معركة الموصل ..أسلحة كيماوية وحزام بري شيعي من إيران لسوريا للمتوسط
وسط حمى الإستعدادات لتحرير الموصل من قبضة تنظيم داعش الإرهابي ، بدأت الكثير من الصفحات تنفتح أمام المراقبين عقب تسريبات من هنا وهناك ، تارة عن خطة الهجوم ، وطورا عن مهمات كل قوة ، وأسماء الفرق والمحاور العسكرية التي تحيط بالمدينة وطبيعة المعركة .
ومن ضمن ما سربته مصادر صحفية معتبرة عن ضابط في الجيش العراقي رفض الكشف عن اسمه ، فقد تم تزويد القوات الشيعية بأقنعة ضد الأسلحة الكيماوية ، مع قول الضابط المذكور : " إن الميليشيات وما يطلق عليه الجيش العراقي ستستخدم الأسلحة الكيماوية ومن ثم ستلصق التهمة بتنظيم داعش " .
وتوقعت هذه المصادر أن تستغرق العملية شهرا بغطاء جوي أمريكي شامل ومشاركة قوات فرنسية وأمريكية وكندية وأسترالية على الأرض ، بالإضافة إلى قوات تركية وميليشيات تتبع تركيا وفرقة كاملة من الحرس الثوري الإيراني ناهيك عن الحشد الشعبي والميليشيات الإيرانية الأخرى من مثل عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله العراقي والنجباء وبدر وغيرها ،ويتزامن ذلك مع تذكير الأمم المتحدة القوات المهاجمة أنها اتخذت كافة الإستعدادات لاستقبال مليون نازح إذا تطلب الأمر ذلك .
وبغض النظر عن الخلاف التركي الإيراني حول مشاركة تركيا في معركة الموصل ، وما يمكن أن يقال فيه أو في غيره من تباينات ، إلا أنني أرغب في تذكير القارئ الكريم بما سبق وكتبته ذات مقال نقلا عن موقع جي بي سي نيوز الذي ترجمه بدوره عن موقع استخباري إسرائيلي " ديفكا "حول نية مبيتة لدمج غرب العراق بشرق سوريا .
ما كنا نشكك فيه لكونه صادرا عن مواقع إسرائيلية قبل أكثر من شهر ، أيده وعلى الهواء مباشرة حسن نصر الله الأسبوع الماضي ، حينما زعم بأن هناك خطة أمريكية ( هي في الحقيقة خطة إعلامية ترويجية وغير حقيقية أمريكية إيرانية مشتركة ) تزعم نقل مقاتلي داعش من الموصل إلى سوريا ، وهنا حذر نصر الله وبخبث ، من أن هذا الأمر سيجبر القوات العراقية على التدخل ومطاردة داعش داخل الأراضي السورية ، وهو تمهيد مفضوح للخطة المذكورة .
وما يؤكد هذا التوجه الإيراني هو ذاته ما كشفته وكالة الأناضول السبت ، من أن الأتراك حذروا الولايات المتحدة من أن إيران ترغب في إنشاء حزام شيعي " أرضي " يمتد من إيران للعراق لسوريا ، وقالت الوكالة السبت : " الحشد الشعبي يعتزم تأسيس حزامه الشيعي الواصل بين إيران وسوريا مروراً بالعراق، عبر تلعفر، لا سيما أنّ هذا الممر انقطع عقب احتلال داعش للقضاء المذكور، الأمر الذي أدّى إلى قطع الطريق البري الذي يصل سوريا بإيران " .
إن نظرة سريعة على الخريطة المرتقبة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ، بأن خطة إيران وبمساندة أمريكية هي تغيير خريطة العراق وسوريا عبر خلق امتداد بري مباشر ، ومنه إلى المتوسط .
وأعتقد جازما أنني وعندما تبدأ المعركة ، سأعود للتذكير بهذا المقال ، وكيف أن الموصل ستضرب كيماويا بأيدي الإيرانيين الذين تقول تسريبات إنهم وفوق ذلك ، يمتلكون قوائم بأسماء الجنود والضباط الموصليين الذين شاركوا في الحرب العراقية الإيرانية بغية تصفيتهم ، كما حدث في العام 2005 ، وكيف أن مزاعم فرار داعش الإرهابي المرتقب من الموصل إلى سوريا سيتم ترسيخها في أذهان الجميع من خلال وسائل الإعلام الامريكية والإيرانية والعراقية والسورية ، وكل ذلك توطئة لهذا الحزام الشيعي المنتظر ، وعلى هذا الأساس يجيء الموقف التركي الحازم في مشاركته بمعركة الموصل .
ولما كانت إيران أعجز من أن تنفذ مشروعا بهذا الحجم وحدها ، وأيضا ، لما كانت تركيا تعتبر قطبا في المعادلة السورية والعراقية فإن السؤال المشروع هو : هل ستتمكن أنقرة من إفشال هذه الخطة ؟.
معركة الموصل ستكشف ما خفي من أسرار ومواقف وقدرات ، فلننتظر .
د. فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews