الجزء الأبشع من إرث أوباما

تناول تقرير لجاكسون ديهل احتمالات تحرير مدينة الموصل من تنظيم الدولة في الأشهر المقبلة قبل أن تنتهي ولاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

وكتب: "بعيد سقوط الموصل، ثانية كبرى المدن العراقية في أيدي تنظيم الدولة في يونيو (حزيران) 2014، زار وفد رفيع المستوى من كردستان العراق واشنطن حاملاً سؤالاً قلقاً: من أين ستأتي القوات لإستعادة المدينة؟ فالجيش العراقي مشتت جداً، والأكراد ضعيفون جداً، والقوى الخارجية مثل تركيا والولايات المتحدة ليست راغبة في إرسال قوات برية".

من سيقوم بالمهمة؟

ويضيف: "منذ نحو عامين حصل الكثير. أعادت إدارة أوباما تدريب نحو 20 ألف جندي عراقي، وأرسلت نحو خمسة آلاف مدرب أمريكي وجنود مارينز وقوات خاصة إلى المنطقة، وشنت أكثر من 11 ألف طلعة ضد أهداف للتنظيم. ومع ذلك عندما زار كردي آخر رفيع المستوى واشنطن الأسبوع الماضي، طرح السؤال نفسه: من سيقوم بهذه المهمة؟".

وينقل ديهل عن نائب رئيس الوزراء في حكومة إقليم كردستان قباد طالباني الذي اجتمع أخيراً مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وقائد القوات الأمريكية في العراق اللفتنانت جنرال شين ماكفارلاند قوله: "سمعنا عن إقتراب موعد رسم خطة" لإستعادة المدينة "لكننا نشعر بأن ثمة فجوات تشوبها".

"تسريع" الحملة

ويتحدث المسؤولون الأمريكيون منذ مدة عما يصفونه بزخم متزايد في الحرب على تنظيم الدولة، ويقولون إن الرئيس أوباما الذي يكرر أن هذه المسألة هي من أولوياته القصوى، قد طلب "تسريع" الحملة.

لكن الإصغاء إلى الأكراد يكشف العقبات الكبيرة التي لا يزال يتعين تجاوزها قبل إستعادة المدينتين الاكثر أهمية من التنظيم، وهما الموصل في العراق والرقة في سوريا.

أزمة إقتصادية

ولا تساعد في تحقيق هذا الهدف، معاناة العراق من أزمة إقتصادية ومالية نتيجة تدني أسعار النفط، وحال الطوارئ السياسية في بغداد، حيث يحاول العبادي المحاصر، عبثاً، تأليف حكومة جديدة. وأدى هذا الاضطراب إلى إفلاس منطقة الحكم الذاتي في كردستان حيث لم يتقاض مقاتلو البشمركة رواتبهم منذ ثلاثة أشهر. وذهب قيادي طالباني إلى واشنطن ليطلب مساعدة مالية من دونها لن يكون ممكناً إعلان التعبئة من أجل الموصل. وطلب الأكراد من واشنطن 200 مليون دولار شهرياً فيما عرضت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" دفع 50 مليون دولار.

تمويل الأكراد

ويقول ديهل إن البيت الأبيض لم يتخذ قراراً بتمويل الأكراد. وحتى لو اتخذ مثل هذا القرار وتدفقت الأموال، يبقى السؤال من هم الذين سيتولون مهمة القتال من شارع إلى شارع في الموصل؟ لقد شيّد الإرهابيون سواتر ترابية دفاعية في أنحاء المدينة، وزرعوا ألغاماً وعبوات مضادة للدروع. ويقول الأكراد إن الإرهابيين حشوا قذائق مدفعية بغاز الخردل. وقد يُواجه أي هجوم بهجمات كيميائية توقعتها القوات الأميركية في عام 2003 لكنها لم تحصل.

والشهر الماضي، تعثرت القوات العراقية الشهر الماضي عندما حاولت القيام بعمليات تطهير قرب مدينة مخمور على مسافة 70 ميلاً جنوب الموصل. وحدث ذلك بينما تم إرسال 200 عنصر من المارينز الأمريكيين سراً من اجل إقامة "قاعدة نار" مع مدفعية. ولم ينجح العراقيون إلا في إستعادة عدد من القرى. وقال رئيس العلاقات العامة في كردستان فلاح باكير لواشنطن بوست: "كلنا يعلم أن الجيش العراقي ليس مستعداً بعد".

إرث أوباما

ويخلص ديهل إلى أن كل هذه النقاط تؤشر إلى أنه لن يكون هناك تحرير للموصل في عام 2016 . وسيبقى تنظيم الدولة على قيد الحياة إلى ما بعد هذه الإدارة الأمريكية التي ساهمت أخطاؤها في سوريا والعراق في خلقها. إنها الجزء الاكثر بشاعة في إرث باراك أوباما.

(المصدر: واشنطن بوست 2016-04-19)