الدول الخليجية المصدر الرئيسي للنفط العالمي حتى 2040
رغم زيادة الطاقة الإنتاجية النفطية لبعض الدول غير المنضمة لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" كالولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل وكندا وغيرهم والتي من المتوقع زيادتها في عام 2040 بأكثر من عشرة ملايين برميل يومياً "وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية" التي أشارت إلى أن التقدم التكنولوجي في الولايات المتحدة الأمريكية في مجال استخراج النفط والغاز الصخري قد مكنها هذا العام من زيادة إنتاجها من الغاز إلى مستوى يزيد بنسبة 2.5% عن المستوى القياسي الذي تم تسجيله في عام 2013 ومكنتها كذلك من تحقيق رابع مستوى إنتاجي قياسي سنوي على التوالي.
وتوقعت ذات الإدارة الأمريكية بارتفاع الإنتاج الأمريكي من النفط إلى 9.3 مليون برميل يومياً هذا العام، وسوف يبلغ بذلك أعلى مستوياته في الـ 44 عاما الأخيرة، وذلك بفضل حقول النفط والغاز الصخري بما سوف يحول الولايات المتحدة الأمريكية من أكبر دولة مستوردة للنفط إلى دولة مصدرة بصورة ملموسة خلال الأعوام القليلة المقبلة.
وأشار تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية كذلك إلى مساهمة التقنيات الحديثة المستخدمة في استخراج النفط من مياه البحر العميقة وفي تمكين البرازيل من زيادة إنتاجها النفطي ثلاثة أضعاف حجم إنتاجها الحالي وذلك خلال الفترة (2015-2040)، كما أشار تقرير ذات الإدارة إلى استخراج كندا لكميات متزايدة من النفط من رمال القار، وإن ذكر التقرير أن عملية الاستخراج مازالت مكلفة للغاية وضعيفة الكفاءة في ذات الوقت.
واعتمادا على هذا التقرير الأمريكي توقع بعض المحللين العالميين المتخصصين في شؤون الطاقة أن تفقد الدول الخليجية دورها الريادي وتفوقها العالمي في مجال تصدير النفط والغاز، وأنها لن تكون متحكمة في تحديد أسعار النفط على المستوى العالمي بعد الآن.. إلا أن هذا التوقع قد جانبه الصواب، خاصة بعد أن توقعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في تقرير آخر صدر حديثاً احتمالية انخفاض الإنتاج النفطي بالدول غير المنضمة لمنظمة أوبك بحلول منتصف العقد المقبل، وأرجعت السبب في ذلك إلى ارتفاع معدلات النضوب وارتفاع تكاليف الإنتاج الهامشية، وأن معظم النمو في إنتاج النفط الإضافي خلال الـ 25 عاماً المقبلة سيكون من دول الخليج العربي الذي من المتوقع أن يصل إنتاجها من النفط في عام 2040 إلى نحو 36.5 مليون برميل يومياً.
وفي ظل التوقعات الحديثة لمنظمة أوبك بارتفاع الطلب العالمي على النفط في عام 2014 وما تليها من سنوات بفضل التحسن في الأوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية والصين وألمانيا والعديد من الدول الأخرى وفي مقدمتها الدول المستهلكة للنفط والغاز، بالإضافة إلى رغبات أوروبية متزايدة في عدم الاعتماد على الغاز والنفط الروسي في أعقاب الأزمة الأوكرانية، واضطرارها للجوء إلى النفط والغاز الأمريكي والخليجي، والتي سوف تمثل فرصة مواتية لدولة مثل قطر التي تتمتع بكونها ثالث أكبر منتج واحتياطي ومصدر للغاز خاصة المسال منه على المستوى العالمي بعد كل من روسيا وإيران.
ومن ثم فقد أصبح السؤال المهم الذي يشغل بال الكثير من هذه الدول المستهلكة للنفط والغاز هو هل لدى الدول الخليجية سعة إنتاجية إضافية تمكنها من الحفاظ على استمرار الضخ بهذه المستويات وبما يلبي الاحتياجات المتزايدة للطلب العالمي؟ وللإجابة على هذا السؤال تشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى إمكانية زيادة إنتاج النفط بأكبر ثلاث دول نفطية بالمنطقة وهي السعودية والعراق وإيران، وقدرت الوكالة قدرة المملكة العربية السعودية على ضخ نفط إضافي يبلغ حوالي 2.5 مليون برميل يومياً، وذلك على الرغم من ضخها لأكثر من 12.5 مليون برميل يومياً في الوقت الراهن ليصل إنتاجها اليومي لأكثر من 15 مليون برميل يومياً طوال الثلاثين عاماً المقبلة.
كما أكدت وكالة الطاقة الدولية على قدرة العراق على زيادة إنتاجها في عام 2040 ليبلغ نحو 11 مليون برميل يومياً، بعد أن سجل في عام 2013 أعلى معدلاته بإنتاج بلغ 3.5 مليون برميل يومياً، وأكدت الوكالة كذلك على قدرة إيران على زيادة إنتاجها ليصل في عام 2040 إلى8 ملايين برميل بعد انتهاء ورفع العقوبات الغربية المفروضة عليها وبدء زيادة إنتاجها بالفعل من الآن.. فيما خفضت الوكالة الدولية من توقعاتها من احتمالية زيادة قدرة الدول ذات الإنتاج المتوسط كالكويت والإمارات وعمان على ضخ كميات أكبر من النفط في الأسواق العالمية وذلك بالنظر لقربها من الوصول لطاقتها الإنتاجية القصوى.
ويوضح الاستعراض السابق أنه رغم تزايد اكتشافات واستخراج النفط والغاز الصخري الأمريكي وكذا بعض الاكتشافات في الدول الأخرى غير المنضمة لمنظمة أوبك، إلا أن حجم الاحتياطات الضخمة والاكتشافات الحديثة بدول مجلس التعاون الخليجي سيجعل منها المصدر الرئيسي للنفط والغاز على المستوى العالمي "بحد أدنى" حتى عام 2040، وحتى مع نضوب النفط والغاز بعد سنوات عديدة وطويلة فستكون لدول الخليج والشرق الأوسط الريادةة والقدرة التصديرية الأعلى للطاقة عالمياً من خلال مصادرها الضخمة من الطاقات الجديدة والمتجددة وفي مقدمتها الطاقة الشمسية.
( الشرق 3/4/2014 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews