ينبغي أن تعرف اسرائيل كيف تدافع عن نفسها بعد الاتفاق مع ايران
تلبدت غيوم حرب الخليج الاولى قبل الحرب بسنة، وهو الوقت الذي احتاجت إليه الولايات المتحدة لترد على احتلال العراق للكويت. وليست هذه دعوى موجهة على القدرة العسكرية أو الاستراتيجية للولايات المتحدة آنذاك، بل هي وصف وضع اشكالي بالنسبة لاولئك الذين يعتقدون أنه يمكن الاعتماد على الدعامة الامريكية لأنه يوجد اتفاق محترم.
وهم مخطئون. في ذروة هجوم الصواريخ على اسرائيل في 1991 كتب البروفيسور دان ميرون مقالة خلاصتها العميقة هي أنه اذا كان “الجيش الاسرائيلي موجودا فلينهض”. أو بعبارة اخرى، شعر ميرون من أعماق الوجود اليهودي بأنه اذا لم أكن أنا لنفسي فلن يكون لي قوى كبرى متبدلة أو وعود على الورق. إن وجود اسرائيل لا يمكن أن يكون معلقا بكبح طاريء من الرئيس اوباما أو كلينتون أو ذاك الذي سيكون موجودا بعد ثلاث سنوات.
يعتمد وجود اسرائيل في جملة ما يعتمد عليه على الاعتقاد الأساسي مثل كل أمة أنها جاءت الى هذا العالم لا لتكون جنديا صغيرا في رقعة شطرنج. انشأت اسرائيل قدرة عسكرية مذهلة تمنع الحرب. وتثبت هذه القدرة مرة بعد اخرى، والدليل على ذلك أن الدول العربية تركت الطريق العسكري بعد حرب يوم الغفران. لكننا بحماقة منا أعطيناها مطلوبها برغم ذلك.
لكنه توجد حالات كما يحدث في هذه الايام قد تضطر فيها اسرائيل جدا الى استعمال قوتها العسكرية في واقع الامر لا باعتبارها عاملا رادعا فقط. إن الاتفاق الخطير والسيء يفضي الى أنه حتى لو وجدت رغبة خيّرة في التوصل الى تفاهمات دبلوماسية بواسطة الضغوط الاقتصادية، فان الجانب الحربي سيضطر الى الظهور بكامل قوته. وقد وجد من قبل سيناريو كهذا مشابه له جدا. ففي 30 أيلول 1980 قصفت طائرتا فانتوم ايرانيتان المفاعل الذري تموز في العراق وأضر ذلك بالمفاعل ضررا خفيفا. بل لم تنجح محاولة تخريب على أيدي أناس من الموساد من اسرائيل في المفاعل الذري العراقي. وآنذاك استقر رأي رئيس الوزراء مناحيم بيغن بحسب تقديرات للوضع أفضت الى استنتاج أن العراق تقترب اقترابا سريعا من التسلح بقنبلة ذرية، على أن يضرب المفاعل الذري. وفي ذلك الوقت ايضا واجهت رئيس الوزراء الاسرائيلي عقبات مثل وزير الدفاع عيزر وايزمن وآخرين. وسبقت ذلك بالطبع ثلاث سنوات محاولات دبلوماسية مع الامريكيين، لكن ذلك فشل.
واليوم وقد وضع في كفتي الميزان بضع عشرات وربما مئات معدودة من القتلى عقب رد ايراني محتمل، وفي الكفة الاخرى نحو من 20 ألف قتيل بقنبلة ذرية – وهذا في حال الاستعداد الصحيح – تأتي امريكا العظيمة واوروبا المتنورة وتقولان لليهود: يحسن أن تجلسوا في هدوء.
إن التاريخ مليء بشواهد على أنه حينما تدافع اسرائيل عن نفسها تكون النتائج طيبة جدا بالنسبة لليهود ولا سيما في المدى البعيد. إن الجيش الاسرائيلي موجود وقوته موجودة. ولاسرائيل قدرة عسكرية كبيرة في البر والجو والبحر لتؤخر بضع سنين طيبة نية ايران إبعادنا عن رقعة الشطرنج العالمية. وإن عيد الأنوار يمكن أن يُذكر الساذجين بين ظهرانينا بشيء ما من البطولة اليهودية.
( اسرائيل اليوم 29/11/2013 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews