قلقيلية : قصة دمار و" جدار " ورفاة 71 شهيداً أردنياً ( حقائق وأرقام )
جى بي سي - لتقيم اسرائيل قلعتها العنصرية على الاراضي الفلسطينية، قامت بتحويل المحافظات والمدن الفلسطينية الى كانتونات متفرقة هنا وهناك، تمتد على مساحة الخارطة كمرض جلدي يلتهم وحدة الوطن، قلقيلية واحدة من المحافظات التي اطبق جدار الفصل العنصري على انفاسها، فحولها من رئة فلسطين حسبما عرفت به حين كانت تشكل مركز التقاء واستراحة القوافل التجارية لبلاد الشام، وحولت الى عمق الزجاجة، الذي عزلها عن محيطها وانهى دورها السابق.
"بلغ اجمالي الأراضي التي تم تجريفها في قلقيلية، لصالح إقامة 'جدار الفصل العنصري'، حوالي 4074 دونماً، فيما بلغ إجمالي مساحة الأراضي التي عزلت خلف الجدار 32 ألف دونم؛ وحال جدار الفصل العنصري دون وصول أصحاب هذه الأراضي إلى أراضيهم، الأمر الذي تسبب في تلف العديد من المزارع،ويبلغ عدد المزارعين المتضررين من الجدار 2500 مزارع ، وبلغ عدد الآبار الارتوازية التي عزلت خلف الجدار 19 بئراً، منها بئر تم تدميرها بالكامل، فيما لحقت أضرار بـ 42 بئراً أخرى، كما دمر جدار الفصل العنصري مساحة البيوت البلاستيكية، وبلغت 41 دونماً فيما عزل 700 دونم أخرى من الدفيئات خلف الجدار، وبلغ عدد الأشجار التي تم تجريفها لإقامة الجدار40880 شجرة، كما عزلت179481 شجرة خلف الجدار." وذلك حسب دراسة اعدها مركز ابحاث دراسات القدس.
واشارت الدراسة الى ان عدد المشاتل التي تضررت من إقامة الجدار37 مشتلاً، فيما عزلت خمسة مشاتل أخرى خلف الجدار، كما عزل الجدار11 بركساً للدجاج، تضم أكثر من50 ألف طير.
وبالنسبة للابواب التي أقامتها قوات الاحتلال في الجدار، فبلغ عددها 22 بوابة، "وهي في أغلب الأوقات مغلقة، ويتم فتح بعضها في أوقات قصيرة ومحددة، الأمر الذي يجعل وصول المزارعين إلى أراضيهم غير منتظم، ويؤدي إلى خسائر كبيرة."
كل زاوية من زوايا المدينة تختزن حكايات يتداولها سكان المنطقة، الا انها للاسف لم تتعد كونها حكايات شفوية لم ترق لمستوى التوثيق والنشر في وسائل الاعلام، احدى هذه القصص رواها المتوكل طه، وكيل وزارة الاعلام من على منصة في بلدية قلقيلية خلال جولة نظمتها وزارة الاعلام في رام الله، وتروي حكاية حديقة الحيوان الوحيدة بالضفة الغربية، والتي توثق تربتها واشجارها الشامخة حكاية 71 شهيدا سقطوا على ارضها حين اقدمت قوات الاحتلال الاسرائيلي عام 1956على هدم مبنى المقاطعة ( الذي كان مكان الحديقة ) فوق رؤوس هؤلاء الجنود من الاردنيين والفلسطينيين، وحسبما ذكره المتوكل طه فان سلطات الاحتلال رفضت ان يقام اي مبنى مكان المقاطعة، الا انها في النهاية وافقت على مشروع حديقة الحيوان، كان هذا المكان قد دمر بالكامل الا ان اشجاره بقيت شامخة مكانها لتثمر الحزن والاسى في كل عام تذكيرا بتلك المجزرة البشعة.
المواد الغذائية تحتاج تصريح دخول
قرية "عزون عتمة " نموذج حي لقرية من المحافظة، اطبق الجدارعلى انفاسها، فيها نحو80 بيتاً تقع بين جدارين، وهي مفصولة عن أراضيها، ولا يستطيع أهاليها المغادرة إلا عبر بوابة مفروض عليها اجراءات، تعد من أقسى أنواع الانتهاك للحق الإنساني، حيث يمنع دخول اي نوع من الغذاء إلا بالتفتيش.
وروى المزارعون هناك قصصا لا يتصورها العقل، عن ما يعانيه أهالي القرية كل يوم لإدخال مستلزماتهم الغذائية وغيرها للقرية، فإن أرادوا إدخال اللحم او البيض مثلا، يتوجب عليهم الانتظار للتفتيش، فهذه المواد لا تدخل للقرية دون "تصريح"، وإن لم يتواجد الجنود المختصون بالتفتيش في المكان، فيضطر الأهالي للانتظار ساعات طويلة ما قد يؤدي لتلف هذه المواد.
التعليم والعلاج خاضع لحكم البوابة والأسلاك الشائكة قال أحد أهالي القرية ان ابنه حين مرض كانت البوابة مغلقة، واضطر لأخذ ابنه للطبيب، فما كان هناك من وسيلة الا حضور الطبيب ليعالج المريض من خلف الأسلاك.
ولم يسلم المعلمون والطلاب من المضايقات الإسرائيلية، ومن ذلك، أن إحدى المعلمات ومعها مجموعة من الطالبات كن في طريقهن للمدرسة، فمنعن من الدخول، ما دفع المعلمة لإعطاء الحصة على البوابة.
قلقيلية نموذج للمدن الفلسطينية التي طوقها الجدار
ما يذهل حقاً حين نستمع للإحصائيات حول تلك المحافظة، التي تعتبر حاليا من اكثر مدن العالم كثافة سكانية، بعد فقدانها مساحات واسعة من أراضيها، مانسبته10.600نسمة/كم 2، و 600 منشأة تجارية أغلقت، و28 دمرت بالكامل (من اصل 1925منشأة)، وعزل19 بئراً ارتوازياً خلف الجدار، كما تفاقمت البطالة، نتيجة إقامة جدار الفصل العنصري على أراضي المحافظة.
قلقيلية ليست إلا نموذجا للمدن والمحافظات الفلسطينية التي يستمر جدار الفصل العنصري بالتهام أراضيها، تحت ذريعة الحفاظ على أمن إسرائيل.
( المصدر :- خاص - حسناء الرنتيسي - رام الله ) .
شاهدوا صور مدينة قلقيلية وأثر الجدار عليها :
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews