تراجع السياحة المصرية.. والوعي السياحي
النهوض بالسياحة يتصدر قائمة الأولويات في معظم دول العالم باعتبارها قاطرة التنمية الحديثة نظرا لما توفره من عملات صعبة وفتح أبواب رزق متعددة ومتنوعة، لعدد كبير من العاملين، وتعتبر السياحة صناعة مثل كل الصناعات تقوم على عناصر كثيرة، من أهمها الوعي السياحي والسلوكيات السائدة وهما عنصران غائبان حاضران نظرا لحساسيتهما وتأثيرهما على هذه الصناعة التي تشهد تحديات ومنافسات قوية بالإضافة إلى أنهما أهم ما يميز سلوك شعب عن آخر، ومنها الإرهاب الموجه للسياحة مباشرة، وفي هذا الصدد لابد من التركيز أيضا على أخلاقيات وسلوكيات ووعي القائمين على هذه الصناعة، والتأكد من أسلوبهم المناسب، في كيفية التعامل مع السائحين بالذوق والأدب، لتأثيرهم المباشر على السياحة لأن مجرد سلوك أو تصرف غير مدروس ولو بدون قصد قد يكون له الكثير من السلبيات على قطاع السياحة، لأن أغلب السلوكيات الضارة لصناعة السياحة تصدر ممن ليس لديهم الوعي بمدى تأثير أفعالهم وتصرفاتهم السلبية، ومن الضروري تحديد هذه الأمور لتجنبها ونبذها في المستقبل، والتركيز على إظهار جميع أشكال المروءة والشهامة في التعامل التي تعطي الانطباعات الجيدة لدى السائح، لأن ما حدث مؤخرا تبعا لما تردد في الصحف والأوساط الأوروبية حول حادثة اغتصاب سائحة إنجليزية في أحد الفنادق المصرية، مما حدا بوزارة الخارجية البريطانية إلى إطلاق تحذيرات للمسافرين من ارتفاع وتيرة التحرشات الجنسية في مصر بعد أن زادت البلاغات عن حالات الاعتداء الجنسي ضد الرعايا البريطانيين، منذ ثورة 25 يناير
ولاشك أن موضوع التحرش أصبح يهدد السياحة في مصر خاصة أن الشارع المصري يشهد انفلاتًا أخلاقيًا رهيبًا، وإن كانت واقعة السائحة البريطانية غير موثقة حتى الآن، إلا أن لها وقعا كبيرا وأثرا سلبيا لا يمكن إزالة آثاره في المدى القريب، خاصة أن السلطات المصرية لم تنجح في إثبات نفي الواقعة بشكل جازم، لأنها لم تستطع إدارة الأزمة علميا أو قانونيا، إذ كان من الضروري عدم السماح للسائحة بمغادرة الفندق إلا بعد أن تثبت حدوث الواقعة أو نفيها بوجود شرطة السياحة ومندوب من سفارة بلدها، وبعد توقيع الكشف الطبي للتأكد من أقوالها، وللتيقن من عدم افتعال الواقعة بقصد الإساءة لسمعة السياحة المصرية، التي تتراجع بشكل كبير في السنوات الثلاث الأخيرة، في ظل غياب التواجد الأمني الكثيف والفاعل الذي يؤدي إلى المزيد من الانضباط من جانب جميع العاملين، ووفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العـامة والإحصاء فقد تراجع أعداد السائحين القادمين من كافة دول العالم إلى مصر خلال شهر يناير 2014ليبلغ 642 ألف سائح مقابل 903 آلاف سائح خلال الشهر ذاته من عام 2013، كما تراجع عدد السائحين القادمين من الدول العربية خلال الفترة المذكورة بنسبة 46.6% لتسجل 101.8 ألف سائح مقابل 190.6 ألف خلال فترة المقارنة بنسبة 28.9%، حيث تُمثِل عائدات السياحة أهم روافد الدخل القومي المصر إلى جانب عائدات البترول وقناة السويس وتحويلات المصريين في الخارج، غير أن عائدات السياحة التي اقتربت من حاجز 11 مليار دولار عام 2010 انخفضت بنسبة كبيرة نظرا لتردي الأوضاع الأمنية في البلاد منذ نحو 3 سنوات، لأن الحكومة مازالت تتعامل بأسلوب أقل حزما، رغم حالة التوتر التي تشهدها البلاد والتحديات الأمنية المتعاقبة والعودة مرة أخرى إلى إجراءات تأمين السياح، مع وجود قوة تأمين مصاحبة للأتوبيسات السياحية، وهي تسير أمامها أو حتى ترافقها داخل الأتوبيس في كافة المناطق السياحية، وذلك حتى يمكن التغلب على حجم الخسائر التي تلحق بالسياحة.
( الشرق 1/4/2014 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews