Date : 22,09,2024, Time : 10:42:22 AM
2857 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الخميس 11 شعبان 1437هـ - 19 مايو 2016م 02:20 ص

نكبة الفلسطينيين.. ونكبات العرب

نكبة الفلسطينيين.. ونكبات العرب
عوني صادق

قبل أيام حلت الذكرى الثامنة والستون لنكبة الشعب الفلسطيني. وكما جرت العادة، تسابق الكتاب والخطباء في تذكر ما حدث في مايو/أيار 1948، وكأنما هم في حفل تأبين، وكانت هناك مسيرات أيضاً غلبت عليها الشعارات والتمسك بالأرض وحق العودة. طبعاً ليس مقصوداً التقليل من أهمية «إحياء» الذكرى، ولكن المقصود أن عملية «الإحياء» تتطلب أكثر من مجرد التذكر، حتى يكون لها معنى ولا تقع في حكم «العادة والاعتياد»، فلا ينتهي الموسم وينفض السامر دونما فائدة سوى إضافة سنة إلى عدد السنين المنقضية، ولكن ليس إلى ما كان عليه فهمنا في السنة المنصرمة.

نتحدث في الذكرى عن «نكبة 1948»، وكأنها النكبة الوحيدة التي أصابتنا، وواقع الحال أن تلك النكبة ربما تكون الأقل خطراً في سلسلة النكبات والكوارث التي تعرضنا لها منذ ذلك التاريخ. فبالرغم من الظروف التي سادت أيام النكبة وما قبلها، كان يمكن أن تتطور الأمور على غير ما تطورت إليه لو كان هناك من العرب والفلسطينيين من تعلم واستفاد من أحداث النكبة. وهنا أتساءل: ألم تكن حرب يونيو/حزيران نكبة؟ وماذا عن حرب 1973؟ وماذا تسمى «اتفاقية كامب ديفيد» 1978، و«المعاهدة المصرية - الإسرائيلية» 1979؟ وماذا نسمي «الاعتراف المتبادل» بين منظمة التحرير الفلسطينية وبين «إسرائيل» في عام 1988؟ وما الاسم الذي يمكن أن نطلقه على «اتفاق أوسلو»؟ وهل الانقسام الفلسطيني الذي وقع في يوليو/تموز 2007 كان اختلافاً في الرأي أو نكبة كبرى؟ وما الذي جرى ويجري في البلدان العربية منذ مطلع 2011؟

إن ما حدث في يونيو/حزيران 1967 كان نكبة أكبر من نكبة 1948، والسبب الرئيسي أننا لم نتعلم شيئاً جوهرياً في العشرين سنة التي تلت النكبة الأولى. فبدلاً من أن نتعرف بشكل أفضل إلى المشروع الصهيوني في المنطقة، وما يعنيه قيام «دولة إسرائيل» وموقعها فيه، فيدفعنا ذلك للاستنتاجات الصحيحة المتعلقة بخطره وخطرها على فلسطين وشعبها وقضيته، وكذلك على الأمة العربية والوطن العربي، دفعت الهزيمة الحكام العرب لبدء العد التنازلي للقبول بالدولة العبرية، وضمناً بمشروعها الصهيوني. وفي مؤتمر الخرطوم الذي عقد في عام 1967، ولاءاته الثلاث، والذي اعتبر «مؤتمر الصمود»، كان الشعار الأساسي (إزالة آثار العدوان)، أي أن ما جرى قبل 1967 صار قابلاً للنقاش بعد (إزالة آثار العدوان). أما «حرب أكتوبر/تشرين الأول التحريرية» 1973، فكان الاستنتاج فيها أن «قضية فلسطين استنزفت العرب» وكانت المسؤولة عن تخلفهم وفقرهم وكل بلاويهم»، وأنها يجب أن تكون «آخر الحروب» وأنه «آن أوان إحلال السلام في المنطقة»! وليس من ضرورة للتوقف في هذه العجالة عند كل نكبة فهي كثيرة، وقيل فيها الكثير غير المجدي، ويبقى الأهم هو إلى أين وصلنا بعدها؟

فلسطينياً، ليس بين أعدى أعداء الفلسطينيين من يتمنى لهم أسوأ من الوضع الفلسطيني الراهن. الأرض الفلسطينية تختفي بسرعة، بعض «السلطة الوطنية الفلسطينية» مجرد فرع من فروع الأجهزة الأمنية «الإسرائيلية»، الانقسام الفلسطيني يترسخ ويلغي وحدة الشعب والأرض. الفصائل الفلسطينية المسلحة تتصارع على سلطة وهمية وفتات من الأرض والشعب والمساعدات! مع ذلك وبالرغم منه، لم يقصر الشعب فيما هو مطلوب منه: ما زال متمسكاً بحقوقه الوطنية في الأرض وفي العودة وفي تقرير المصير، مستعداً للتضحية بالنفس قبل أي شيء آخر؛ لإنهاء الاحتلال ودحر المحتل. والجيل الفلسطيني الذي لم يعايش النكبة، ولم يعاصر (أوسلو) يقدّم إجابة مخضبة بالدم رداً على كل المتخاذلين والمفرطين، لكنه يترك وحيداً!

عربياً، لم يعد في الدول العربية من يضع القضية الفلسطينية على جدول أعماله. أما دولياً، فالجميع يرى أن «إسرائيل» تعيش في عزلة وأن العالم بمن فيه حلفاؤها الاستراتيجيون قد تعبوا منها وأصبحوا ينظرون إليها كعبء يجب التخلص منه، ويبدو أنه ليس أمامهم إلا «الانتظار وترك الزمن يحل المشكلة ويفرض الحل»!! وهناك من يستبشر خيراً بما يرى من «تحولات» داخلية تحدث في «إسرائيل» هي كفيلة بانهيارها من الداخل في نهاية الأمر، وهؤلاء وأولئك ليس لديهم ما يفعلونه غير الانتظار!

يبقى على الفلسطيني أن يفهم أن عليه وحده، ودون تأجيل، أن يقوم بكل العمل اللازم لإقناع العرب والعالم، والإسرائيليين قبل أولئك، بأنه متمسك بحقوقه الوطنية كاملة في فلسطين، ولن يكون ذلك إلا بالأفعال. وليس من سبيل إلى ذلك قبل أن ينجح في ترتيب بيته الداخلي!

(المصدر: الخليج 2016-05-19)




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد