مسيرة السلام بلا جدوى
بعد أن فاض به الكيل جراء الزهد الإسرائيلي في التوصّل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين، رمى الوفد الفلسطيني المفاوض برئاسة صائب عريقات الاستقالة على طاولة الرئيس محمود عبّاس ولسان حالهم يقول:
«كلّ صبرنا والشارع أيضاً» من عملية غير مجدية لم تحقّق للشعب شيئاً إن لم تكن قد زادت من معاناته وأوجاعه، وأعطت الاحتلال الإسرائيلي في الوقت ذاته المبررات للمضي قدماً في مشروعاته التوسّعية الاستيطانية التي لا تهدأ إلّا لكي تعود أكثر توغّلاً وضراوة وحملة اعتقالاته التي ملأت السجون وغاراته العشوائية لاسيّما على مواطني قطاع غزّة المحاصر.
عملية السلام لا تسير إلى المجهول بل في اتجاه هاوية بلا قرار في ظل ما تشهده من انتكاسات بفعل تعنّت الاحتلال وعدم جديته في التفاوض، ما يلقي عبئاً على الولايات المتحدة الأميركية التي تحرّكت في الآونة الأخيرة لاسيّما بعد تولي جون كيري حقيبة الخارجية في كل اتجاه لإحياء وإنعاش السلام «الميت اكنليكياً»، خاصة بعد استقالة الوفد الفلسطيني، فأقل ما يمكن فعله لإعادة عملية السلام إلى جادة الطريق بما يؤدّي إلى انفراجة ينتظرها الجميع هي إقدام واشنطن على الضغط على إسرائيل وإجبارها على الوفاء الفوري وغير المشروط بمستحقات عملية السلام.
يلعب الاحتلال على عامل الوقت هذا ما تقوله الوقائع على الأرض ظناً منه أنّه وبذلك يستطيع فرض سياسة الأمر الواقع عبر التوسّع الاستيطاني واقتطاع المزيد من أراضي الضفّة الغربية المحتلّة، ويعتقد أنّ إطلاقه سراح بعض الأسرى من معتقلاته كفيل بإسكات الفلسطينيين والالتفاف على مطالب يسندها حقٌ تاريخي لا يسقطه الزمن ولا تحول دون انتزاعه المراوغة.
طال الزمن أو قصر لا تنازل عن دولة فلسطينية كاملة السيادة على أراضي 1967 يعيش في حدودها لاجئون هجروا من بلادهم منذ عقود يرفرف علمها في عاصمتها القدس الشريف، بنود غير قابلة للمزايدة والالتفاف وعلى الاحتلال إدراك أنّ الحقوق لا تسقط بالبطش والاعتداءات.
( البيان 16/11/2013 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews