اجتماع الدوحة هل هو آخر الدواء!
سارعت قطر لجمع اللاعبين في سوق النفط لإنقاذ نفسها والدول المصدرة من خسائر عظيمة ستقضي على الكثير من الانجازات والمشاريع المقامة في الاسواق النفطية الواعدة بسبب الانخفاض المستمر في أسعار النفط.
اجتماع الدوحة الذي عقد الأحد على مستوى وزاري للدول المنتجة للنفط، الهدف منه الخروج بحلول آنية وقرارات تضبط سوق النفط واسعاره، وذلك بعد استمرار انخفاض أسعار النفط المتواصل دون بوادر تذكر لارتفاعها في المستقبل القريب واستمرار تذبذبها على انخفاض يؤذي كثيراً الدول المنتجة للنفط، إذ يُعرّض مصالحها لتكبد المزيد من الخسائر الفادحة التي قد تشكل عبئا اقتصاديا يتعاظم، لا سيما وان هذه الدول قد وضعت خططها المستقبلية واستراتيجياتها القصيرة والمتوسطة وكذلك موازناتها المالية وفقاً لسعر النفط المرتفع لسنوات، وفي حال استمرار الانخفاض سينذر بوضع خطير لا يمكن الخروج منه حتى خلال السنوات العشر التي تليها.
ويبقى الهدف من الاجتماع الهام بالدوحة، وقف انخفاض الاسعار الآخذ في التذبذب بين صعود وهبوط من تدنٍ، حتى يتم الجمع على ابقاء متوسط الإنتاج اليومي من الخام عند مستويات يناير الماضي حتى أكتوبر القادم وذلك لدعم أسعار النفط واستقرارها.
انخفاض اسعار النفط وكثرة المعروض وظهور النفط الصخري الامريكي المنافس، يذكرني بتاريخ أعاد نفسه في الخليج قبل عشرات السنين حين كان الخليجيون يشتغلون في الغوص ويتاجرون في اللؤلؤ قبل أن يظهر اللؤلؤ الياباني المزروع ويقضي على تجارة اللؤلؤ عن بكرة أبيها وينسى الناس البحر، فهل يعيد التاريخ نفسه؟
لا أعلم الغيب ولكني مؤمنة بأن التغيير مهما بدا سلبياً فإنه يأتي بالأفضل وإن جاء بخسارة، فبعد اللؤلؤ اكتشف النفط في الخليج وتحولت الشعوب الفقيرة التي كان رجالها يعيشون في البحار الى شعوب غنية تملك الأموال وتتحكم في الاسواق العالمية.
فشل اجتماع الدوحة، -على الأقل هكذا وصلتني الأخبار حتى كتابة هذا المقال-، بسب الاختلاف البائن بين الدول المنتجة، هذا الفشل كان وارداً والاتفاق أيضا وارد، وهناك من يقول إنه تأجل لشهرين قادمين (يونيو المقبل).
الاتفاق على خطة التجميد قد يساهم في التقليل من المشكلة، ولكنه لن يعالجها، وبحسب تصريح لوكالة الطاقة الدولية جاء فيه «إنه سيكون محدود الأثر على المعروض العالمي من الخام وإنه من غير المرجح أن تستعيد الأسواق توازنها قبل 2017» فإذا كان العام القادم فاصلاً في التعافي ليس هناك مشكلة في أن ترتب التكتلات النفطية بيوتها وفقه، ولكن ليس هناك شيء مضمون إلا إذا اتفق القوم، ففي الاتفاق قوة كبيرة لسادة سوق النفط بلا «تثريب» عليهم.
ليس أزمة كل ما يحدث إنما أعتبره عهدا جديدا يحتاج لهيكلة جديدة وجدية في اتخاذ قرارات بتغيير خططنا التنموية، فآخر الدواء ليس التجميد بل استبدال الخطط وتنمية الأسواق المنتجة غير النفط.
(المصدر: اليوم 2016-04-19)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews