لاءات الحكومة السورية الـ49 ستنتهي بـ”نعم” في المرة الـ50
منذ إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أسبوعين عن سحب روسيا الجزء الرئيسي من طائراتها المتواجدة في قاعدة حميميم بسوريا، تتزايد التكهنات حول ما إذا كانت خطوة بوتين المقبلة هي إجبار الرئيس الأسد على تقديم تنازلات سياسية لوضع حد للحرب.
وقال ديفيد دبليو ليش الأستاذ في جامعة ترينيتي في سان انطونيو والذي كتب سيرة الأسد: “على ما يبدو يفكر بوتين في أن سوريا بحاجة إلى روسيا أكثر من حاجة روسيا إليها، لكن الأسد وحاشيته ربما يعتقدون بغطرسة عكس ذلك تماما”.
وكتبت آن بارنارد في تقرير أنه بالرغم من ازدياد حاجة الأسد إلى الدعم المالي والعسكري والسياسي من موسكو خلال 6 أشهر من الغارات الروسية في سوريا، إلا أن هذه الحملة ربما عززت طموحات الرئيس السوري، كما ساندت القوات الحكومية على الأرض.
في الوقت نفسه يبدو أن الرئيس بوتين يرغب في بذل كل ما بوسعه بغية تحقيق بلاده نجاحا باهرا على الساحة الدولية عبر تقديمها الإسهام الحاسم في بلوغ الحل السياسي بسوريا، جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة.
وبالرغم من إعلان بعض الدبلوماسيين الروس أن موسكو سوف تعتبر الحل السياسي الذي سيبقي الأسد في السلطة “انتصارا كاملا” (وذلك بغية إظهار فشل محاولات الغرب لتغيير النظام في سوريا)، إلا أنهم لم يستبعدوا في الوقت نفسه قبول الرئيس الروسي للحل الذي قد يقضي باستقالة الرئيس السوري أو تحديد صلاحياته.
ومع ذلك تجلى أن الدعم الذي تقدمه طهران إلى بشار الأسد لا يكفي – في غياب الغارات الروسية – لإسناد تقدم الجيش السوري على الأرض.
وأشار ديفيد دبليو ليش كاتب سيرة الرئيس السوري أن الأسد يفهم على الأرجح ضرورة إطلاق نوع من العملية السياسية (من أجل إرضاء الرئيس بوتين على الأقل)، ولكن الحكومة السورية قد تعرقل وتماطل الأمر، وتقول “لا” 49 مرة قبل أن تقول “نعم” في المرة الـ50.
وتكمن الصعوبة أيضا، حسب اعتقاد ليش، في أن نظام الحكم في سوريا يعتمد غالبا على رئيس الدولة وحده، في غياب مؤسسات الحكم القوية، وبناء على ذلك يرى البعض أن التوصل إلى أي حل وسط، قد يسفر عن الانهيار الكامل لنظام الحكم القائم في سوريا، وذلك يفسر اختيار الأسد لاتخاذ الإجراءات القمعية ضد المتظاهرين في بداية الأزمة بدلا عن الإقدام على الإصلاحات السياسية.
وبالرغم من كل ذلك تعتقد آن بارنارد أن الرئيس الأسد هو “آخر ناجٍ” بعد 5 سنوات من الأزمة السورية، وذلك ليس بسبب أخطاء معارضيه داخل البلاد وخارجها، بل لتمسك حاشيته ونواة الجيش السوري برئيسهم. كما استخفت المعارضة بفكرة استعداد “كتلة حرجة” من السوريين العاديين، بما في ذلك الذين يعارضون الأسد، أن تبقى هادئة خوفا من بدائل غير مؤكدة.
وتؤكد آن بارنارد أن بسط تنظيم الدولة سيطرته في الأراضي السورية واندلاع أزمة اللاجئين في أوروبا دفعا الغربيين إلى إعادة ترتيب الأولويات والتنازل عن المطالب باستقالة الأسد، وحتى واشنطن باتت لا تصر على ضرورة أن يترك الأسد منصبه في بداية المرحلة الانتقالية.
ووصفت بشرى خليل المحامية اللبنانية المؤيدة للأسد التي التقت خلال الأسابيع الأخيرة مع مسؤولين سوريين رفيعي المستوى، بينهم رئيس مكتب الأمن القومي اللواء علي مملوك، وصفت موقفهم الحالي بأنه متفائل.
وفيما يبقى مستشارو الأسد على يقين كامل بثبات الموقف الروسي الداعم للسلطات السورية، يعولون من جهة أخرى على علاقات هذا النظام (وبشكل أقرب) مع إيران، وهكذا تستطيع الحكومة السورية المناورة بين الحليفين المختلفين.
وقالت المحامية في حديث لها إن مستشاري الرئيس السوري مقتنعون لا فقط بتجاوز الأسد الفترة الخطرة، بل وبقدرته على تحدي العالم كله مما سيجعله “زعيم المنطقة”.
وتوصلت آن بارنارد إلى استنتاج يقول بعدم واقعية آمال مؤيدي الأسد، الذين يراهنون على الاتفاق مع واشنطن، والمسؤولين الغربيين.
(المصدر: نيويورك تايمز 2016-03-27)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews