أمريكا وبريطانيا مسؤولتان عن صعود تنظيم الدولة في ليبيا
أقام تنظيم الدولة مقراً له في وسط ليبيا، واتهم الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون ومن سماهم "صقور الحرب" في وستمنستر بالمسؤولية عن ذلك.
ليست العلاقة المميزة بين الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا جديدة، يتمتع البلدان بنظام ليبرالي نسبياً، ويعتمدان التجارة الحرة، كلاهما أيضاً حريص على الصواريخ الباليستية، ولكن كما في كل العلاقات، ليس الخلاف بين "العشاق" غريباً.
وحالياً، تحاول الإدارة الأمريكية السيطرة على الضرر الذي تسبّب به تصريح الرئيس الأمريكي ببعض الحقائق القاسية عن دور بريطانيا في التدخل العسكري المشترك في ليبيا عام 2011.
فاستناداً إلى أوباما، كان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وزملاؤه من صقور الحرب في وستمنستر مهتمين بتدمير العاصمة طرابلس أكثر من مساعدة الناجين فيها على إعادة ترميم ما دمّر.
على كاميرون أن يخجل
وأقر تقرير بأن لندن لم تقم بدورها لمساعدة ليبيا على إعادة ترميم بناها التحتية المتهالكة "وعلى كاميرون أن يخجل من ذلك"، ولكن التقرير يلفت إلى أنه "لا يمكن لللولايات المتحدة أن تلقي اللوم على بريطانيا وحدها".
وأطلق القذافي حرباً أهلية دموية أدت إلى أزمة إنسانية هائلة أزعجت كل دول حلف شمال الأطلسي.
ويقول الكاتب البريطاني ناش ريغينز "باسم الديموقراطية وافقنا جميعاً على قصف القذافي. وفي غضون أسابيع، تمكنت القوى الغربية من تسليم ليبيا إلى مجموعة من المعارضة العلمانية .ربّتنا جميعنا على ظهورنا وغادر كل منا إلى بلاده وشربنا كأس انجازنا المهمَّة".
تمرّد وإطلاق نار
ولكن في غضون أشهر، كان رئيس الوزراء المبتدئ علي زيدان فقد السيطرة تماماً على مجموعة مختلفة من الفصائل السياسية، وبدأت وحدات عسكرية متمردة خطف حقول النفط بدل أن تدفع ثمنها، وتكاثرت حوادث إطلاق النار حول البلاد، وظهر مسؤولون حكوميون بلا مرجعية واضحة في كل مكان.
ويقول التقرير إن كل ذلك كان يجب أن يكون "إنذاراً"، ومع ذلك، لم يبد أي من المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين اهتماماً، ففي النهاية كان ديفيد كاميرون منشغلاً في حملته "المجتمع الكبير" الهادفة الى تمكين المجتمعات المحلية، وباراك أوباما منهمكاً في حملته الانتخابية.
متساوون في الخطأ
وفي أي حال، يقول الكاتب :"كان من الخطأ ربما إقرار وكاميرون بأن تدخلهما أفسح في المجال للفوضى، كما أن الناخبين الميالين إلى الإنعزال على جانبي الاطلسي ما كانوا ليؤيدوا إرسال قوات برية ضرورية جداً إلى ليبيا بعد الفشل الذريع في العراق. ببساطة كانت أيادينا مكبلة". ولكن في ظل إقامة تنظيم الدولة ملاذاً صغيراً لها وسط ليبيا ورفض كل من بريطانيا وأمريكا مدّ طرابلس بنفس مستوى الدعم الذي قدمتاه لأفغانستان مثلاً بعد التدخل العسكري، فإنهما تتحملان معاً المسؤولية عن ذلك الوجود الشيطاني للتنظيم في البلاد.
عندما يتعلق الأمر بليبيا، يقول الكاتب:" نحن جميعاً متساوون في الخطأ، وعلى البيت الأبيض ألا يتسرع في توزيع الإتهامات من دون التحديق مطوّلاً في المرآة".
وفي الخلاصة، كان يجب أن يكون سقوط معمر القذافي بمثابة تحذير، ذلك أن "بناء الأمم عملية شائكة وتستغرق عقوداً وتفترض التزامات من كل مقاتل من فريقي الطيف السياسي، وإذا لم يكن الزعماء الغربيون مستعدين لإدراك هذه الحقيقة، ما كان عليهم تكليف نفسهم التورط منذ البداية".
(المصدر: الإندبندنت 2016-03-13)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews