صراع فصائل الغوطة الشرقية على الزعامة
بين ليلة وضحاها امست مناطق تحت سيطرة فصيل لتغدو صباحا بيد فصيل أخر تشتت في السيطرة ومعارك تطلب السلطة أيضا لم يتوانى الأطراف عن بذل الدماء للوصول إليها .
هجوم مفاجئ طال مواقع “جيش الإسلام” يوم الخميس في الثامن والعشرين من نيسان الفائت قام به “فيلق الرحمن وجيش الفسطاط” نحو مواقع “جيش الإسلام” على خلفية الاغتيالات التي جرت في الغوطة الشرقية وعدم رضوخ “جيش الإسلام” بتسليم المتهمين بهذه الحوادث لما أسموه “القضاء الموحد في الغوطة” لتستمر بعدها الاشتباكات حتى مساء الخميس الخامس من أيار ليكون صباح السبت منعطفا بعد هجوم “جيش الإسلام” على مسرابا ومديرا وبسط سيطرته عليهما ثم متابعته المعارك في سبيل الحصول على مدينة حرستا أهم تجمعات “فيلق الرحمن”.
اقتحم “جيش الإسلام” البلدتين بعتاد وذخيرة مع أليات ودبابات استخدمها لأول مرة في معاركه وبررت قياداته هذا الهجوم على أنه دفاع عن النفس ضد “الفئة الباغية” ومالبثت أن صدرت التصريحات من كلا الأطراف تدعو الفصيل الأخر بالعودة لشرع الله وتحكيم أهل العلم على حد زعمهم.
حيث ذكر وائل علوان الناطق بما يسمى فيلق الرحمن أن “جيش الإسلام” يقود الغوطة الشرقية لبحر من الدماء وأن قيادته تتحمل المسؤولية عن مصير الغوطة والمدنيين الذين قتلوا.
وأكد علوان أن “جيش الإسلام” اقتحم بلدة مسرابا في الغوطة بمؤازرة 6 دبابات مستخدماً أطناناً من الذخائر، مشيراً الى أن الاقتحام أدى الى سقوط عشرات القتلى غالبيتهم من المدنيين.
وكان “جيش الإسلام” قد اتهم في بيان له “فيلق الرحمن و”فجر الأمة” وجبهة النصرة بمهاجمة عدد كبير من مقراته ونقاطه ومحاصرة عدد منها، وأكد أن مسلحيه تصدوا للهجوم وما زالوا يتعاملون معه، كما وصف الهجوم بالغادر، وطالب أصحاب المبادرات بتحمل مسؤولياتهم للضغط على الطرف الآخر لتنفيذ ما اتفق عليه في المبادرات ووقف الهجوم على مقراته وفك الحصار عن مسلحيه.
وأكد “جيش الفسطاط” أن “جيش الإسلام” كذّب في بيانه الأخير ونكث العهود والمواثيق عدة مرات وقام باقتحام بلدة مسرابا في الغوطة الشرقية لدمشق فجر اليوم وقتلوا واسروا أكثر من 50 مسلحاً من “جيش الفسطاط” واعتدوا على البيوت و”الأعراض”.
وقال الناطق باسم “جيش الإسلام” المدعو حمزة بيرقدار في منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي إنه “رغم ادعاء الفصائل الباغية التزام وقف إطلاق النار، فقد هاجمت مقرات المجاهدين في بلدة أوتايا”واتهم “فيلق الرحمن”و”جيش الفسطاط”بعرقلة وصول المؤازرات لمقاتلي جيش الإسلام..
كما اتهم حمزة “جيش الفسطاط”بسحب جميع مسلحيه من نقاطه في المرج ودفعها إلى بلدة بيت نايم والمحمدية ليحاصر جنوب الغوطة بشكل كامل ويستهدف المؤازرات القادمة إليها حسب تعبيره
وبحسب مصادر ميدانية فإن سيطرة “جيش الإسلام” على بلدة مسرابا أدت إلى فصل حرستا عن محيطها في الغوطة الشرقية، كون طريق الإمداد الوحيد لمدينة حرستا والتي يسطر عليها فيلق الرحمن و جيش الفسطاط يمر عبر مدينة مسرابا.
من أسباب الخلاف..
في الساعات الأولى لاقتحام “جيش الإسلام” بلدة مسرابا عثر على نفق بطول ١٥٠ متر يصل بين دوما ومسرابا الأمر الذي اعتبره “جيش الإسلام” اتفاقية ممنهجة من قبل “جيش الفسطاط وفيلق الرحمن” للاستحواذ على الغوطة الشرقية أو فصل دوما عن الغوطة لتعود الأنفاق من جديد إلى واجهة الاتهامات فبعد الاتهامات التي كان قد وجهها “جيش الإسلام” لفيلق الرحمن والفصائل المساندة له على أنهم يتحكمون في الأنفاق المسبب الأول في ارتفاع الأسعار داخل الغوطة لكون الفيلق وجبهة النصرة يمتلكون العديد من الأنفاق أبرزها بحسب مصادر ميدانية نفق أبو خالد الزحطة الذي يقوم ببيع مسلحي الفيلق بأسعار أرخص عن باقي المدنيين في الغوطة ولاسيما أن عدد من مسلحي الفيلق كانوا قبل ذلك في صفوف ما يسمى “جيش الأمة” الذي حل بقتل “جيش الإسلام” لقياداته “محمد طه” و “أبو علي خبية” السنة الماضية وبحسب المصدر فإن السعر الرخيص هو لإغرائهم بالبقاء في صفوف فيلق الرحمن.
استمرار الاشتباكات مع وعود بإيقافها…
لم تتوصل الأطراف المتنازعة داخل الغوطة الشرقية لعملية تهدئة أو وقف لإطلاق النار بينهم بل ارتفعت وتيرة هذه المعارك بعد قيام ما يسمى فيلق الرحمن وجيش الفسطاط باستعادة السيطرة على بلدة مديرا مع محاولات متكررة منهم لاستعادة مسرابا أحد أهم الخطوط الواصلة بين الغوطة وحرستا أهم معاقل فيلق الرحمن في المنطقة.
هذا وقد أصدرت “غرفة عمليات دمشق وريفها”التابعة للجيش الحر مذكرة توقيف بحق كل من قائد”جيش الإسلام”المدعو “عصام بويضاني” ورئيس ما أسموها ”الهيئة الشرعية” لـ”جيش الإسلام”المدعو “سمير كعكة الملقب بـ أبو عبد الرحمن بتهمة الخيانة الكبرى علما أن بعض ممن يسمون أنفسهم علماء الغوطة الشرقية يعلنون تضامنهم مع فيلق الرحمن في معاركه التي شنها الخميس في ٢٩ من نيسان الماضي واعتبروا أن جيش الإسلام فئة باغية ومتعدية وخارجة عن شرع الله. “.
هذا ونفى اسلام علوش الناطف باسم “جيش الاسلام” ان فصيله غير مسؤول عن اعتقال عزو الفليطاني احد المدرسين في الغوطة الشرقية وطالب من الجهات التي قامت باختطافه الى اطلاق سراحه فورا كونه اعتبر عملية اعتقاله عمل مدان .
مع العلم ان مدينة دوما شهدت حملة اعتقالات تعسفية من قبل “جيش الاسلام” المسيطر على المدينة واهم معاقله في إطار المواجهات المتجددة بين “جيش الإسلام” من جهة و”فيلق الرحمن” و”جيش الفسطاط” من جهة أخرى
الجدير ذكره أن “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن” كانا اتفقا على تسمية ثلاثة “محكمين” عن كل فصيل، للتفاوض فيما بينهما برعاية ما أسموها لجنة “الغوطة الشرقية” المعتمدة في قضية الخلاف والاقتتال بينهماوجاء الإعلان بعد مبادرة أطلقتها لجنة “الغوطة الشرقية” برئاسة المدعو ا لشيخ.
رأي اليوم - 10 5 - 2016
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews