قمة البحرين وتصريحات كارتر وابتزاز المنطقة
التصريحات التي أطلقها آشتون كارتر في اجتماع عقد السبت في المنامة مع مسؤولين أمنيين في المنطقة ، عن أن على دول الخليج الإعتماد على نفسها عسكريا هو تكرار لما سبق وقاله رئيسه الآفل نجمه لمجلة أتلانتيك العام الفائت عن أن دول المنطقة " مستفيدة وبدون مقابل " من خلال دعوتها الولايات المتحدة لحمايتها من الخطر الأيراني ، وهي التصريحات التي أغضبت الدول الخليجية وكانت سببا في برود العلاقات مع حليف استراتيجي قديم يرغب بالرحيل .
ولا يعتقدن معتقد ، أن أي سياسة قادمة لترامب ستخرج عن هذا السياق ، بل إن تصريحاته بهذا الصدد عن الناتو وعن الخليج والسعودية و" دفع الثمن " هي تصريح لتلميح أوباما لا أكثر .
وفي نفس اليوم الذي عقد فيه هذا اللقاء ، كانت إيران تتوعد على لسان الناطق باسم جيشها بأنها باتت المسؤولة الرئيسة عن أمن الخليج " الفارسي " وأنها لن تقف مكتوفية الأيدي حيال المس بأمنها وفق زعمها ، وهي رسالة للأمريكيين الذين يتواجدون في المنطقة بخيلهم ورجلهم منذ زمن ، ولدول المنطقة ولبريطانيا التي كانت رئيسة وزرائها تيريزا ماي تتمسد بالخليج خلال قمة البحرين لتعوض بلادها عن خروجها من الإتحاد الأوروبي ، الأمر الذي حدا بها لإطلاق تصريحات " تسويقية " ضد طهران ، انطلاقا من قاعدة لكل مقام مقال ، قبل أن يفشلها وزير خارجيتها بوريس جونسون بتصريحاته الخرقاء ضد السعودية .
ليس غريبا أن يقول كارتر ما قال ، فلقد بات الأمريكيون يطلبون " أجرا " بعد أن تحولت الولايات المتحدة في عهد أوباما إلى دولة عمياء وعرجاء وصماء ، لا يتحرك فيها سوى لسان وزير خارجيتها " كيري " الذي قضى فترة خدمته في السماء ، دون أن يحقق أي نجاج على الأرض في أي من الملفات التي حاول إنجازها ، أللهم سوى التآمر على سوريا وسنة العراق والتواطؤ مع الحوثي والتحالف مع موسكو في مجمل الملفات الساخنة ، ورغم مرارة ذلك ، فإنه بات نكتة يتندر بها الإعلام في عالم السياسة الأمريكية الحديث .
إن المؤامرة التي تحاك على دول الخليج ، والأمة العربية والإسلامية بالتحالف مع الولايات المتحدة وغيرها من دول الغرب لم تعد تخفى على أحد ، ولكن هل يتوقف القطار الخليجي والعربي عند محطة كارتر ومن قبله محطة رئيسه الضعيف ؟ .
إن نظرة متفحصة لما يجري هذا الأوان في المنطقة ، يكشف بأن دول الخليج قادرة على الدفاع عن نفسها ، فهي تملك كل مقومات القوة ، والقدرة ، إذا أحسنت إدارة ملفها الأمني واستيقنت أن أملها ومستقبلها بيدها هي وحدها ، وليس بيد دول استعمارية متوحشة تلعب عى كل الحبال وتحاول مص آخر قطرة في ضرع المنطقة التي كان أمنها يوما ما ، من أمن الولايات الأمريكية ذاتها .
نأمل أن تكون قمة البحرين والملفات التي فتحتها بداية النهوض من هوة الإعتماد على الغير والإرتقاء إلى القدرات الذاتية ، وهي كبيرة وعظيمة ، إذا أحسنا استغلالها وتوظيفها جميعا كوحدة واحدة بمصير واحد مشترك ، وهذا هو بيت القصيد .
د.فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews