الغنوشي: اقتربت لحظة الفراق بيني وبين "الاخوان المسلمين"
أكد راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية ان لحظة الفراق بينه وبين جماعة الاخوان المسلمين قد اقتربت. جاء ذلك في رسالة وجهها الغنوشي للاجتماع الخاص بالتنظيم العالمي للاخوان المسلمين الذي عقد في اسطنبول تحت شعار "شكرا تركيا" في نيسان الماضي، وحصلت "الحياة الجديدة" من مصادر خاصة على نسخة منها. وقال الغنوشي في رسالته: "انا مسلم تونسي، تونس هي وطني، وأنا مؤمن بان الوطنية مهمة واساسية ومفصلية فلن اسمح لأي كان ان يجردني من تونسيتي، ولن أقبل أي عدوان على تونس حتى لو كان من اصحاب الرسالة الواحدة".
وأضاف: "انا الآن اعلن امامكم ان تونسيتي هي الأعلى والأهم، لا اريد لتونس ان تكون ليبيا المجاورة ولا العراق البعيد، اريد لتونس ان تحمي ابناءها بكل اطيافهم والوانهم السياسية، انا وبالفم الملآن اعلن لكم ان طريقكم خاطئ وجلب الويلات على كل المنطقة، لقد تعاميتم عن الواقع وبينتم الاحلام والاوهام واسقطتم من حساباتكم الشعوب وقدراتها".
وتابع: "لقد حذرتكم في مصر وسوريا واليمن ولكن لا حياة لمن تنادي، انا الآن جندي للدفاع عن اراضي تونس ولن اسمح للارهاب مهما كان عنوانه ان يستهدف وطني، لان سقوط الوطن يعني سقوطي، عليكم ان تعوا ولو لمرة واحدة خطورة ما يحصل ومن هو المستفيد، لقد صورتم لنا ان مصر ستنهار وانكم ستستعيدون الحكم في مصر خلال اسابيع أو أشهر ولكن للاسف فقد اثبتم بأنكم قليلو الحيلة وتحالفتم مع منظمات ارهابية تدمر اوطانكم، ماذا سيتبقى لكم في حال دمار وطنكم؟ يجب ألا تكون الكراسي هي الهدف فالوطن هو الأهم". وقال: "استحلفكم بالله وللمرة الأخيرة ان تقرؤوا الواقع جيدا والا تركبوا رؤوسكم وانظروا الى واقع كل منكم كيف اصبحتم فالجماعة جماعتين او اكثر واصبحتم في بلاد كثيرة في عزلة شعبية بعد ان كنتم تراهنون على الحاضنات الشعبية، لا يمكن هنا (المفصل) ان تبنوا حاضنة شعبية دون هوية وطنية، اين انتم ذاهبون؟ اتقوا الله في اوطانكم وشعوبكم". وأضاف "في الختام ابلغكم بوضوح اننا في تونس سنعلق حضورنا في مثل هذه الاجتماعات التي اصبحت روتينية بل وازيد بأنها سلبية تضر اكثر مما تفيد واطالب العقلاء منكم والواقعيين البحث عن آليات وبرامج جديدة توحد لا تفرق، تجذب ولا تنفر. ان وفد تونس الان بعد قراءة هذه الرسالة سيغادر الاجتماع معلنين بأنا سنعلق حضورنا في مثل هذه الاجتماعات".
وفيما يلي نص الرسالة: لا اسباب صحية ولا غيرها حالت دون حضوري ولكنني ارى يوما بعد يوم ان لحظة الافتراق بيني وبينكم قد اقتربت، انا مسلم تونسي، تونس هي وطني، وانا مؤمن بان الوطنية مهمة واساسية ومفصلية فلن اسمح لأي كان ان يجردني من تونسيتي، لن أقبل اي عدوان على تونس حتى لو كان من اصحاب الرسالة الواحدة، انا الآن اعلن امامكم ان تونسيتي هي الاعلى والاهم، لا اريد لتونس ان تكون ليبيا المجاورة ولا العراق البعيد، اريد لتونس ان تحمي ابناءها بكل اطيافهم والوانهم السياسية، انا وبالفم الملآن اعلن لكم ان طريقكم خاطئ وجلب الويلات على كل المنطقة، لقد تعاميتم عن الواقع وبينتم الاحلام والاوهام واسقطتم من حساباتكم الشعوب وقدراتها، لقد حذرتكم في مصر وسوريا واليمن ولكن لا حياة لمن تنادي، انا الان جندي للدفاع عن اراضي تونس ولن اسمح للارهاب مهما كان عنوانه ان يستهدف وطني، لان سقوط الوطن يعني سقوطي، عليكم ان تعوا ولو لمرة واحدة خطورة ما يحصل ومن هو المستفيد، لقد صورتم لنا ان مصر ستنهار وانكم ستستعيدون الحكم في مصر خلال اسابيع أو أشهر ولكن للاسف فقد اثبتم بأنكم قليلو الحيلة وتحالفتم مع منظمات ارهابية تدمر اوطانكم، ماذا سيتبقى لكم في حال دمار وطنكم؟ يجب ألا تكون الكراسي هي الهدف فالوطن هو الأهم، يجب ان نعرف انفسنا من جديد بأننا الوطنية الاسلامية، يجب ان نقر بالوطنية ونتعامل معها لأنه لا يمكن لنا ان نبني امة اسلامية دون ان يكون هناك وطنية اسلامية وهذه نقطة الخلاف الاساسية بيننا، ماذا يفعل الارهاب المسلم القادم من باكستان او موريتانيا او السعودية في اراضي تونس؟ ماذل يريد؟ الا يريدون تدمير وقتل ابناء شعبي. استحلفكم بالله وللمرة الأخيرة ان تقرؤوا الواقع جيدا وان لا تركبوا رؤوسكم وانظروا الى واقع كل منكم كيف اصبحتم فالجماعة جماعتين او اكثر واصبحتم في بلاد كثيرة في عزلة شعبية بعد ان كنتم تراهنون على الحاضنات الشعبية، لا يمكن هنا «المفصل» ان تبنوا حاضنة شعبية دون هوية وطنية، اين انتم ذاهبون؟ اتقوا الله في اوطانكم وشعوبكم، نحن في تونس شكلنا رسالة واضحة لكم فقد تسلمنا الحكم وخسرنا الانتخابات فمن افقدنا هذه الانتخابات هو الشعب التونسي لا غيره، هناك خلل بين ما قدمناه وصغناه ومارسناه مع الشعب التونسي، لم تأت قوى خارجية لتسقطنا، بل اخطاؤنا واجتهاداتنا هي المسؤولة عن ذلك، لا الروس ولا الاميركان ولا غيرهم، نحن في تجربتنا الجديدة في تونس اخطأنا والشعب التونسي حاسبنا ويجب علينا ان نستفيد من هذا الحساب ان كنا جادين واصحاب رسالة. اتركوا كل بلد ووطن لأبنائه مهما كانت النتيجة وحتى ان خسرتم فأنتم صورة مماثلة للأنظمة الحالية، ان رفضكم الشعب تلجأون الى العنف، لم تغيروا شيئاً، لم تبلغوا الشعوب رسائل جديدة بل على العكس اصبح الناس ينظرون اليكم صورة طبق الأصل عن واقعهم الحالي، فطموح الشعوب بالتغيير قد احبطت وانتم المسؤولون عن ذلك، ان تجربة مصر للاسف وحتى الان لم تدرسوها او تقيموها ولم تستخلصوا عبرها، هناك حرب في سوريا منذ خمس سنوات كل العالم تغير بالقراءة والدراسة واستخلاص العبر الا انتم، الى اين انتم ذاهبون؟! في الختام ابلغكم بوضوح اننا في تونس سنعلق حضورنا في مثل هذه الاجتماعات التي اصبحت روتينية بل وازيد بأنها سلبية تضر اكثر مما تفيد واطالب العقلاء منكم والواقعيين البحث عن آليات وبرامج جديدة توحد لا تفرق، تجذب ولا تنفر. ان وفد تونس الان بعد قراءة هذه الرسالة سيغادر الاجتماع معلنين بأنا سنعلق حضورنا في مثل هذه الاجتماعات.
(المصدر: الحياة الجديدة 2016-05-19)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews