تداعيات أزمة القرم تضع «النيتو» على مفترق الطرق
بعد أن حل سلام قلق جاء بعد استنفاد للجهود، وحرب أفغانية أدت إلى استنزاف للمعنويات، نطق الشاعر الإنجليزي رديارد كيبلينج (في أحد أعماله الأدبية بعنوان "كيم") بلسان جاسوسه البنجالي الهرم، هوري موخيرجي بما يلي: "عندما يموت الجميع، تكون اللعبة العظيمة قد انتهت، وليس قبل ذلك".
بعد مضي 20 عاما على طي الغرب صفحة سياسة الردع الدائم المفترضة مع روسيا، جاء الكرملين ليضع عشرات الآلاف من جنوده قرب الحدود الأوكرانية، الدولة التي تقع على أعتاب الاتحاد الأوروبي.
على حد تعبير جاسوس كيبلينج في رواية "كيم" – التي ألفها في العصر الفيكتوري وفيها استحضر فكرة اللعبة الجيوستراتيجية الدائمة بين روسيا والغرب - اللعبة لم تنته منذ ذلك الحين، ولكن الجولة التالية منها قد بدأت.
أحدثت النزعة العسكرية الجديدة المنفلتة من عقالها تحديا للتحالف المكون من 28 دولة، وهو الذي سيشكل امتحانا لشجاعته وتصميمه. يقول استراتيجيون ومسؤولون كبار في دول أعضاء في حلف النيتو إن هذه المنظمة تواجه أصعب تحد لها منذ عقود.
قال أندريس فوج رازموسين، أمين حلف النيتو، هذا الأسبوع في باريس "نحن نواجه لحظة حاسمة في بنائنا الأمني الذي شيدناه معا في العقود الماضية".
السؤال المهم هو ما إذا كان حلف النيتو سينتعش من جديد أو يهتز ويتفكك. يقول الأدميرال جيمس ستافريديس، الذي كان حتى أيار (مايو) الماضي القائد الأعلى لحلف النيتو: "أعتقد أن هناك فرصة واحد من ثلاثة في أن تتحول الأمور إلى الأسوأ، بحيث تتحول إلى حرب باردة جديدة، أو، إن شئت، إلى جمود كبير".
( فايننشال تايمز 11/4/2014 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews