المفاوضات وخط النهاية
ثمانية شهور مضت على انطلاق الجولة الأخيرة من المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وها هو الجدول الزمني، الذي اتُفق عليه مع انطلاق المفاوضات في 29 يوليو الماضي، يشارف على نهايته المنتظرة في 29 أبريل المقبل.
لكن لم يتحقق أي تقدم على هذا الصعيد، نتيجة لتعنّت إسرائيل ومماطلتها حتى في تحديد إطار لهذه المفاوضات، حيث لم يحدث أي اختراق على أي من صعُد القضايا النهائية، في ظل الشروط التعجيزية، التي تضعها إسرائيل.
الآن تحاول الإدارة الأميركية إلقاء آخر ما في جعبتها أمام الفلسطينيين، بعد أن رأت أن موقفهم ثابت ولا يتزحزح،حول رفض الاعتراف بيهودية إسرائيل، مع ليونة وتلميح الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الموافقة على تمديد المفاوضات، ما حدا بالرئيس الأميركي باراك أوباما، لدعوته إلى زيارة البيت الأبيض.
حيث يعقدان لقاء حاسماً اليوم الاثنين، من المتوقع أن تمارس فيه الإدارة الأميركية مزيداً من الضغوط على عباس، لحمله على القبول بالشروط الإسرائيلية.
لكن ذلك يعتمد على موقف القيادة الفلسطينية، ومدى تحملها للضغوط، وتشير التوقعات إلى أن أوباما سيلجأ بعد ذلك، للانتقال إلى مرحلة جديدة بسقف أقل، محوره تمديد المفاوضات لنهاية العام.
وهنا على الطرف الفلسطيني ألا يقدم على هذه الخطوة بالمجان، وأن يستغلّها في تحقيق أهداف ميدانية، أقلها تجميد الاستيطان، وإطلاق سراح الأسرى، ورفع الحواجز الإسرائيلية، التي تقطّع أوصال الضفة الغربية.
بعد ذلك سيكتشف الفلسطينيون أن إطلاق الأسرى القدامى، وبعض الخطوات الإسرائيلية البسيطة، هو ما سيخرجون به من عملية التفاوض ككل، لأن ذلك هو أقصى ما تريد إسرائيل القبول به، ولن تقدّم غيره ما لم تكن هناك ضغوط أميركية، ودولية عليها، للقبول بالشرعية الدولية، ممثلة في قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، والتعاطي الجدي مع شروط السلام الحقيقي ومتطلباته.
فمسيرة عمرها أكثر من عشرين عاماً من التفاوض العقيم، لم تؤد حتى الآن إلى تحقيق الحد الأدنى من الطموحات والآمال الفلسطينية، في تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية على التراب الوطني، والتخلص من نير الاحتلال.
( البيان 17/3/2014 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews