اختبار القوة للسياسة الجديدة في الكنيست الاسرائيلي
تعد الانتخابات للسلطات المحلية التي تجري غدا من ناحية عملية الحدث السياسي الاهم الاول منذ الانتخابات للكنيست. وبالنسبة لبعض من الاحزاب فان هذه الانتخابات هي الفرصة لمواصلة حالة الزخم التي تحققت لهذه الاحزاب في الانتخابات للكنيست في الوقت الذي تعد فيها هذه للاحزاب القديمة فرصة لتحسين اوضاعها بعد النتائج المخيبة للامال في الانتخابات العامة.
حزبان قررا توظيف مصادر عديدة في الانتخابات المحلية هما المفاجأتان الكبيرتان في الانتخابات للكنيست – يوجد مستقبل والبيت اليهودي. ولكن الحماسة التي ألمت بهما قبل بضعة اشهر فقط، حين بدأت الحملات الانتخابية البلدية، خبت قليلا. ففي البيت اليهودي قرروا اطلاق قوائم ليس أقل من 88 بلدة في ارجاء البلاد، مع عدد قليل من المرشحين لرئاسة البلديات. وعمليا يكون الحزب قرر “الحلاقة” في الانتخابات المحلية قبيل الانتخابات التالية للكنيست، وحدد الخط الذي سيميزه في السنوات القادمة – دمج مكثف للمتنافسين العلمانيين والكثير من النساء. ويتبين من الحديث مع كبار المسؤولين في الحزب بان هذه هي الخطة للانتخابات التالية للكنيست. وشرحوا هناك يقولوا انه “اذا نجح هذا في البلديات، فلا يوجد أي سبب يمنعه من أن ينجح في الانتخابات القطرية ايضا”.
حتى هنا القسم المتفائل. والان الى المشاكل، وهذه توجد بوفرة. لعل البيت اليهودي هو الحزب الاكثر شقاقا، وقد وجد الامر تعبيره في البلدات المختلفة. في القدس، حيث يوجد الفرع الاكبر للحزب، وقع انشقاق الى قسمين، وفي اعقاب ذلك تتنافس اليوم قائمتان دينيتان متنافسستان. كما تكبد البيت اليهودي فشلا في بيت شيمش حين راهن بداية على عليزا بلوخ كمرشحة لرئاسة البلدية، وفي اللحظة الاخيرة تركها في صالح خصمها في حينه ايلي كوهين. جدالات وشقاقات كانت من نصيب غير قليل من القوائم التي يشجعها الحزب في أرجاء البلاد، مثلما في رعنان، بيت شان، الكنا، اوفيكيم، بيتح تكفا وغيرها من المدن والبلدات الكثيرة الاخيرة، بما فيها من فوضى وصراخ هي التي تسود الموقف.
في يوجد مستقبل، بالمقابل، حبذوا طرح اهداف اكثر تواضعا، وشجعوا 44 قائمة فقط الى المجالس ونحو 18 مرشحا لرئاسة البلديات. ووزع النواب والوزراء من الحزب على المناطق الجغرافية وبدأوا يجوبون البلاد. ولا ريب أنه من ناحية التجند عمل رجال يوجد مستقبل بكد شديد مقارنة بالاحزاب الاخرى. ولكن هنا ايضا لا يمكن قطع الصلة بالسياسة القطرية. وهكذا كلما كان الغضب على القرار الذي اتخذه لبيد كوزير للمالية أكبر، وجد الامر تعبيره ايضا في رد الفعل الذي جاء من الميدان البلدي. وقد تعاظمت شكاوى النشطاء، ولكن رغم ذلك، خلقت الاجتماعات التي نظمها الحزب في المدن المختلفة اهتماما شديدا نسبيا.
في حزب العمل، الذي يشجع 60 قائمة ينشغلون بقدر غير قليل في الانتخابات لرئاسة الحزب والتي ستجرى بعد نحو شهر وبناء على ذلك الانصات الى الموضوع البلدي متدن نسبيا. اما حزب اليسار الثاني، ميرتس، فينظر الى الاستطلاعات التي تتنبأ له بمضاعفة قوته في الانتخابات التالية للكنيست، ومعني بان يصل الى انجازات مشابهة وهامة في الانتخابات المحلية ايضا. ويطلق ميرتس 25 قائمة الى المجالس المحلية، مع أربعة مرشحين لرئاسة البلدية.
وخلافا للماضي البعيد، ففي السنوات الاخيرة ضعفت العلاقة بين الاحزاب الكبرى والقوائم المحلية. عدد المرشحين لرئاسة البلديات ممن يتنافسون بشكل مستقل ازداد بشكل دراماتيكي. قليل هي الحالات التي يتنافس فيها مرشح لرئاسة بلدية بتكليف من حزب ما. فقد يحظى بتأييد هذا الحزب بل واحيانا بتأييد عدة احزاب بالتوازي، الا انه في معظم الحالات يكون هذا تنافسا مستقلا. وعمليا، فان الحدود السياسية تشوشت لدرجة انه في عدد غير قليل من الحالات يمكن ان نرى تعاونا بين الاحزاب حتى بالنسبة لتشكيلة القوائم التي تتنافس على مجلس البلدية. هكذا يحصل مثلا أن في القدس يتنافس ميرتس والعمل في قائمة واحدة بينما في الانتخابات العامة كان الحزبان في صراع عنيد على ذات الاصوات. وهذا هو التفسير لما نراه في بلدات عديدة في ارجاء البلاد قائمة دينية اصولية موحدة، تتشكل من البيت اليهودي، شاس، والتيارات الاصولية الاخرى. وعندما نتذكر العداء الشديد الذي نشب في السنوات الاخيرة بين الحزب الديني الوطني وبين الاحزاب الاصولية فاننا نفهم مدى الفجوة والاختلاف بين الاعتبارات البلدية وبين السياسة القطرية. ولكن العلاقة مع الاحزاب الكبرى مع ذلك قائمة، بقدر ما. والدليل هو انه اذا كان رئيس الوزراء نتنياهو كلف نفسه في منتهى السبت الماضي عناء الوصول الى اجتماع كبير في الخضيرة، فيبدو ان الانتخابات المحلية لا تزال تثير اهتمام الاحزاب الكبرى. “انتم ملزمون بالتصويت ببطاقتين”، دعا نتنياهو النشطاء، “بطاقة واحدة لحاييم افيتان وبطاقة اخرى لحزب “ماحل” (الليكود)”. من النادر أن نرى رئيس الوزراء يتحدث عن ذكرياته في الميدان في الخضيرة ولكن هذا بالضبط ما حصل قبل يومين. ففي الاسبوعين الاخيرين يشمر نتنياهو عن اكمامه وينضم الى الوزراء والنواب من الليكود في حملاته في ارجاء البلاد في محاولة لاعطاء دفعة اخيرة للحزب قبل الانتخابات. وهكذا كان يمكن لنا أن نراه يظهر في الايام الاخيرة في اللد، الغديرة، عسقلان، نتيفوت، اوفيكيم، كريان شمونا، حتسور هجليليت والخضيرة. إذ رغم الانخفاض مقارنة بالاعداد التي كانت في الماضي، فان الليكود لا يزال الحزب ذو المرشحين الاكثر في السلطات المحلية – 65 مرشحا يتنافسون عن الحزب او بتأييده لرئاسة البلديات وهو يشجع 74 قائمة للمجالس المختلفة.
( معاريف 22/10/2013 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews