحول إليها.

الآخر هو أن الجمهور الأمريكي متعب من المسؤوليات العالمية لبلاده. والمحور الحقيقي لأوباما ليس نحو آسيا وإنما نحو أمريكا. وفي هذا فهو يأخذ إشارته فقط من المزاج العام المحلي. لكن هذا التمحور نحو الداخل لا يسير سيراً حسناً هو الآخر. وكما لاحظ في الفترة الأخيرة لورنس سمَرْزْ، وهو زير مالية سابق، لدى الولايات المتحدة حزبين أحدهما، وهو الحزب الديمقراطي، يرفض أن يتبنى أي نوع من الاتفاق التجاري، والآخر وهو الحزب الجمهوري، يبدو أنه يمقت المؤسسات الدولية كافة. ويرفض كلا الحزبين الاستماع لما يريده أوباما. وإذا كنتَ تصدق درجات المشاهدة لشبكات التلفزيون، فقد أطفأ الجمهور الأمريكي منذ فترة طويلة القناة التي يتكلم منها أوباما.

(فايننشال تايمز 2014-04-27)

 




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد