عدنان حمد.. خطوة للخلف!

ربما يختلف الاتحاد البحريني لكرة القدم في وجهات نظر صانعي قراره فيما يخص النظرة حول القيمة الفنية والكاريزمية التي يفترض ان يكون عليها مدرب المنتخب الأول، فهي في النهاية ذات اعتماد على الزاوية التي يفضل البعض النظر من خلالها والتقييم لمسيرة أي مدرب قبل التعاقد معه، إلا أن هناك جانبا محوريا هاما من المفترض عدم النزول بعده، خاصة اذا ما ركزنا وقبل أي جوانب فنية وشخصية للمدرب، على ما يمكن أن يكون من انعكاسات نفسية على مستوى اللاعبين، ففي نهاية المطاف يطالب اتحاد الكرة بالتعاقد مع مدرب يلبي ويشبع قناعات اللاعبين في المقام الأول.

فاللاعب وبطبيعة الحال يكون متابعًا لكافة التفاصيل ومهتما بالتعرف على الحالة التي يكون عليها مدربه الجديد قبل التعاقد معه، بإعتبارها من الجوانب الهامة التي ستحدد العلاقة بين الطرفين، وتسهل من التأقلم مع الاسلوب الجديد، اذا ما كان هنالك قبول من اللاعب نفسه.

إن ما تابعته مؤخرا عن وجود مفاوضات رسمية للاتحاد البحريني مع العراقي عدنان حمد مدرب منتخب الأردن السابق، لا يمكن أن اسميه أكثر من الرجوع للخلف، ليس تقليلا في حجم وقيمة المدرب العراقي الذي يستحق التقدير والاحترام، بقدر ما يمكن أن أتحدث عنه عن الانعكاسات الايجابية التي يحتاج اليها لاعبو منتخب البحرين، حتى تكون أكثر بكثير من الانعكسات التي كانوا عليها مع مدربهم الارجنتيني السابق.

لم يقدم عدنان حمد مع المنتخب الاردني الشقيق طيلة السنوات الأربع التي درب فيها الفريق ما يستحق أن يكون عليه بديلا لكالديرون، واذا ما كان الانجاز الذي يحسب له بإيصال منتخب النشامى الى الملحق الآسيوي، فالبحرين بكرتها تجاوزت هذه المرحلة في مناسبتين عندما خسرت الفرصة أمام ترينداد وتوباجو في الملحق المؤهل الى مونديال 2006، وفقدت فرصة مونديال 2010 عندما خسرت أمام نيوزيلندا، كما أن المنتخب الأردني لم يظهر متوجا في اي بطولة خلال الأعوام الاربعة الفائتة، عكس المنتخب البحريني الذي فاز بلقب دورة الألعاب الخليجية في البحرين وبلقب دورة الالعاب العربية التي اقيمت في الدوحة، ومع ذلك أقال مدربه الانجليزي بيتر تايلور بسبب سداسية من الأهداف كانت أمام الامارات.

في التصفيات المونديالية الأخيرة لم يتمكن عدنان حمد في قيادة المنتخب الأردني الى تسجيل اي فوز خارج أرضه، وفي المقابل تلقى خسائر كارثية كالسداسية أمام المنتخب الياباني في طوكيو والرباعية أمام المنتخب الاسترالي في سيدني، وجميعها كانت نتائج يمكن أن تعجل برحيله من تدريب النشامى لولا صفات «النفس الطويل» الذي يفضل أن يتعامل به الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الاردني لكرة القدم، وايمانه الكبير على أن الاستقرار، يمكن أن يكون المفتاح الأنسب للنجاح.

لا أريد الحديث عن الكثير من التفاصيل الأخرى التي انتقد فيها عدنان حمد ملاعب الكرة البحرينية بعد المباراة التجريبية التي خسرها امام منتخب البحرين بثلاثة نظيفة، الا أنه من الضروري جدا التوقف عندها، خاصة وأنه من الصعب أن تطالب المدرب بتقديم الجديد معك وهو في الأساس غير مقتنع بما يرافقك من امكانات وبنية تحتية، كما أنه من الضروري ربطها بما خرج على لسان المدرب لحظة اعلانه الانفصال مع النشامى عندما ظهر فضائيا منتقدا ملاعبهم، وإنها أرضية صناعية منتهية الصلاحية، فجميعها مؤشرات وملامح لها أن تظهر لك القناعات العامة لأي شخصية تسعى جاهدا أن تتوافر كافة الظروف والامكانات حتى تنجح.

ربما تكون هنالك قناعات مختلفة أجهلها هي ما دفعت الاتحاد البحريني على فتح خطأ للتفاوض مع المدرب العراقي، لكنني اتحدث عن حقائق وقناعات ومؤشرات عامة لا يمكن أن تخدم كرة البحرين برفقة عدنان حمد حتى تبحث عن المزيد من النجاح!

( المصدر : الأيام البحرينية )