مجاهدو الشعب الإيراني وفضيحة حكومة العراق المخزية
في ضربة معلم، سياسية وإعلامية، ومعبرة عن إدارة ناجحة وفاعلة لعملية إدارة الصراع السياسي والإعلامي ضد نظام الملالي في إيران، فاجأت المعارضة الوطنية الإيرانية الحرة (مجاهدين خلق) العالم بمفاجأة إعلامية مدهشة ومحزنة بتأكيدها الموثق على إعدام نظام الإرهاب الإيراني لمئات من الأسرى العراقيين في أكتوبر 1982 وفي عمليات عدوان وحشية للحرس الثوري الإرهابي في العمق العراقي، ووفقا للاعتراف العلني الذي أدلى به النائب الإرهابي في مجلس الشورى اللاإسلامي الإيراني نادر قاضي بور، فان معلومات مجاهدي خلق المؤكدة وضعت وثائقها في ملفات المنظمات الحقوقية المختصة في الأمم المتحدة، كما أضحت معروفة للعالم أجمع، وبات لزاما على الدول والمنظمات والمؤسسات الإنسانية متابعة ذلك الملف الإنساني العاجل والمعبر عن جريمة إبادة ضد البشرية والإنسانية لا يسقطها التقادم الزمني ولا تمحوها أية اعتبارات أو مجاملات أو مصالح سياسية. لقد تم التغاضي بسبب النفاق والمصالح الدولية عن ملفات وجرائم عدة ارتكبتها الأنظمة الفاشية وخصوصا الفاشيين في طهران وتل أبيب وحتى واشنطن وموسكو ولندن وباريس، وتم التركيز على جرائم صغرى وتغييب جرائم كبرى وهو ما حدث ويحدث مع النظام الإيراني الإرهابي المجرم الذي مارس عمليات إبادة شاملة ضد قوى المعارضة الحرة وعلى رأسها مجاهدي الشعب التي خاضت أروع صور البطولة والفداء في مقاومة الفاشية المعممة الظلامية، وقدمت خيرة الشباب الإيراني على مذبح المواجهة الشاملة، وتحملت ما تحملت من حملات الإبادة والتشويه وما زالت مستمرة في كفاحها رغم التآمر والنفاق الدولي المتحول الذي يساند نظام الإرهاب الإيراني في ملفات عدة، المعلومات الوثائقية التي قدمتها «مجاهدين خلق» للجرائم الحرسية الإرهابية ضد أسرى الجيش العراقي هي وثائق مهمة لجريمة دولية تم الصمت عليها وإسدال ستائر النسيان على ملفاتها الرهيبة. بل ان الأحداث العاصفة التي مر بها الشرق الأوسط منذ ثمانينات القرن الماضي قد جعلت ذلك الملف في آخر ذيل الاهتمامات التي تحتاج لمتابعة، فقد مرت مياه ودماء عدة تحت كل الجسور!، وحدثت غزوات وحروب ومصائب أبعدت ذلك الحدث الجلل عن دائرة الاهتمام للأسف؟، اليوم تأبى دماء الشهداء إلا أن تستصرخ الضمير الإنساني وتطالب بالثأر من الجلادين، لكون دماء الشهيد والمغدور أبد الدهر عن الثأر تستفهم. النظام الإيراني الإرهابي المجرم لايملك أخلاق الإسلام ولا فضائل الفرسان.وهو نظام همجي بشع عبر عن هويته الفاشية من خلال سياسة المشانق المتحركة في الميادين العامة في المدن الإيرانية المنكوبة بإرهابه وجلاوزته. وأكبر الأطراف التي تعاني من إرهاب ذلك النظام القوى المعارضة الإيرانية الحرة التي تريد لإيران أن تكون نقطة إشعاع حضاري وليس نقطة إرهاب وتجنيد إرهابيين لتخريب دول الجوار، وتهديم المعبد على رؤوس الجميع. لقد تحرك أحرار الشعب الإيراني وأظهروا ما عندهم من وثائق دامغة ومستمسكات جرمية تدين نظام الملالي الإرهابيين، ولكن ماذا عن حاشية الخنوع وأمراء الذل والعمالة والتبعية حكام المنطقة البغدادية السوداء العملاء من أحزاب الدعوة وآل الحكيم وبقية الجمع الطالح التابع للولي الفقيه؟ ماذا عن من يحكمون العراق اليوم وقد كانوا بالأمس جنودا في الحرس الثوري الإيراني، وبعضهم شارك في قتل الأسرى وتعذيبهم وغسل أدمغتهم وتحويلهم لمرتزقة في الجيش الإيراني كما فعل المقبور عبد العزيز الحكيم والد عمار الحكيم والذي ما ان جلبه المارينز الاميركي للحكم في بغداد بعد الاحتلال حتى تبرع بـ 100 مليار دولار من دماء وأرزاق العراقيين كتعويضات حرب للنظام الإيراني، فالعميل الذي لايملك قد أعطى لإرهابي لايستحق، فهل هذه قيادات يحق لها حكم العراق؟ وماهو موقف الشعب العراقي بعموم طوائفه من صمت حكومته الرهيب حول الموضوع وكأنه غير معني به رغم أن المعاناة تهم مئات الأسر العراقية المنكوبة. المشكلة ان قيادات النظام العراقي الحالي وهم في غالبيتهم عملاء صريحون لإيران لايعتبرون شهداء العراق في الحرب ضد إيران شهداء بل مرتزقة لصدام. هذا هو تفكير السلطة العراقية، متناسين أن هؤلاء لم يكونوا يحاربون من أجل صدام بل من أجل العراق وهم استشهدوا في العمق العراقي ودفاعا عن الأرض والعرض والكرامة والشرف؟ ولكن أما آن للعملاء أن يعرفوا معنى الكرامة والشرف؟، وزير خارجية العراق الجعفري الذائب حبا ودفاعا وحمية عن حزب الشيطان الإرهابي وحشد الجواسيس والعملاء العراقي لن تتحرك شعرة واحدة في جسمه من أجل الدفاع عن هموم الشعب، فما يهم حكام العراق إرضاء النظام الإيراني الإرهابي فتبا وسحقا للقوم البائسين! أوجه التحية للأشقاء الكرام في المعارضة الوطنية الإيرانية (مجاهدين خلق) ولكل فصيل ثوري متحرر حر يساهم في دحر وفضح الفاشية والإرهاب، والخزي والعار للسفاحين وقتلة الشعوب ولفصائل العملاء فاقدي الشرف والكرامة، أما دماء شهداء العراق الذين أبادتهم آلة الحرب الفاشية المعممة، فرب العزة والجلال سيجعل دماءهم شرارة تحرق أنظمة الخزي والعار والجريمة.
(المصدر: السياسة – الكاتب العراقي داود البصري 2016-03-16)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews