صحيفة اسرائيلية : علاقة الحكومة القادمة مع الفلسطينيين ستقرر علاقات دول الربيع العربي مع إسرائيل
جى بي سي - خاص - علاء الدين طويل - نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الاثنين مجموعة من الافتراضات ترى فيها أن التحولات التي يشهدها العالم العربي تحمل في طياتها الكثير من المخاطر الإستراتيجية، مما يستدعي تهديد كبير على "إسرائيل".
وبحسب التقرير فإن ما يزيد من التهديد العربي على إسرائيل هو انهيار الأنظمة التي لها السبق في توقيع اتفاقيات سلام معها والأمر الآخر صعود الإسلاميين إلى سدة الحكم.
ووفق تحليل الصحيفة فإن الربيع العربي مر في عدة مراحل منذ أن بدأ، وتتوقع بروز مرحلة جديدة خلال العام الجديد 2013م وتركز هذه المرحلة على اهتمام تلك الدول بتحديد خارطة العلاقات مع "إسرائيل".
ويضيف التقرير أن الربيع العربي جاء بثلاثة أنواع من الثورات في مختلف الدول، الأول منها الثورات الهادئة والتي حصلت في كل من تونس ومصر، والنوع الثاني فهي الثورات المسلحة أو " العنيفة " كما حصل في ليبيا، ويجري اآن في سوريا من " حرب أهلية " .
أما النوع الثالث فهو الثورات الإصلاحية و التي بحسب التقرير الاسرائيلي، أجبرت الأنظمة مثل الأردن والمغرب والسعودية على اتخاذ إصلاحات بعيدة المدى وإرساء الديمقراطية ومكافحة الفساد.
العلمانية حالت دون اصطدام الإخوان والسلفية
وتضيف الصحيفة أن إلا أن الاحتجاجات العلمانية التي ظهرت في منتصف العام الماضي حالت دون افتعال اي احتكاك بين التيارات الاسلامية " الاخوان والحركات السلفية " ، لا سيما وأن الرابحين بشكل أساسي من تلك الثورات هي جماعة الإخوان المسلمين.
أما الخاسرين من الربيع العربي فأظهر التقرير أن القوميين والعلمانيين والناصريين والبعثيين كانوا من أكبر الخاسرين في تلك " المعركة " السبب في ذلك إلى أفكارهم التي بحسب التقرير ميزت تلك الأنظمة برئاسة ضباط جيش فاسدين سعت الشعوب لإسقاطهم حسب وجهة نظر الصحيفة.
وتطرق التقرير إلى الملف الفلسطيني وتأثير الربيع العربي عليه في ظل استمرار الانقسام بين حركتي فتح وحماس، واعتبر أن بعض الاحتجاجات أقيمت في الضفة الغربية ضد حكومة سلام فياض بسبب أزمتها الاقتصادية تشكل أيضا خطورة بالغة على اسرائيل.
إسرائيل محاطة بعدة دوائر خطيرة
وحول الخطر المحدق بإسرائيل يوضح التقرير أنها محاطة بعدة دوائر خطيرة من تلك الدول التي تأثرت أنظمتها المتعاونة مع "إسرائيل" بالربيع العربي، فعلى صعيد مصر يعتبر التقرير أن ثمة استقرار يلوح في مصر حتى اللحظة على الرغم من التهديدات القائمة في سيناء والتي وصفت مؤخراً بـ"القنبلة الموقوتة".
وفي سوريا يستمر تدهور الوضع الأمني ويقترب من الخطر من "إسرائيل" يوماً بعد يوم في ظل إعلان الرئيس السوري بشار الأسد في خطابه الأخير "الاستمرار حتى النهاية"، ويعتبر أن تزايد عدد النازحين السوريين إلى الأراضي اللبنانية وفي كل من الأردن وتركيا يشكل أيضا " تهديدا فعليا " بالنسبة لها.
وبنظر الإسرائيليين يظهر التقرير أن تونس وليبيا واليمن هي أقل خطراً عليهم من الدائرة الأولى المحيطة بهم كمصر والأردن وسوريا، وتشير تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إلى أن تونس " رائدة الثورات العربية " لها تأثير كبير على المنطقة، لكنها في الوقت الراهن مشغولة بالصراع السائد بين الأحزاب اليسارية والإسلامية، فضلاً عن المظاهرات والإضرابات التي لا تتوقف.
أما في ليبيا أغنى الدول النفطية هي الأخرى غارقة بمصالحها العامة والخلافات الداخلية لا سيما الأزمة الاقتصادية والاقتتال الداخلي الذي ما زال مستمر، وفشل الحكومة الانتقالية في جمع السلاح الذي تراكم بأيدي المتمردين.
وفي اليمن فإن غياب قدرة النظام السيطرة على تلك العصابات والقبائل المسلحة، فضلاً عن خطر التدهور إلى الفوضى ومن ثم إلى الحرب الأهلية التي يحذر منها الجميع بين العصابات والقبائل، في حين تنادي مجموعة لا بأس بها بانقسام اليمن إلى شمال وجنوب كالذي حدث في السودان.
ووينهي التقرير لا تزال الأنظمة الجديدة في دول الربيع العربي في مرحلة التنظيم والنضوج ولم تبلور حتى اللحظة موقفاً واضحاً في مسألة العلاقات مع إسرائيل، ومما لا شك فيه أن الانتخابات الإسرائيلية المقبلة وعلاقات الحكومة القادمة مع الفلسطينيين له التأثير الأبرز على ذلك الموقف.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews