اشتباكات دامية في الضفة اثر استشهاد الأسير جرادات والقوات الاسرائيلية تستعد لقمع 'الانتفاضة الثالثة'

اكدت السلطة الفلسطينية مساء الاحد ان المعتقل الفلسطيني عرفات جرادات الذي توفي السبت في سجن اسرائيلي قضى نتيجة التعذيب وليس بازمة قلبية، وذلك بعدما اضرب اكثر من اربعة الاف اسير فلسطيني في السجون الاسرائيلية احتجاجا على وفاة جرادات.

واندلعت مواجهات امس الاحد لليوم الثاني على التوالي في الضفة الغربية المحتلة حيث تتصاعد الاحتجاجات تضامنا مع الاسرى الفلسطينيين لدى اسرائيل وايضا ضد التوسع الاستيطاني. 

وتسود موجة من التوتر الشديد في كافة السجون الإسرائيلية، وهناك حالة حداد على الأسير جرادات.

ودعا الجنرال بينيامين غانتس رئيس هيئة الاركان الاسرائيلي جيش الاحتلال باستكمال كافة الاستعدادات، تحسبا لاندلاع 'انتفاضة ثالثة' في الضفة الغربية، بعد استشهاد الأسير عرفات جرادات في أحد سجون إسرائيل، وطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالعمل على تهدئة الأوضاع، فيما واصل الفلسطينيون الاحتجاجات في كافة المناطق تنديدا بالحادثة، وسط تهديدات بأسر جنود إسرائيليين لمبادلتهم بالأسرى.

ومن المقرر بحسب خطة غانتس أن يشارك كبار ضباط الجيش هذا الأسبوع في اجتماع خاص لدراسة كافة السيناريوهات المحتملة في المناطق، والخطط التي أعدت للتعامل معها.

وبحسب ما كشف من مصادر إسرائيلية فإن نتنياهو أوفد المحامي المفاوض اسحق مولخو محملا اياه رسالة واضحة وحاسمة للقيادة الفلسطينية يطلب خلالها وقف المواجهات الميدانية في ساحات الضفة الغربية خشية اندلاع انتفاضة ثالثة.

وقال وزير شؤون الاسرى عيسى قراقع في مؤتمر صحافي لعرض نتائج التشريح الذي شارك فيه طبيب فلسطيني ان 'نتائج التشريح اثبتت تعرض الاسير جرادات للتعذيب وبينت ان قلبه سليم تماما ولا يوجد به اي اثار لتجلطات قلبية'.

وبحسب النتائج الاولية التي اعلنها قراقع واستند فيها الى مدير الطب الشرعي لدى السلطة الفلسطينية الذي شارك في عملية التشريح الاحد، فان جثة جرادات تحمل 'آثار كدمات في الجهة اليمنى العلوية من الظهر، وآثار تعذيب في الجهة اليمنى من الصدر بشكل دائري، وكدمات عميقة في عضلة الكتف اليسرى، وكدمات تحت الجلد في الجهة اليمنى من الصدر'.

وافادت النتائج ايضا ان 'القلب خال من الأمراض والشرايين سليمة وخالية من التجلطات، لافتة الى 'كسر في الضلعين الثاني والثالث من الجهة اليمنى للصدر، واصابات في باطن الشفة السفلى وآثار دم تحت الأنف، وكدمات في العضلة اليمنى للوجه'. 

واضاف قراقع 'هذا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان الرواية الاسرائيلية ان جرادات استشهد نتيجة جلطة قلبية هي رواية كاذبة، بل استشهد جرادات نتيجة تعذيب شديد واحمل اسرائيل مجددا المسؤولية التامة عن قتلها العمد للشهيد جرادات'. 

وتوفي عرفات جرادات (30 عاما) من بلدة سعير قرب الخليل جنوب الضفة الغربية السبت في سجن مجدو بشمال اسرائيل بسبب ما وصفته مصلحة السجون الاسرائيلية بانه 'ازمة قلبية'.

وفي قطاع غزة خرجت عدة مسيرات جماهيرية غاضبة بمشاركة جميع الفصائل، حيث خرجت مسيرة من وسط مدينة غزة وسارت في شارع عمر المختار وصولا لمقر المجلس التشريعي.

وحمل المشاركون في المسيرة الاحتلال مسؤولية ما حدث للأسير جرادات، وكذلك المسؤولية عن حياة الأسرى المضربين عن الطعام منذ شهور، وحمل المشاركون لافتات تؤكد ان إسرائيل تخرق المواثيق الدولية، ورددوا هتافات تدين السياسات العنصرية التي تنتهجها قوات الاحتلال.

وهددت حركة حماس بالقيام بعمليات أسر لجنود إسرائيليين لمبادلتهم بالأسرى الفلسطينيين على غرار الصفقة الأخيرة، وقال سامي أبو زهري الناطق باسم الحركة في مؤتمر صحافي بمشاركة قادة الفصائل 'معاناة الأسرى في سجون الاحتلال يجب أن تنتهي'. وأضاف 'لن يهدأ لنا بال حتى إطلاق سراح الأسرى'.

وقال خضر حبيب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي ان دماء الشهيد عرفات جرادات 'ستكون بداية الطريق لانتفاضة ثالثة'.

وفي خطوة أرادت من خلالها إسرائيل تخفيف حدة التوتر الفلسطيني وافقت على مشاركة طبيب فلسطيني في تشريح جثمان الشهيد الأسير جرادات.

وأكدت أسرة جرادات بعد مشاهدتها لجثمانه في المشرحة وجود آثار دماء وتعذيب على وجه ابنها، وطالب الوزير قراقع بلجنة تحقيق دولية للكشف عن ملابسات عملية وفاة هذا الأسير.

وكان الأسير جرادات '30 عاما' وهو من أعضاء حركة فتح التي يتزعمها الرئيس عباس قضى أول أمس في مركز توقيف سجن مجدو الإسرائيلي، بعد ستة أيام من اعتقاله، وحاولت إسرائيل تبرير عملية وفاته بالقول انه قضى جراء نوبة قلبية.

لكن الفلسطينيين يؤكدون أن جرادات قضى جراء التعذيب الشديد الذي تعرض له في الأسر، وأن إسرائيل قامت بتصفيته جسديا، خاصة وأن عائلته أكدت أنه لم يكن يعاني من أي أمراض، وقالت ان حالته الصحية جيدة.

وأعلن عبد الناصر فروانة المسؤول في وزارة الأسرى أنه باستشهاد جرادات فإن قائمة شهداء الحركة الأسيرة ارتفع إلى 203 شهداء.

وأعرب فروانة عن اعتقاده بأن يكون التعذيب هو السبب الرئيسي لوفاة الأسير، لا سيما وانه موقوف منذ اعتقاله قبل بضعة أيام بتهمة الانتماء لحركة فتح ومقاومة الاحتلال، وقال انه أخضع خلال تلك الفترة لصنوف مختلفة من التعذيب المميت، بالإضافة للإهمال الطبي. ( القدس العربي )