تقليص السعودية علاقاتها مع واشنطن ضربة للنفوذ الأمريكي في المنطقة
يساور السعودية القلق من الأوضاع في سورية ومصر وإيران، وفتور الروابط مع الولايات المتحدة، بما من شأنه التأثير سلباً على مجريات الأحداث المنطقة.
حاول جون كيري تهدئة الاختلاف مع السعودية في الوقت الذي تتسع فيه شقة التباين حول السياسات الأمريكية في المنطقة، بما يهدد بالإضرار بواحدة من أكثر العلاقات الأمريكية أهمية في الشرق الأوسط.
أمضى وزير الخارجية الأمريكية معظم اليومين السابقين في باريس ولندن، متحدثاً مع نظيره الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، على هامش مؤتمر لأصدقاء سورية، في الوقت الذي يسعى فيه الأمريكيون لطمأنة واحد من أقرب حلفائهم الإقليميين، حول نواياهم في سورية ومصر وإيران.
وقال كيري في مؤتمر صحافي في لندن: ''أنا مدرك تماماً لمخاوف السعوديين. لقد بحثنا كل جانب من هذه الأمور''. طلب مني الرئيس الحضور والدخول في محادثات، وكانت بناءة للغاية. وأتا أتطلع للعمل بصورة وثيقة مع أصدقائنا وحلفائنا السعوديين''.
غضب السعوديون من الأجزاء الرئيسة الثلاثة في السياسة الأمريكية الشرق الأوسطية في الفترة الأخيرة: وهي القرار بعدم اتخاذ إجراء عسكري مباشر في سورية؛ وبرود البيت الأبيض إزاء تغيير السلطة في مصر؛ وهرولة واشنطن بلهفة للمحادثات مع الحكومة الإيرانية الجديدة.
وفي حين أنه كانت هناك عدة نقاط من الاحتكاك في الماضي بين الولايات المتحدة والسعودية، إلا أن أي جهد حثيث للسعودية لتقليص العلاقات مع واشنطن، يمكن أن يشكل ضربة كبرى للنفوذ الأمريكي في المنطقة.
أظهرت السعودية غضبتها برفض أحد المقاعد الدورية في مجلس الأمن، الذي اتهمته المملكة بإخفاقه في التوصل إلى حل للحرب الأهلية في سورية. وألمح أشخاص مقربون من الحكومة السعودية إلى أن من المرجح لها أن تتبع سياسة أكثر نشاطاً في سورية، ما ينطوي على زيادة إمدادات السلاح لمجموعات الثوار، وفقاً لموقف معلن.
وقال كيري: ''نعلم أن السعوديين كانوا يشعرون بوضوح بخيبة الأمل من أن الضربة ضد سوريو لم تتحقق، وكانت لديهم أسئلة حول بعض الأمور الأخرى التي يمكن أن تجري في المنطقة الآن''.
كذلك يشعر السعوديون بالقلق العميق من إمكانية حدوث تقارب أوسع بين إدارة أوباما وإيران، وهو بلد تعتبره السعودية ذا طموحات توسعية سافرة للسيطرة على المنطقة.
وقال كيري إنه عقد هو والأمير سعود الفيصل محادثات ''صريحة للغاية'' في باريس حول برنامج إيران النووي، وأصر على: ''أننا لن نسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي''.
قال فريدريك ويري، وهو مختص بالشرق الأوسط في مؤسسة أوقاف كارنيجي في واشنطن، إن الرياض ربما تبدأ في أن تصبح إلى حد ما ''أكثر تعددية'' في جزء من دبلوماسيتها. ويقول: ''حتى لو رأينا نوعاً من التباعد، إلا أن إحساسي هو أنهم لا يزالون ملتزمين بالمساعدة الأمنية من الولايات المتحدة. فما خياراتهم الأخرى؟''.
قال تشارلز ليستر، وهو محلل لدى مركز ''آي إتش إس جين'' للإرهاب والتمرد، إن السعودية يرجح لها أن تكون قد لعبت دوراً في الاندماج الأخير لجماعات الثوار الإسلامية، وهو ما قد يتناقض مع الأهداف النهائية للولايات المتحدة''. لكن ليستر اعتبر أن تقديم أسلحة متطورة مضادة للطيران إلى هذه الجماعات ''أمر غير مرجح''.
تحدث كيري بعد يوم من المباحثات المكثفة في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة وبريطانيا الضغط في سبيل لقاء ثانٍ في عملية السلام في جنيف، يهدف إلى التوصل إلى تسوية للحرب الأهلية في سورية عن طريق المفاوضات.
يبدو أن هذه المحادثات لم تحقق تقدماً يذكر حين وضع أحمد الجربا، رئيس الائتلاف الوطني السوري سلسلة من مطالب المجموعة، تشتمل على إخراج نظام بشار الأسد من السلطة، وفتح ممرات للمساعدات الإنسانية لأجزاء من سورية التي مزقتها الحرب الأهلية.
يشار إلى أن الائتلاف الوطني السوري يعاني خلافات داخلية حول حضور أو عدم حضور مؤتمر جنيف، الذي يمكن أن يعقد الشهر المقبل.
( المصدر : فاينانشال تايمز 2013-10-27 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews