اتحاد الأزمات والكوارث وكرة القدم
تأكدت الآن من أن اتحاد كرة القدم فى بلادنا ليس ضحية لأى أحد.. فهو الذى بنفسه وبيديه يصنع بإتقان شديد كل أزماته ومشكلاته دون حاجة لمساعدة أو تدخل من أى أحد.. ومن الواضح أننا ظلمنا طوال الوقت آخرين كثيرين اتهمناهم بأنهم يتعمدون إرباك اتحاد الكرة وتعطيله وتمزيقه، مثلما اتهمنا الإعلام أيضا بمحاربة اتحاد الكرة وتشويه إنجازاته والتقليل من نجاحاته.. والآن تثبت براءة كل هؤلاء.. فاتحاد الكرة على سبيل المثال قرر فجأة إقامة مباريات دور الـ16 لبطولة كأس مصر بنظام جديد يقضى بلعب وقت إضافى فى حالة انتهاء الوقت الأصلى بالتعادل وليس الاحتكام مباشرة لضربات الترجيح كما كان متبعا فى مباريات الأدوار الأولى لنفس هذه البطولة.. اتحاد الكرة لم يجد أى مشكلة فى إقامة بعض أدوار بطولة كأس مصر بنظام محدد ثم يستكمل باقى أدوار نفس البطولة بنظام مختلف..
وقال عامر حسين، رئيس لجنة المسابقات باتحاد الكرة، إن سبب هذا التغيير هو أن الأدوار الأولى تشهد مواجهات بين فرق الدورى الممتاز وفرق أخرى ضعيفة، ولهذا رأى الاتحاد أنه لا داعى لوقت إضافى.. أما بداية من دور الـ16 فالمباريات تغدو أقوى، ولهذا ممكن أن يكون هناك شوطان إضافيان قبل ضربات الترجيح. وليس لدىّ أى تعليق مناسب على هذا التفسير الذى لا أقبله ولا يقبله أى عقل أو منطق مع كامل اعتزازى واحترامى لعامر حسين كشخص وصديق وليس كرئيس للجنة المسابقات.. فالبطولات الكروية لها أنظمتها التى لا تعرف أندية قوية أو ضعيفة.. ولأن بطولة كأس مصر رغم أنها بطولة محلية إلا أن نتيجتها تسفر عن مشاركة أندية مصرية فى الكونفيدرالية الأفريقية التى تلتزم بقوانين وقواعد الفيفا.. ومن تلك القواعد ألا يتم تغيير أو تعديل نظام أى بطولة قبل انتهائها.. ولأن الاتحاد المصرى افتتح بطولة كأس مصر الحالية بلائحة تم توزيعها على كل الأندية المشاركة، تنص على أنه فى حالة التعادل لا يتم لعب شوطين إضافيين وإنما يتم الاحتكام مباشرة لضربات الترجيح..
وبالفعل بدأت المسابقة وفق هذه اللائحة وكانت هناك أندية انتهت مبارياتها بالتعادل ثم خسرت بضربات الترجيح دون أن تلعب وقتا إضافيا وخرجت من البطولة.. وفجأة يقوم اتحاد الكرة بتغيير هذه اللائحة ويسمح بالوقت الإضافى..
وبالتالى بات من حق هذه الأندية أن تلجأ للفيفا أو حتى للمحكمة الرياضية إن أرادت لتشكو اتحاد الكرة وتطالب بإعادة مسابقة كأس مصر من جديد.. بل إن الأندية التى لاتزال تشارك فى البطولة وستخسر فى أدوارها المقبلة حتى المباراة النهائية مثل الأهلى أو الزمالك أو المصرى أو الإسماعيلى، بإمكانها المطالبة بإعادة المسابقة لأنها غير قانونية.. وهكذا صنع اتحاد الكرة أزمة جديدة من لا شىء.. وفتح بابا جديدا للجدل والتقاضى والصراخ والاحتجاج دون أى مبرر أو ضرورة.. ولا أعرف لمصلحة مَن قام الاتحاد بذلك، وهل كان هذا التغيير اضطرارا لا نعرف أسبابه، أم استهتارا ولا مبالاة دفعنا، ولانزال كلنا ندفع، ثمنهما؟!
(المصدر: المصري اليوم 2016-04-12)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews