هل سيرحل عباس قريبا.. ومن سيخلفه؟
نشر تقرير للكاتب ستيف إرلانسر، من عاصمة السلطة الوطنية الفلسطينية رام الله، قال فيه إن الهجمات التي ينفذها فلسطينيون ضد اليهود الإسرائيليين، أضعفت موقع الرئيس محمود عباس الضعيف أصلا، الذي يحكم مؤسسات فاشلة ومنقسمة.
ويضيف إرلانسر أن الهجمات قتلت عشرات الإسرائيليين، ونفذ عدد منها شبان غاضبون ومحبطون من استمرار الاحتلال الإسرائيلي، وتوسع المستوطنات اليهودية، "رغم استمرار عباس بالتعاون مع الإسرائيليين في الشؤون الأمنية".
ويشير التقرير إلى الحديث الدائر بين الفلسطينيين، حول من سيخلف الرئيس البالغ من العمر 81 عاما، حيث تقوم دول عربية، مثل مصر بتقديم الدعم لمنافسيه، بمن فيهم محمد دحلان، لافتا إلى أن المحلل البارز في مجموعة الأزمات الدولية في بروكسل ناثان ثرول، كتب قبل فترة مقالا تحدث فيه عن "نهاية عصر عباس".
ويقول التقرير إن هناك حديثا بين الفلسطينيين عن قيادة جماعية، يقودها ابن شقيقة الرئيس الراحل ياسر عرفات ووزير الخارجية السابق وممثل فلسطين في الأمم المتحدة ناصر القدوة، إلى جانب مدير المخابرات العامة ماجد فرج، ورئيس الوزراء السابق سلام فياض.
ويذكر الكاتب أن فرج ولد عام 1962، وتعده الولايات المتحدة وإسرائيل شريكا يمكن الوثوق به، وقال قبل فترة لـ"ديفنس نيوز" إن قواته أحبطت منذ تشرين الأول/ أكتوبر 200 عملية على الأقل ضد إسرائيل، مشيرا إلى أن تصريحاته لقيت انتقادات من حركة حماس، المنافسة لحركة فتح، ومن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، لكن بعض الفلسطينيين تعامل مع تصريحاته على أنها محاولة لحماية أرواح الفلسطينيين، خاصة أن عشرات منهم قتلوا أثناء محاولات الهجوم على الجنود.
ويلفت التقرير، إلى أن فرج، الذي لم ينضم لحركة فتح، يحظى باحترام إسرائيلي وغربي، مستدركا بأن عباس يحاول تهميشه باعتباره تهديدا لحكمه.
وهناك أسماء أخرى يتم تداولها لأشخاص على أنهم خلفاء محتملون لعباس، ومنهم مدير المخابرات السابق جبريل الرجوب، الذي يعتقد أنه يحظى بدعم من دولة قطر، ودعا الرجوب عباس في كانون الثاني/ يناير إلى تسمية نائب له.
ويذهب إرلانسر إلى أن محمد دحلان من الأسماء المتداولة لخلافة عباس، مشيرا إلى أن دحلان (54 عاما) قد طرد من حركة فتح عام 2011، بعدما اتهمه عباس بطريقة غريبة بالتآمر على قتل عرفات، ورغم ارتباطه بالفساد، إلا أن لديه تمويلا جيدا، ويحظى بدعم دولة خليجية ويتحدث باللغتين العبرية والإنجليزية، ويقال إنه يقوم بضخ المال إلى اللاجئين في مخيمات غزة و"تنظيم" فتح.
وينوه التقرير إلى أن الاسم الآخر هو مروان البرغوثي (56 عاما)، الذي يطلق عليه "مانديلا فلسطين"، وهو في السجون الإسرائيلية، حيث حكم عليه بعدد من المؤبدات لدوره في الانتفاضة الثانية، وهو الزعيم الفتحاوي الوحيد الذي يتفوق على زعيم حركة حماس في غزة إسماعيل هنية في الاستطلاعات التي أجريت بين الفلسطينيين حول من سيخلف عباس.
ويقول كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، لإذاعة "دوتش ويلي" الألمانية، إنه سيدعم ترشيح البرغوثي للرئاسة إن رشح نفسه.
ويستدرك الكاتب بأن البرغوثي، المحكوم عليه بخمسة مؤبدات، لن يستطيع أداء دور تنفيذي، لكنه يؤدي دور صانع الملوك، من خلال زوجته المؤثرة فدوى وشبكة المؤيدين له.
ويفيد التقرير بأنه بحسب مفاوض فلسطيني سابق، فإن رحيل عباس قد يكون عاجلا وليس آجلا، ووصف المفاوض وضع عباس، الذي يواجه موجات العنف التي تجري في المناطق الفلسطينية، بأنه بات "مشلولا"، ولهذا "فهو لا يدعم ولا يعارض"، و"يسكت ولا يقول شيئا يعزز المفهوم الذي يحرك الهجمات، وأنه وحركته فتح لم يقدما شيئا، ولن يقدما شيئا، وأنه لا قيمة لهما".
ويكشف التقرير عن أن استطلاعا أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية أظهر أن نسبة 65% من الفلسطينيين تريد استقالة عباس، وفضلت نسبة مشابهة انتفاضة جديدة، ولم تعد تؤمن بمفاوضات أوسلو التي بنى عباس مساره السياسي عليها.
وينقل إرلانسر عن الشيخ طه القطناني، قوله: "لم يحقق عباس أي شيء". ويضيف: "نحن الفلسطينيين نستحق قيادة قوية، أيا كانت من حركة فتح أو حركة حماس". وينقل عن مؤيد لحركة فتح، رامز حسونة ( 45 عاما)، قوله: "الآن ليست لدى فتح استراتيجية أو خطة للشعب الفلسطيني، وفقد عناصر حركة فتح التزامهم بالأرض والقضية، فهم مهتمون أكثر بحساباتهم المصرفية، أموال لهم ولأبي مازن وعائلته".
ويذهب التقرير إلى أنه في الوقت الذي يعتقد فيه الكثيرون أن عباس يريد البقاء في منصبه حتى وفاته، إلا أن عزلته متزايدة، ويقول مساعد سابق له: "أبو مازن مثل الشجرة الذي يلعب فيها الريح، تتساقط أوراقها في كل مكان، وهو يعتقد أن الكل يستمع إليه، لكن لم يعد أحد يستمع إليه".
والمؤسسات الفلسطينية تعاني من تدهور وعجز في ميزانية عام 2015 بقيمة 700 مليون دولار أمريكي، مشيرا إلى أن المصالحة بين حركتي فتح وحماس لا تزال بعيدة، حيث تسيطر حركة فتح على الضفة، وتسيطر حركة حماس على قطاع غزة، وكبر عباس وحلفاؤه في السلطة، دون إنعاش القيادة بدماء شبابية جديدة.
ويلفت الكاتب إلى أنه في مقال كتبته ديانا بطو، وهي مفاوضة فلسطينية سابقة في صحيفة "غلف نيوز"، قالت فيه إن الفشل لا يتحمله عباس فقط، ولكن الذين يسمحون باستمرار تدهور الأوضاع والانقسام، مستدركة بأن حكم عباس تميز، وبصورة صارخة، بحرف اللوم على الطرف الآخر، وتعزيز سلطاته، وتدمير المؤسسات الفلسطينية.
ويختم التقرير بالإشارة إلى أن ضعف عباس بدا قي أعلى حالاته العام الماضي، عندما دعا المجلس الوطني الفلسطيني إلى اجتماع في أيلول/ سبتمبر، بعد أن قرر عزل حليفه السابق ياسر عبد ربه، الذي اتهمه بالتآمر مع دحلان وفياض ضده، ودعا عباس للجلسة التي تعقد منذ عام 1996، من أجل إجراءات تعديلية في اللجنة التنفيذية، وعزل عبد ربه، لكن الجلسة لم تعقد.
(المصدر: نيويورك تايمز 2016-02-29)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews