معاريف: بريطانيا تشهد "تسونامي" ضد إسرائيل
أشارت صحف ومواقع وكتاب إسرائيليون إلى ما تشهده بريطانيا من ضجة كبيرة عقب صدور عدد من التصريحات "المعادية للسامية" في أوساط حزب العمال البريطاني. وأشار المراسل السياسي لصحيفة معاريف أريك بندر لعدد من هذه التصريحات التي تناصب إسرائيل العداء، على حد وصفه.
ونقل بندر تصريحات ساليم مولا (الرئيس السابق لبلدية بلاكبيرن البريطانية وعضو الحزب البريطاني المصنف بأنه من يسار الوسط) بأن إسرائيل تقف خلف هجمات باريس الأخيرة بسبب الدعم الفرنسي لإقامة الدولة الفلسطينية، وهو ما تسبب بتجميد عضويته، لينضم بذلك إلى أربعة من أعضاء الحزب وهم: شآه حسين، إلياس أزيم، نياز شآه، كان ليفنغنستون، الذين صرحوا بمثل هذه التصريحات المعادية لإسرائيل وفق الصحيفة.
وقال مولا في صفحته على فيسبوك إنه في الوقت الذي صوتت فيه فرنسا على الموافقة لإقامة الدولة الفلسطينية، تتلقى فجأة هجوما من قبل تنظيم الدولة الإسلامية، وحين تقوم اليابان بتقديم مساعدات مالية لـ فلسطين بقيمة مئة مليون دولار لترميم قطاع غزة، يقوم التنظيم باختطاف اثنين من مواطنيها، متسائلا: هل كل هذا صدفة، أم أن هذه لعبة من وصفهم بالصهاينة؟
وينقل بندر عن حسين -وهو عضو أيضا بالحزب وعضو بلدية بيرنلي- قوله إن إسرائيل تقوم بتنفيذ ما قام به هتلر ضد اليهود في الحرب العالمية الثانية، مما تسبب بتجميد عضويته بالحزب.
ويذكر أزيم - كما نقل عنه بندر-أن اليهود والمسلمين كانوا يعيشون سويا بالشرق الأوسط حتى عام 1948، وكان من الأفضل إقامة إسرائيل في الولايات المتحدة لأنها كبيرة بما فيه الكفاية، ويستطيع اليهود أن يهاجروا إليها اليوم أيضا.
من جهة أخرى، قال جون مكاوليف، وهو ناشط بالحزب البريطاني وكاتب صاحب عمود يومي بمواقع إخبارية بريطانية وإيرلندية، إن إسرائيل تستخدم المحرقة أداة سياسية لتحقيق مكاسب لها، متهما إياها بممارسة الابتزاز الاقتصادي تجاه الغرب والحصول على أموال غير محدودة منذ قيامها.
وأشار المراسل الإسرائيلي إلى أن هذه التصريحات البريطانية المعادية تسببت بردود فعل إسرائيلية غاضبة، إذ ذكر "إيتسيك شمولي" عضو الكنيست أنه آن الأوان للتعامل بجدية مع ظاهرة معاداة إسرائيل في صفوف الحزب البريطاني بصورة جدية، ويجب عدم التردد، لأن المقصود من كل هذه التصريحات محو إسرائيل عن الخارطة.
يديعوت أحرونوت نقلت عن "مارك ريغيف" السفير الإسرائيلي في لندن، أن بعضا من أعضاء حزب العمال البريطاني لديهم صلات مع حماس، بينما طالب عضو الكنيست "نحمان شاي" من رئيس حزب "المعسكر الصهيوني" يتسحاق هرتسوغ تجميد العلاقات الحزبية مع الحزب البريطاني بصورة فورية، في ضوء التصريحات الإشكالية الصادرة عن نوابه تجاه إسرائيل، وتنم كلها عن الكراهية والتطرف.
عداء أوروبي
الكاتب الإسرائيلي أفياهو سوفير كتاب في موقع" نيوز ون" الإخباري أن بريطانيا تشهد ما وصفه "تسونامي معاد للسامية" تعبر عنه التصريحات المليئة بالكراهية لليهود، خاصة وأنها تتزامن مع إحياء اليهود لذكرى المحرقة، بحيث ما زالت إسرائيل مطالبة بإثبات أحقيتها في قيامها على هذه الأرض.
وأشار إلى أنه في الوقت الذي يتهم فيه أعضاء حزب العمال اللوبي الإسرائيلي باتهام أي معارض لإسرائيل بمعاداة السامية، فإن زعيم الحزب جيرمي كوربن يعتبر حماس صديقة له، وهو ينضم إلى "أليكس تشيلمريس" رئيس الكتلة الطلابية التابعة للحزب بجامعة أوكسفورد الذي دعم إقامة أسبوع الأبارتايد المعادي لإسرائيل.
وأورد الكاتب معطيات وصفها بالمقلقة تجاه النظرة الأوروبية إلى إسرائيل، حيث تزايدت الدعوات في مجالس الطلاب بالجامعات الغربية لإلغاء الاحتفال بيوم المحرقة اليهودية، وهناك دعوات لمقاطعة إسرائيل، في حين أصبحت حركة المقاطعة العالمية لإسرائيل "بي.دي.أس" شرعية وقانونية بنظر الكثير من الغربيين.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن تسيبي ليفني (وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة، وعضو الكنيست عن حزب المعسكر الصهيوني المعارض) أنها كتبت مقالا بصحيفة ديلي تلغراف البريطانية الاثنين، طالبت فيه السلطات البريطانية بعدم السماح لمعاداة السامية بالانتشار، لأن التصريحات الأخيرة ضد إسرائيل تعني دعما واضحا للهجمات المعادية لليهود.
وقالت ليفني إن انتشار التصريحات المعادية للسامية بالمملكة المتحدة لديها قاسم مشترك يتعلق بالتشكيك بـ "الحق القومي للشعب اليهودي في إقامة دولة وطنية قومية ما يعيد إلى الأذهان دعم بريطانيا قبل مائة عام لإعلان وعد بلفور" ويرى أصحاب هذه التصريحات في إسرائيل مشكلة بحد ذاتها ويجب حلها.
(معاريف 2016-05-04)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews