السياحة الداخلية المستدامة.. الكل سائح
السياحة بمفهومها الاصطلاحي ارتبطت بالسفر من بلد إلى آخر من أجل الترفيه والمتعة. ولكن في مفهومها التطبيقي الحالي أصبح مفهوم السياحة هو تقديم الترفيه والمتعة حتى للسكان المحليين.
عندما تعلن مدينة عن نفسها أنها «سياحية»، فإنها تضع نصب عينيها مسؤوليات وعددا من الأسئلة التي يجب أن تكون الإجابة عنها أعلى بكثير من مجرد كلمة «مرضية». فالسائح ليس غبيا. هو يعرف ماذا يختار وأين يذهب، ويحسب كل أرقامه بدقة. وإذا وجد أنه وقع في فخ نصبته له رؤوس الأموال لاستغلاله، فإنه لن يقع فيه مرة أخرى وسيحرص على تحذير كل من حوله بعدم الوقوع فيه حتى لا يخوضوا التجربة نفسها.
الاكتشاف والجاذبية هما عنصرا الاستقطاب السياحي. وهذا لا ينشط إلا بتوفير مناطق في الطبيعة، وأنشطة خارجية، وأماكن للتعرف على الثقافة المحلية للمدينة والقرى والمزارع المجاورة لها، والمسرحيات المتنوعة، وحدائق الحيوان، والمتاحف، والأسواق... وكل هذه الخدمات يجب أن تقدم بجودة عالية، مع الاهتمام بالسلامة، ونظافة البيئة، والتميز في التعامل. هذه ليست عناصر لجذب السياح فقط، ولكنها تجذب حتى السكان المحليين.
تشير الدراسات المحلية إلى أن السياحة الخارجية أرخص من السياحة الداخلية. فحسب الإحصاءات التي نشرت بعد إجازة الربيع الماضية، متوسط الصرف خلال ذلك الأسبوع في السياحة الداخلية وصل إلى (10) آلاف ريال. ومجرد دخول سريع بالنت على أي مكتب سياحي يستطيع الراغب في السياحة أن يعرف أين يمكن أن يسافر بذلك المبلغ ويحصل على خدمات أفضل.
إذن، يجب أن تعمل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على إيجاد آلية عملية للسياحة الداخلية، بجودة عالية، وبسعر مناسب ينافس الدول المجاورة التي يذهب لها السائح السعودي. وأن تبتعد عن آراء المسؤولين ورؤوس الأموال في تنشيط السياحة، فالمسؤول ليس همه الأكبر تنشيط السياحة، ورؤوس الأموال همها الأكبر هو الربح المادي. ولكن يجب أن تعتمد الهيئة على مراكز الأحياء، والمجالس البلدية، ومجالس الشباب وأن تعقد اجتماعات خاصة معهم لمناقشة «الجذب السياحي»، والإجابة عن سؤال: لماذا تغادر العوائل السعودية أفواجا وأشتاتا لدول مجاورة في كل إجازة طالت أو قصرت؟
(المصدر: عكاظ 2016-04-10)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews