المأساة السورية عار على الإنسانية
ثلاثة أعوام مأساوية أكملتها الثورة السورية في سعيها نحو الكرامة والحرية في وطن يسع الجميع، دفع من أجله السوريون ثمناً باهظاً، فاق كل ما دفعته شعوب «الربيع العربي» من ضحايا وخراب ودمار.. قرابة 200 ألف قتيل والحصيلة في ازدياد، وفوق الثلاثة ملايين مهجر في الجوار في أوضاع إنسانية لا تعبّر عنها الكلمات، وملايين النازحين داخلياً..
أوضاع تبقى وصمة عار مكتملة الشروط والملامح في جبين المجتمع الدولي الذي لا همّ له سوى تجريد النظام من أسلحته الكيماوية.. وحتى حين التأم شمل الفرقاء في مسرحية «جنيف-2»، سمح اللاعبون الدوليون للنظام بالالتفاف على مطالب الشعب، والتملّص من دفع مستحقات «جنيف-1» وأولها تشكيل هيئة الحكم الانتقالي.
إنّ استمرار الأزمة المستحكمة في سوريا خطر داهم وشر مستطير، ليس على الجوار والمنطقة فقط، بل على الأمن والسلم الدوليين، ما يحتم على لاعبي المشهد الرئيسيين، الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، التوصّل وفي أسرع وقت ممكن، إلى توافق ينهي الأزمة ويحقّق مطالب الشعب السوري، في الحرية والكرامة والمساواة في الحقوق والواجبات بين أبناء الوطن الواحد. وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية في العمل السريع والجاد لإنهاء مأساة الشعب السوري، وتحقيق مطالبه العادلة في وضع أفضل دفع من أجله الكثير ومازال.
ليس من المبرّر قطعاً استمرار حالة الصمت المريب التي تكتنف العالم الآن تجاه الملف السوري، إذ يطرح السؤال المحوري نفسه وبقوّة: هل يئس الكل من حلول طاولة التفاوض بعد أن أفضى مؤتمر «جنيف-2» إلى العدم وصبغ الفشل الذريع جولاته؟ هل ترك العالم الشعب السوري نهباً بين خياري الإرهاب المستشري وقسوة النظام وبراميله المتفجّرة؟
لا بد من حل عادل يحقق مطالب السوريين، ويعيد الأمن والاستقرار لسوريا، وللمنطقة بأسرها.. ولن يرحم التاريخ من تاجر بدماء الأبرياء من أجل تحقيق أجندات ومصالح خاصة، سواء على المستوى الإقليمي أو على مستوى المجتمع الدولي وتقاعسه المريب.
( 18/3/2014 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews