الدولار واليورو والين محرّكات الأسواق المالية

الدولار الأميركي والين الياباني واليورو، هذه العملات، وخلفها البنوك المركزية وسياسات خفض أسعار الصرف (حرب العملات) وأسعار الفائدة (الى السلبية) واحتمالات رفع الفائدة الأميركية كلها مفاتيح أيّ تحرّك في أسواق المال العالمية على اختلافها علماً أنّ أسواق الصرف هي أكبر الأسواق وبفارق خيالي في الحجم والقيمة.
تبقى اسواق الصرف العالمية ووراءها البنوك المركزية هي المحرك الاساس للاسواق المالية العالمية وبالتالي لبورصات الاسهم. وعلى مدى السنوات الطويلة الاخيرة سعت البنوك المركزية الكبرى الى اضعاف سعر صرف عملاتها لزيادة قدرتها التنافسية في التجارة العالمية.
ولم تكتفِ البنوك باعتماد تخفيض العملة بل ولجأت ايضاً الى أسعار فائدة قريبة من الصفر ثم الى الفائدة السلبية.

وهذا ما كانت نتيجته تراجع سعر صرف اليورو في الخمس سنوات السابقة بنسبة 30 % كذلك تراجع الين الياباني بنسبة 40 %.
وتعود غالبية أرباح الاسهم وارتفاع حجم الناتج القومي في مختلف الدول الكبرى الى هذه الانخفاضات في اسعار الصرف. وهكذا تكون اوروبا ومعها اليابان قد اعتمدتا كلّ الوسائل وبذلتا كلّ الجهود لخفض عملتيهما مقابل ارتفاع الدولار الاميركي وهذا الامر سوف يستمرّ في الأسابيع والأشهر المقبلة.

وليبس لدى اوروبا واليابان أيّ خيار آخر ويبقى الاقتصاد الاميركي محطّ الآمال والاهتمامات العالمية وتبقى الولايات المتحدة الاميركية تستفيد من دور الدولار كأداة التبادل الأساسية وبلا منافس يُذكر في التبادلات العالمية ما يضع ادارة الاتجاهات في الاسواق المالية المصرفية العالمية في قبضة الولايات المتحدة الاميركية وعليه تبقى الاتجاهات المالية في البورصات والاسواق واسعار السلع عرضة للتأثر الكبير والمباشر بأيّ تحرك للدولار الاميركي، ويبقى الدولار العملة الوحيدة على الكرة الارضية التي تزداد توقعات رفع اسعار الفائدة عليها، وإذا ما حصل ذلك فإنّ الأمور سوف تنقلب رأساً على عقب فتتراجع البورصات وتضعف أسعار النفط والذهب وتواصل العملات الرئيسة الأخرى مسيرتها التراجعية.

ويحاول كبار المتداولين في الاسواق العالمية تتبع ودراسة وتوقع تحرّكات العملات الثلاث المذكورة أي الين الياباني واليورو والدولار الاميركي لاصطياد الصفقات الرابحة من التقلّبات المحتملة لأسعار هذه العملات.

البورصة اللبنانية

بقي نشاط بورصة بيروت الرسمية محدوداً أمس ايضاً فلم يتجاوز 32255 سهماً قيمتها 193254 دولاراً وسُجّل تبادل 22 عملية بيع وشراء فقط تناولت 5 اسهم ارتفع منها سهم واحد وتراجعت الاسهم الاربعة المتبقية، وتراجعت اسهم سوليدير الفئة (أ) و(ب) بنسبة 0,99 % و0,09 % الى 9,98 دولارات و10 دولارات على التوالي. كما تراجعت اسهم بنك بلوم فئة GDR 1,81 % الى 1،80 دولار وانخفضت اسهم بنك عودة GDR % 0,16 الى ستة دولارات.

اما اسهم بنك بيبلوس فارتفعت امس 1,79 % الى 1,70 دولار، وفي ختام التداولات تراجعت القيمة السوقية للبورصة 0,08% الى 11,368 مليار دولار.

أسواق الصرف العالمية

تراجع الين الياباني امس نتيجة ارتفاع الاسعار في بورصات الاسهم من ناحية ونتيجة تحذير وزير مالية اليابان من ضرورة التدخل في اسواق الصرف إذا استمر الين في الارتفاع، وهذه لغة تستعملها اليابان قبل كلّ تدخّل للحدّ من ارتفاع الين والمتوقع أقله حتى اجتماع دول مجموعة العشرين الأسبوع المقبل.

ومن جهة اخرى ارتفع الدولار أمس مقابل العملات الرئيسة بعد أن تلقى جرعة دعم من رئيسة الاحتياطي الفدرالي الاميركي التي قالت إنّ رفع الفائدة سوف يحصل في اوقات محددة من العام الجاري.

وعليه تراجع اليورو 0,09 % الى 1,1368 دولار وزاد الدولار 0,39 % الى 108,63 ينات وارتفع الدولار 0,10 % الى 0,9568 فرنك سويسري. اما الجنيه الاسترليني فزاد 0,18 % والدولار الاوسترالي 0,37 % الى 1,4081 و0,7534 دولار على التوالي.

الذهب والنفط

تراجع سعر الذهب امس بنسبة 0,19 % الى 1235,20 دولاراً للاونصة في تداولات بعد الظهر متأثراً بارتفاع الدولار وبورصات الاسهم لكنه بقي مقبولاً على إقفال الاسبوع على مكاسب، أما الفضة فارتفعت 0,28 % الى 15,20 دولاراً للأونصة.

من جهة اخرى ارتفعت اسعار النفط امس مع تحسن احتمالات التوصل الى تجميد حجم الانتاج العالمي ومع تحسّن توقعات النموّ الاقتصادي فزاد سعر نفط نايمكس بنسبة 3,84 % الى 38,69 دولاراً للبرميل كما زاد سعر نفط برنت الخام 3,37 % الى 40,76 دولاراً للبرميل.

بورصات الأسهم العالمية

تحوّل مؤشر نيكي للاسهم اليابانية للارتفاع امس في بورصة طوكيو مستفيداً بصورة خاصة من تراجع الين الياباني فزاد عند الاقفال 0,46 % الى 15821 نقطة كما زاد مؤشر هانغ سنغ في بورصة هونغ كونغ بنسبة 0,51 % الى 20370,40 نقطة. أما مؤشر شانغهاي فتراجع 0,75 % الى 2986 نقطة.

وفي اوروبا اتجهت بورصات الاسهم صعوداً بدعم من ارتفاع اسعار النفط وبدعم من الاقبال على الاسهم المصرفية فزاد مؤشر داكس الالماني 1,14% الى 9640 نقطة ومؤشر فوتسي البريطاني 0,81 % الى 6187 نقطة ومؤشر كاك الفرنسي 1,07 % الى 4291 نقطة. كذلك اتجهت بورصة وول ستريت للفتح على ارتفاع أيضاً.

(المصدر: الجمهورية اللبنانية 2016-04-09)