بداية نهاية ترامب.. حقاً
على رغم فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات التمهيدية في ولايات أمريكية عدة، ثمة توقعات بأن يعقد زعماء الحزب الجمهوري الأمريكي مؤتمراً لاختيار بديل له، بسبب كثرة تصريحاته العنصرية والإستفزازية.
ولكن الصحافي الأمريكي كاتب العمود السياسي، أي جي ديون، رأى أن ترامب ربما وصل إلى مرحلة من الضعف وأن حظوظه في انتزاع ترشيح الحزب تراجعت إلى درجة لم تعد ثمة حاجة أو ضرورة لاستبداله بمرشح آخر.
ولكن البعض قد يشكك بهذه التوقعات، لأن ترامب نجح سابقاً في تخطي عقبات عدة، ودحض التوقعات بنهايته.
كاره النساء
ويرى ديون أن هناك فخاً يقوم على فكرة أنه مهما حصل لترامب فإنه سيواصل طريقه، بمعنى أنه من السهل توقع نهايته بعد أدائه المريع في الأسبوع الماضي. فقد رد بصورة هزيلة على انتقادات وجهت له أثناء برنامج حوار تلفزيوني في ولاية ويسكونسون مع شارلي سايكس. كما اتُهِم مدير حملته كوري ليواندوسكي باتباع سياسة تعتمد على الإهانات والعنف الجسدي. وقد رد ترامب على تلك الاتهامات بمهاجمة صدقية الصحافية الجمهورية ميشيل فيلدس، المرأة التي اتهم ليواندوسكي بجرها من يدها. وبهذه الطريقة يعزز ترامب الاعتقاد بأنه كاره للنساء.
تقلبات مفاجئة
وفي معرض آخر، يلفت الكاتب لتصريحات أدلى بها ترامب تدل على تقلبات مفاجئة في وجهات نظره، وخاصة عندما صرح عما إذا كان مسموحاً قانونياً معاقبة امرأة عند إجرائها عملية إجهاض، إذا كانت العملية ذاتها محظورة، مما لفت الأنظار إلى كونه حقيقة لا يفكر في المواقف التي يتخذها، أو حتى ما يقوله بين لحظة وأخرى.
ولكن أكثر الأخبار وقعاً على المرشح الذي يولي الفوز أهمية قصوى، وردت عندما تبين أنه حل خلف السناتور تيد كروز في استطلاعات الرأي في ويسكونسون، والتي ستجري انتخاباتها التمهيدية يوم غد، الثلاثاء. ذلك أن هزيمته في هذه الولاية، والتي تعد من كبرى الولايات، سوف تعرقل بالتأكيد طريقه لحصد غالبية أصوات الجمهوريين، أي حصوله على ١٢٣٧ صوتاً.
انحراف
ويلفت ديون إلى اعتبار ما جرى الأسبوع الماضي نقطة تحول قد تقود لتلاشي آمال من وصف بكلمة "ساحر"، في الوصول إلى البيت الأبيض، ولتأكيد ظنون المرتابين بأهلية ترامب كمرشح جاد. هذا إن لم نفكر باحتمال فوزه برئاسة الولايات المتحدة. فقد هاجم ترامب وأهان كل من وقف في طريقه، وأطلق تصريحات عنصرية وهاجم أقليات دينية. وبالفعل حصد تأييد بعض الامريكيين، ولكن ليس جميعهم.
ويضيف الكاتب: "إذا خسر ترامب ولاية ويسكونسون، فقد تليها هزيمته في ولايات أخرى مثل بنسيلفانيا وكاليفورنيا ونيوجيرسي، وربما في مسقط رأسه نيويورك. وإن حدث ذلك، سيكون من الأسهل على زعماء الحزب الجمهوري أن يمنعوا ترشيحه، وسيختارون بديلاً له.
تحذير
والأهم من كل ما ذكر، يقول ديون للصحفيين إن مقالات الرأي والتقديرات لا تعبر بالضرورة عن الأصوات، وأن الأمريكيين ربما يحبون ألعاب السيرك، ولكنهم يتعاملون مع الانتخابات الرئاسية بالجدية المطلوبة. لقد شغل ترامب مساحات واسعة من التغطيات الصحفية، وحاز على أصوات أقلية من الناخبين الجمهوريين. لكنه لم يحصد غالبية أصوات الناخبين الأمريكيين. ومن هنا لا تعتبر الظاهرة الترامبوية موجة خاصة بمستقبل أمريكا.
ويختم الكاتب بوجوب أن يعمل الصحفيون والأمريكيون على حد سواء على تحفيز، لا تثبيط، غرائزهم الصادقة التي توحي بأن الأمريكيين لن يختاروا رئيساً يتبنى مواقف وأنماطاً عنصرية ودينية استعدى بها عدداً كبيراً من الأمريكيين وسواهم.
(المصدر: واشنطن بوست 2016-04-04)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews