الاحتلال ينسف الفرصة الأخيرة
بعد حزمة التهديدات الإسرائيلية المتتالية للفلسطينيين، وتلويح تل أبيب المتكرر بإجراءات أحادية الجانب، انتهى اللقاء الثلاثي لطرفي المفاوضات الفلسطيني والإسرائيلي، بإشراف وساطة أميركية في مدينة القدس المحتلة، والذي وصف بأنه «اجتماع الفرصة الأخيرة» وامتد لساعات، بلا تقدم أو اختراق يذكر، وسط مخاوف من انهيار المفاوضات الهشة التي تعيش أزمة حقيقية وكبيرة بحسب اعتراف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
وفي خضم هذا المأزق، يواصل الجانب الإسرائيلي تبجحه وتلاعبه بالمفاوضات التي لم يعرها من البداية أي اهتمام أو تقدير بتهديد رئيسة طاقم المفاوضين تسيبي ليفني بمحاصرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ربما كما حدث مع الزعيم الراحل ياسر عرفات، حتى يخضع لشروطها ويعترف بـ«يهودية إسرائيل». فيما وصلت جهود وآمال تحرير الدفعة الرابعة من الأسرى إلى طريق مسدود، بحسب الفلسطينيين.
تلك الضبابية والسواد اللذان يلّفان عملية التسوية، والتي يبدو أنها باتت مطلباً بعيد المنال، يرافقهما إعلان الإدارة الأميركية الضمني أنها نفضت يدها من المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، مع رسالة خاصة للفلسطينيين بقطع المساعدات وإغلاق مقر البعثة الفلسطينية في واشنطن.
هذا الحصار الأميركي الإسرائيلي، الذي يضيّق الخناق شيئاً فشيئاً على الفلسطينيين، يرافقه تصدع في الساحة الوطنية الفلسطينية، وربما الوصول إلى إعلان ذهاب جهود المصالحة هباء منثوراً، والذي يبدو جلياً بالتراشق والاتهامات المتبادلة التي تصاعدت حدتها أخيراً، بين حركتي «فتح» و«حماس»، مع تسريبات عن توجه الرئيس عباس إلى الدعوة لانتخابات في الضفة الغربية حال فشل وفد المصالحة الذي سيزور قطاع غزة قريباً في رأب هذا الصدع.
وفي المحصلة، لا يبدو المشهد الفلسطيني داخلياً وخارجياً مبشراً بأي خير، فالمفاوضات باتت قاب قوسين أو أدنى من الانهيار والعودة إلى المربع الأول، فيما المصالحة تتراجع بشكل قد ينذر أيضاً بانهيارها وبتفاقم الانقسام الداخلي الفلسطيني ربما كما حدث في 2007، والذي استغلته إسرائيل أسوأ استغلال لتنفيذ جزء كبير من أجنداتها في الأراضي المحتلة.
( البيان 8/4/2014 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews