روسيا يمكنها القتال لسنتين في أوكرانيا وسوريا
نشر تقرير للكاتبين بول مكليري وآدم رونسلي، حول مضي عامين على الطاولة التي جمعت حلف شمال الأطلسي (الناتو) وروسيا لمناقشة مسائل أمنية، لكن هذه الفترة لم تغير شيئاً من العلاقة. وعقد لقاء الأربعاء في بروكسيل بهدف كسر الجليد حول قضايا مثل أوكرانيا وسوريا والتوترات في البلطيق. وقال الأمين العام حلف الناتو ينس ستولتنبرغ إنه "جرى التأكيد خلال الاجتماع على أننا مختلفون، حيال مسألتين تتعلقان بطريقة سرد الوقائع والمسؤولية عن الأزمة في أوكرانيا وحولها".
وكان مجلس "الأطلسي روسيا" أُنشئ عام 2002 للحفاظ على حوار شهري بين موسكو والحلف، لكن تم قطع العلاقات في يونيو (حزيران) 2014 عقب أزمة أوكرانيا.
ولا تزال الحرب مستعرة في شرق أوكرانيا, ويقول مسؤول عسكري أمريكي إنه لا يزال ثمة سبعة آلاف جندي روسي داخل أوكرانيا، يقدمون المشورة للمتمردين الموالين لموسكو. كما أنهم منخرطون بأنفسهم في القتال.
إمكانيات كبيرة
ولم يُحدث تدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في النزاع السوري لدعم نظام بشار الأسد، أي ثغرة في قدرة روسيا على إرسال المزيد من المعدات إلى أوكرانيا. وعلى مدى العام الماضي، شحنت روسيا قاذفات صواريخ ومدفعية وطائرات استطلاع من دون طيار ومعدات متطورة تستخدم في الحرب الإلكترونية، إلى منطقة دونباس في شرق أوكرانيا.
وأفاد المسؤول العسكري الأمريكي: "أعتقد أن في إمكانهم أن يستخدموا هذه المعدات فترة مهمة من الوقت.. وفي رأينا أنه في الإمكان أن تخدمهم هذه المعدات بسهولة لمدة 24 شهراً"، حتى ولو بقيت أسعار النفط منخفضة والاقتصاد الروسي راكداً. وعلى رغم أن الإعلان الشهر الماضي عن البدء في سحب القوات من سوريا، فإن موسكو أرسلت مزيداً من المروحيات المتطورة، كما أن عدد الطلعات الجوية اليومية بقي ثابتاً.
ويقول بعض المحللين إن محادثات الناتو لا يعول عليها كثيراً. إنها مجرد بداية. ولفتت مديرة برنامج روسيا وأوراسيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أولغا أوليكر إلى أنه "في الوقت الحاضر، فإن الروس أتوا إلى الطاولة ببساطة من أجل أن يكونوا إلى الطاولة. أعتقد أن جزءاً من الهدف الروسي من وراء الاجتماع مع الناتو هو للقول: انتبهوا، واصغوا إلينا، ولا يمكنكم إسقاطنا من حساباتكم"، وليس أكثر من ذلك".
ويقول قائد البحرية الأمريكية في أوروبا الأدميرال مارك فيرغسون لصحيفة "النيويورك تايمز": "لا أعتقد أن كثيراً من الأشخاص يفهمون الطريقة التي تنظر بها روسيا إلى الناتو والاتحاد الأوروبي بصفتهما تهديداً وجودياً".
وكان فيرغسون يتحدث عن قدرات روسيا التحديثية في مجال الغواصات التي تقلق الناتو والتي يحاول في الوقت عينه أن ينفض الغبار عن استراتيجيات تعود لفترة الحرب الباردة لتعقب غواصات موسكو في مياه شمال الأطلسي والبلطيق والبحر المتوسط.
مدافع نيسان
وفي التقرير نفسه، يتحدث الكاتبان عن أن الولايات المتحدة تحاول تطوير نوع جديد من الصواريخ المضادة للطائرات المحمولة على الكتف لتزويد الثوار السوريين بها في الوقت الذي يتعرضون فيه للغارات الجوية من طائرات الأسد وحلفائه الروس. لكن ثمة محاذير لمثل هذه الخطوة. وعليهم أن يضمنوا الصواريخ ضوابط تقنية تحد من مكان استخدامها كي يضمنوا عدم وقوعها في يوم من الأيام في أيدي الإرهابيين. لكن تصميم مثل هذه الضوابط للأسلحة لا يزال بعيد المنال بدرجة كبيرة. ومن غير المعروف أن المهندسين الأمريكيين توصلوا إلى اختراع شريحة تعقب إلكترونية توضع في الصاروخ من أجل ضمان إطلاقه فقط على خطوط الجبهة في شمال غرب سوريا. كما أنهم لم يتوصلوا بعد إلى طريقة تضمن إنهاء صلاحية الصاروخ بعد مدة من الوقت بحيث يبطلون بذلك احتمال استخدامه في أماكن بعيدة عن الجبهة في المستقبل.
(المصدر: فورين بوليسي 2016-04-22)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews