Date : 22,09,2024, Time : 06:37:25 PM
2732 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الخميس 16 جمادي الآخر 1435هـ - 17 ابريل 2014م 01:54 ص

بذور أزمة 2008 المالية تظهر مجددا في أمريكا

بذور أزمة 2008 المالية تظهر مجددا في أمريكا
جيليان تيت

قبل بضع سنوات كان تعبير "قروض ضعاف الملاءة" يعتبر نوعاً من الشتيمة. خلال الأزمة المالية وقعت خسائر مدمرة نتيجة لما تعرض له المقترضون من ضعاف الملاءة – الذين لديهم تاريخ ائتماني رديء. وبلغ الأمر من السوء حداً أن كثيراً من مديري الأصول أعلنوا أنهم لن يلمسوا هذا النوع من القروض أبداً.

لكن ذاكرة العالم المالي قصيرة، خصوصاً حين تصطدم الأموال السهلة والابتكار. في الأشهر الأخيرة سجلت قروض ضعاف الملاءة، بهدوء، عودة قوية مفاجئة لا علاقة لها بالعقارات، وإنما بهوس أمريكي آخر: السيارات. ويتساءل بعضهم عن الوقت اللازم قبل أن تؤدي هذه الطفرة إلى موجة أخرى من الإصابات والضحايا، ليس فقط بين المستهلكين السذج، وإنما بين المستثمرين كذلك.

الأصداء التاريخية لها صوت غريب. فخلال معظم العقد الماضي شهدت السندات المرتبطة بالسيارات ارتفاعاً متواضعاً فقط، لكن قروض السيارات واجبة السداد التي بلغت في مجموعها 700 مليار دولار في 2010، قفزت بمقدار الربع خلال السنوات الثلاث الماضية. وأدى هذا إلى زيادة حادة في مبيعات السيارات، وهو ما استفادت منه شركات صناعة السيارات، مثل جنرال موتورز.

هذا التصاعد يثير الانتباه بشكل صارخ، بالنظر إلى العدد الكبير من الأشكال الأخرى من الائتمان الاستهلاكي التي بقيت ضعيفة منذ الأزمة المالية عام 2007. مثلا، القروض واجبة السداد على بطاقات الائتمان كانت في الفترة الأخيرة تحوم حول أدنى مستوياتها منذ عشر سنوات، وأظهرت بيانات الأسبوع الحالي أنها تراجعت بصورة حادة، إلى حدود 2.42 مليار دولار في شباط (فبراير).

لكن تمويل السيارات – إلى جانب قروض الطلاب – قفز في الشهر نفسه. والأمر اللافت للانتباه أكثر حتى من ذلك هو أن هذا حدث وسط تراجع حاد في نوعية القروض. قبل خمس سنوات كانت القروض لضعاف الملاءة تشكل بالكاد 10 في المائة من الإجمالي، أما اليوم فهي تشكل الثلث. وهناك نسبة عالية بشكل خاص من مبيعات سيارات جنرال موتورز يتم تمويلها بقروض لضعاف الملاءة. من جانب آخر، عُشر القروض الجديدة تذهب الآن لما يسمى "الضعف الشديد في الملاءة"، أي المستهلكين الذين لم تكن لديهم في السابق فرصة تذكر للحصول على تمويل – خصوصاً بالنظر إلى أن دخول الأسر الفقيرة ظلت على حالها، أو تراجعت، حتى مع أن أسعار السيارات ارتفعت عن قبل.

وهناك أسباب عديدة لهذه الطفرة. الأول هو حقيقة أن مديري الأصول يستميتون في الوقت الحاضر للعثور على شيء – أي شيء – يحقق عائداً في عالم أسعار الفائدة التي وصلت إلى ما يشبه القاع، إلى درجة أنهم يقتنصون جميع أنواع السندات. كما أن المستثمرين تواقون بصورة خاصة إلى شراء السندات المدعومة بقروض السيارات، لأنها ذات أداء أفضل من القروض العقارية خلال أزمة الائتمان السابقة. وأدى هذا إلى انتشار افتراض واسع النطاق (وينطوي على مخاطر) بأن المستهلكين الأمريكيين متعلقون للغاية بسياراتهم إلى درجة أنهم على استعداد لفعل أي شيء للاحتفاظ بها.

لكن هناك سبب آخر لهذه الطفرة، وهو أن شركات الأسهم الخاصة وصناديق التحوط ذات الحنكة والدراية قفزت إلى الموجة، حيث تدعم موجة من الشركات الجديدة لتمويل السيارات خلال السنوات الثلاث الماضية.

وأدى هذا إلى دفع القروض إلى المستهلكين بطرق مبتكرة، وكانت لعبة مجزية للغاية: يستطيع المستهلكون أن يدفعوا فائدة بنسبة 20 في المائة تقريباً على القروض الضعيفة، لكن تكاليف التمويل التي تتكبدها شركات التمويل يمكن أن تكون في حدود 2 في المائة فقط، وذلك بفضل الطلب الشره من المستثمرين.

وحتى الآن لا توجد علامات تذكر على أن هذه الطفرة تسبب بكاء، إذ تظل معدلات الإعسار بالنسبة لقروض السيارات متدنية بالمستويات التاريخية ـ عند نحو 1 في المائة فقط. مع ذلك، إذا ارتفعت أسعار الفائدة سيكون في حكم المؤكد أن عدد حالات الإعسار سيقفز إلى أعلى، خصوصاً إذا بقيت الدخول على حالها.

وبدأت شركات التقييم الائتماني تشعر بعدم الارتياح. ويعمل بعض من أذكى اللاعبين في وول ستريت على تصفية التعاملات وبعض أهل المال مقتنعون الآن بأن الانكماش يلوح في الأفق إلى درجة أنهم يقومون خلسة بالشراء على المكشوف لأسهم شركات السيارات، مثل جنرال موتورز، بسبب مخاوفهم من أن انكماش القروض سيضرب مبيعات السيارات. وهذا ربما يفسر السبب في تراجع أسهم شركات السيارات بصورة حادة هذا العام، حتى وراء ما يمكن تفسيره بالفضائح المحرجة الأخيرة حول الخلل في مفاتيح الإشعال.

ربما تكون مشاعر القلق هذه سابقة لأوانها، فقد كان الناس يدمدمون حول الفقاعة الأخيرة لقروض ضعاف الملاءة قبل سنوات من انفجارها. والبشرى السارة هي أنه حتى لو عمل تمويل السيارات لضعاف الملاءة على إحداث انكماش فعلي، فلن يؤدي بالضرورة إلى أثر يصيب النظام بأكمله، لأنه أصغر حجماً بكثير.

لكن حتى ولو لم يكن هناك شيء آخر، فإن هذه الحكاية هي تذكرة صارخة بأن أجزاء من الانتعاش الحالي في أمريكا قائمة على أسس غير ثابتة. وهي أيضاً توضيح يأتي في وقته – إن كان هناك داعٍ لهذا التوضيح – بأن الأموال الرخيصة تعاني عادة سيئة، كونها تسبب تشوهات في مناطق ومجالات غير متوقعة، حتى وإن كانت لا تقع في العادة في المكان نفسه بالضبط مثل المرة السابقة.

( فايننشال تايمز 17/4/2014 )




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد