" المالكي والطائفية في العراق "
جى بي سي - نعرض لكم آراء أبرز الصحف العربية والدولية التي تستعرض أبرز الأحداث السياسية والاجتماعية.
صحيفة القدس العربي عرضت رأيها لالجمعة 8-3-2013 بعنوان " المالكي والطائفية في العراق " ، بعد تصريحاته الأخيرة التي حذر فيها من عودة الطائفية الى البلاد:
تقول القدس العربي : كثيرة هي الاشياء الغريبة التي تحدث في العراق هذه الايام، لكن اغربها على الاطلاق هو ما صدر من تصريحات يوم امس من السيد نوري المالكي رئيس الوزراء وحذر فيها من عودة الطائفية الى البلاد.
السيد المالكي قال في كلمة القاها اثناء حضوره احتفالية عيد المرأة العالمي 'اذا استمر البعض بنفخ نار الفتنة والطائفية فان ايام الطائفية ستعود مجددا الى العراق'.
مصدر الغرابة ان السيد المالكي هو الذي اسس لنظام حكم طائفي محض في العراق تربع على قمته واقصى جميع الاحزاب والتيارات غير الطائفية بل عمل على محاربتها بكل الوسائل، ونسف الديمقراطية العراقية الوليدة من جذورها.
السيد المالكي اعطي مهلة زمنية اكثر من خمسة اعوام لكي يقيم نظاما ديمقراطيا تعدديا، يتجاوز الاعتبارات الطائفية، ولكنه ضيع هذه الفرصة عندما اعتمد على حزبه والمقربين منه، وبعض الميليشيات الشيعية المتحالفة معه، ومارس سياسة العزل والاقصاء حتى لبعض ابناء طائفته، وجاءت النتيجة ثورات عارمة ضده، ونظام حكمه، في مختلف انحاء البلاد، خاصة في الشمال والوسط.
الانتخابات البرلمانية الاخيرة اعطت لملايين العراقيين املا في تحقيق المصالحة الوطنية واصلاح الخلل في العملية السياسية التي انبثقت من رحم الاحتلال الامريكي، حيث شارك فيها من قاطعها احتجاجا في الانتخابات السابقة، وشاهدنا للمرة الاولى تكتلات حزبية غير طائفية، ولكن السيد المالكي والتحالف الطائفي الذي يتزعمه زور العملية الانتخابية من خلال تفسيرات دستورية غير مقنعة وغير قانونية، واستولى على الحكم، وابعد جميع خصومه ومنافسيه من الطوائف الاخرى ليخلو له الجو، ويدير البلاد بقبضة حديدية.
الانتفاضة السياسية الشعبية التي تتواصل في مناطق الوسط العراقي، والانبار تحديدا، جاءت الرد غير الطائفي على النظام الطائفي الذي يتزعمه السيد المالكي وشكلت التحدي الاكبر لنظام حكمه الديكتاتوري الاقصائي الذي فشل في تقديم الحد الادنى من العيش الكريم لما يقرب من 25 مليون عراقي.
عراق السيد المالكي عراق ممزق فاسد استبدل الهوية الوطنية الجامعة بهوية طائفية محضة، وقضى على كل الآمال بامكانية التعايش والتعاون بين فسيفساء البلاد العرقية والدينية والمذهبية.
فهل يعقل بعد كل هذه السنوات من حكم السيد المالكي ان يحتل العراق احدى المراتب الخمس الاولى كأكثر بلدان العالم فسادا، وهل يعقل ان العراق الذي يصدر ثلاثة ملايين برميل يوميا من النفط لا يحظى اهله الا باربع ساعات من الكهرباء يوميا، وترتفع فيه معدلات البطالة الى اكثر من عشرين في المئة في اوساط الشباب؟
هذا الانهيار السياسي والخدماتي الذي يعيشه 'العراق الجديد' حاليا يتحمل مسؤوليته السيد المالكي والفكر الطائفي الذي يتبناه كعقيدة للحكم، ولهذا فان كل الانتفاضات المستمرة منذ شهور جاءت شرعية ومبررة خاصة انها رفعت شعاراتها المعارضة للطائفية والمؤكدة على وحدة العراق.
السيد المالكي اشاد بالمتظاهرين في الانبار الذين مزقوا الخرائط التقسيمية للعراق على اسس طائفية، وهو الذي شجع على وضع هذه الخرائط، وعمق حالة الاستقطاب الطائفي في البلاد، واقام سياسته الخارجية على اسس طائفية بحتة مما ادى الى عزل العراق عن محيطيه الاسلامي والعربي.
عندما يتهم السيد مقتدى الصدر السيد المالكي بالديكتاتورية ويصفه بالطاغية، وعندما يقول السيد اياد علاوي رئيس القائمة العراقية بانه، اي المالكي، اكثر ديكتاتورية من الرئيس الراحل صدام حسين، فان هذه رسالة قوية الى السيد نوري المالكي بان ايامه في السلطة باتت معدودة فعلا.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews