الحشد الشعبي حرس ثوري يتبع ولاية الفقيه
كشفت مصادر حكومية عراقية عن رفض ايراني قاطع لمشروع تفكيك الحشد ودمجه في القوات الأمنية والعسكرية كما نص قانون عراقي نظره البرلمان .
وقال المصدر الذي رفض الكشف عن هويته خوفا من الإغتيال أو الملاحقة كما أظن : إن الإيرانيين رفضوا أن يكون الحشد الشعبي جزءا من وزارة الدفاع العراقية أو يتبع الدولة والأجهزة الأمنية بأي شكل من الأشكال ، أللهم إلا لإضفاء الشرعية عليه لتسليم الرواتب ، وأصروا على أن يظل هادي العامري هو الرجل الأقوى في العراق على طريقة قاسم سليماني في فيلق القدس التابع للحرس الثوري ، على أن يعمل الأول تحت أمرة الثاني وطوع بنانه .
وللرد على دعوات دمج الحشد في أجهزة الدولة أجرى هادي العامري الخميس عرضا عسكريا كبيرا في قضاء الدور بصلاح الدين ، وهي المحافظة السنية التي لا يوجد فيها شيعة ، وسيطرت عليها القوات العراقية بمساعدة أمريكية في آذار من العام الماضي ، وقد خطب العامري بمقاتلي بدر قائلا :
إن ميليشيا بدر باتت الأقوى في العراق ولا يجاريها لا الجيش ولا الشرطة العراقية في تحد كما يبدو لمحاولات إدماج الحشد بالجيش ، ولتأكيد أن إيران هي الورقة الصعبة في هذا البلد الذي احتله الأمريكان وسلموه للملالي بعد أن فصلوا دستورا طائفيا يعتمد المحاصصة ويهمش السنة ويعطي الشيعة من الموالين للولي الفقيه كل مفاتيح البلد ، وهو ما نشهده الآن من استمرار حكم حزب الدعوة ونوري المالكي ولكن بوجه حيدر العبادي .
معلومات مؤكدة تم تسريبها من قوى عراقية خرجت من اللعبة السياسية وفرت خارج العراق ، ومن قوى معارضة أخرى ، وكشفتها وسائل إعلام محترمة عن أن قرارا إيرانيا صدر بجعل الحشد الشعبي ومنظمة بدر بالذات هي النسخة العراقية للحرس الثوري الإيراني ، والعمل على جعلها قوة لا تضاهيها قوة عراقية شيعية أخرى ، وأكدت القرارات الصادرة عن خامنئي بأن أي تحد لهذه القوة الإيرانية الضاربة سيواجه بالإجتثاث بغض النظر عن تركيبته الطائفية ، في رسائل يتم إرسالها تباعا لخصوم منظمة بدر الذين ينافسونها عبر تسابق للفوز برضا المرشد الإيراني الذي حسم أمره كما يبدو ، ومن أجل ذلك ، فإنه من غير المستبعد أن لا تشارك قوات الحشد الشعبي وقوات بدر تحديدا في معارك الموصل ، وأيضا في الداخل السوري ، لتحقيق المخطط الإيراني في دمج غرب العراق بشرق سوريا ، كما سبق وكتبنا نقلا عن مصادر سربتها مواقع استخبارية إسرائيلية .
بل إن البعض ألمح إلى أن الإنفجار الذي وقع في مخزن للصواريخ شرق بغداد كان وراءه منظمة بدر بهدف ضرب شعبية العصائب والميليشيات الأخرى وبدعوى عدم حرصها على سلامة المواطن العراقي بتخزينها صواريخ وأعتدة بين السكان المدنيين، وأكدت معلومات أخرى أن الإنفجارات سببها صواريخ انطلقت بفعل فاعل من منصة إطلاق كانت منصوبة في المكان وسقطت عشر منها في أحياء متفرقة من بغداد، دون أن ننسى بأن اشتباكات مسلحة نشبت في وقت سابق بين العصائب وبين بدر شمال العراق ، وبين بدر وميليشيات تتبع مقتدى الصدر داخل بغداد ، وانتهت بزجر إيراني لجميع الأطراف ، مما دفعهم للكف عن القتال والإنصياع لـ " ولي الأمر " الذي أفتى رجال دين في إيران مؤخرا بأنه ينوب عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام وينوب عن الإمام المهدي الذي ينتظر الشيعة خروجه من سرداب سامراء ، مما يجعل كل من بايع خامنئي علنا وعلى رأسهم هادي العامري " " بدر " .. وسرا قيس الخزعلي : العصائب " جنودا للمرشد الأعلى وليس أمامهم سوى السمع والطاعة .
وسواء شئنا أم أبينا ، فإن الحشد الشعبي بات حقيقة واقعة ، وباتت السيطرة الإيرانية عليه واضحة وضوح الشمس ، وخاصة بعد العرض العسكري الأخير ، ومنذ الآن فصاعدا فإنه ليس بالإمكان نجاة العراق من براثن إيران إلا بثورة عربية شيعية سنية عارمة ، بعيدا عن المعممين العراقيين الذين ضللوا سواد الشيعة وتحالفوا مع أشباههم وأسيادهم في قم من أجل استمرارهم بأكل " الخُمس " من أموال الغلابى البسطاء في عموم الشعب العراقي المغلوب على أمره .
ما فعلته إيران في لبنان تكرر الآن بقوة في العراق ، مضافا إليه حكومة أسس حزبها الإيرانيون خلال حرب الثماني سنوات ولا زالت تحكم بواسطة العبادي ، ويتكرر بقوة ايضا في اليمن ، بعد أن تفاهمت كل من واشنطن وموسكو وطهران على جميع مفاتيح المنطقة ، بما فيها تمكين الحوثيين : ذراع الحرس الثوري الإيراني جنوب الجزيرة العربية .
وإذا ما قال قائل : إن في هذا مبالغة ، فإننا ندعوه لقراءة تقرير رويترز حول موافقة الغرب كله مع روسيا على أن تقوم إيران بتخصيب اليورانيوم سرا ، بعد توقيع الإتفاق النووي .، وعليه أن يستذكر الـ 400 مليون دولار " كاش " التي نقلتها واشنطن لطهران سرا قبل استكمال مدة الحظر القانونية عقب التوقيع .
إنه تحالف دولي مع إيران ضد الجميع في المنطقة .. شاهدوا داريا ، وحي الوعر ، والمعضمية وإدلب والمدن السنية في العراق ، وراجعوا تقرير أنترفاكس الذي صدر بعد اجتماع كيري ولافروف الأخير ، والذي كشف اتفاقا سريا بين موسكو وطهران لتفريغ حلب وبدء قصف المسلحين فيها سويا ، أي أن الروس فضحوا الأمريكيين قبل أن يجف حبر الإجتماع ، مما حدا بواشنطن إلى الإنكار كالعادة :
لقد سقطت ورقة التوت وانكشفت كافة العورات الدولية القبيحة والذميمة .
د. فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews