تركيا واتفاق اللاجئين
العملية في اسطنبول، التي قتل فيها سياح إسرائيليون، حرفت الانتباه عن الاتفاق الذي وقع في نهاية الاسبوع بين تركيا والاتحاد الأوروبي حول وقف تدفق اللاجئين والمهاجرين إلى أوروبا. ومع ذلك لا يمكن عدم الربط بين الامور، حيث إنه في اطار الاتفاق يحق للمواطنين الاتراك الدخول بشكل حر إلى أوروبا، ستكون هذه طريقة اخرى لداعش من اجل الاقتراب من اهداف اخرى لتنفيذ العمليات.
قبل بضعة اشهر قامت أوروبا بفتح، وبسرعة، بوابتها أمام اللاجئين الذين جاءوا إلى حدودها وانشأت الظروف التي تُمكن تركيا من أخذ ثمن الصفقة. لقد كانت الاعتبارات، لا سيما من قبل المستشارة الالمانية انغيلا ميركل، انسانية، بسبب سفك الدماء في سوريا والوضع الصعب في كل الشرق الاوسط. ولكن حينما انفجرت الموجة الانسانية على شواطيء اليونان. وفي المانيا نفسها تجاوز العدد المليون، بدأ قادة أوروبا القلقين بالبحث عن اجابة. وعندما يسيطر الخوف فان المنطق والتصميم يتراجعان للوراء.
الجغرافيا أعطت لتركيا مفاتيح الدخول إلى أوروبا، خصوصا لاولئك القادمين من الشرق. فقرر الاتراك استغلال هذا الامر حتى النهاية. في البدء مطلوب من أوروبا أن تدفع لتركيا 6 مليارات يورو، اضافة إلى وعد بأن مواطني تركيا التي يبلغ عدد سكانها 75 مليون، يمكنهم الدخول بدون تأشيرة إلى دول الاتحاد الأوروبي. وتقرر ايضا تسهيل شروط انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
الاتفاق المذكور أعلاه وشروطه أثار في أوروبا موجة من الاحتجاج والمعارضة، الامر الذي سيتفاقم بعد العملية التي حدثت في نهاية الاسبوع. هذه الانتقادات قد تضعضع مكانة انغيلا ميركل السياسية لأنها لعبت دورا مركزيا في بلورة الاتفاق مع تركيا، ليس في بلادها فقط، بل ايضا في باقي اعضاء الاتحاد.
حسب رأي المعارضين للاتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي فان غياب المنطق على المدى البعيد يكمن في مسألة الغاء التأشيرات لمواطني تركيا. من جهة أوروبا تريد منع اغراقها بالمهاجرين العرب المسلمين. ومن جهة اخرى ستُسهل دخول ملايين المسلمين الاتراك. وهناك من يقلق في الاتحاد من السيناريو القائل إن هناك اتراك سينضمون إلى صفوف داعش ويستغلون هذه التسهيلات.
وهناك ايضا الخلل الاخلاقي في الاتفاق. فتركيا التي اعتبرت ذات مرة رائدة التقدم وتقبل الآخر في العالم الإسلامي، تلبس الآن تحت نظام اردوغان صورة الدولة القمعية وتلحق الضرر بحرية الصحافة والتعبير وتفرض على محاكمها الخضوع للمصالح السياسية للحكومة.
ويضاف إلى كل ذلك، خلافا للتعهدات في اطار الحلف الاطلسي وبدلا من المساهمة في الحرب ضد داعش، فان تركيا تقوم بقصف الاكراد. ويلخص ديفيد غاردنر، المسؤول عن قرص الخارجية في «فايننشال تايمز» البريطانية: «الاتحاد الأوروبي اليائس يبيع مبادئه لزعيم تركيا المتسلط».
(المصدر: إسرائيل اليوم 2016-03-21)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews