الوجه البشع للإحتلال الإسرائيلي
مجمل الجرائم البشعة التي ارتكبها ويرتكبها الاحتلال الاسرائيلي تكشف الوجه البشع لذلك الكيان، وتكشف استخفافه بالقانون الدولي، وحقوق الإنسان، والمعاهدات والاتفاقات الدولية ذات الصلة، ما يجعل العالم كله أمام نموذج عنصري خطير، يتفوق بفاشيته على جنوب افريقيا إبّان حقبة التمييز العنصري.
وفي هذا السياق لا بد من التأكيد على أن ممارسات الاحتلال العنصرية هذه تأتي وفق نهج مرسوم يهدف -بالدرجة الأولى- لتهويد القدس والأقصى، وطرد الشعب الفلسطيني من وطنه والحكم عليه بالنفي الأبدي، لإقامة الدولة اليهودية على كامل التراب الوطني الفلسطيني.
وبشيء من التفصيل فإن الاعتداءات الممنهجة على الأقصى، وقيام جنود الاحتلال، ورعاع المستوطنين والمتدينين الحاقدين، باقتحامه وتدنيسه، وممارسة الفحش والرذيلة في ساحاته.. كله يهدف لإرهاب المصلين ودفعهم الى الموافقة على اقتسامه، كما حدث للمسجد الإبراهيمي، كإجراء مؤقت لإقامة الهيكل المزعوم على انقاضه، بخاصة بعد انجاز المجسمات الهندسية، وعرضها في ساحة البراق، والتي يسمونها حائط “المبكى” زورا وبهتانا.
ومن ناحية أخرى فقد تزامنت الاعتداءات على الأقصى مع رفع وتيرة الاستيطان والإعلان عن إقامة “800” الف وحدة سكنية خلال ثلاثة اعوام، منها مائة الف وحدة في القدس وحدها، لاستكمال تهويدها بعد رفع وتيرة جرائم التطهير العرقي والمتمثلة بهدم المنازل وطرد أصحابها، ومصادرة الهويات ما أدى في مجمله إلى زيادة عدد اليهود في القدس على عدد العرب لأول مرة في التاريخ.
تلك الجرائم في عرف العدو لم تعد كافية لإرهاب العرب المقدسيين والشعب الفلسطيني بعامة، حيث لجأ العدو الى ترويع الأطفال بحجة مقاومة الاحتلال. وما كشفت عنه وكالات الأخبار مؤخرا من قيامه بسجن طفل عمره 5 سنوات من مدينة الخليل بحجة قذف الجنود بالحجارة، والحكم بإبعاد عدد من أطفال القدس الى القرى المجاورة بنفس التهمة، إلى جانب زج آخرين في غياهب السجون، يؤكد اننا أمام كيان عنصري حاقد.
لقد بلغ التعذيب النفسي والجسدي الذي يتعرض له المعتقلون في سجون الاحتلال حدا لا يطاق، بعد رفض العدو الاستجابة للنداءات الدولية والمنظمات الإنسانية التي تطالب بمعاملتهم معاملة أسرى الحرب، وليس معاملة المعتقلين الجنائيين، حيث توفي عدد كبير منهم تجاوز المئتين تحت سياط الجلاد، وآخرون لقوا حتفهم بعد إجبارهم على تناول ادوية محرمة دوليا.
وفي هذا الصدد لا بد من الإشارة الى حقيقة يعرفها الجميع، وهي أن إصرار الاحتلال على انتهاك القانون الدولي يعود للدعم الأمريكي - الغربي، و”الفيتو” الأمريكي الذي حماه من العقاب و ملاحقة محكمة الجنايات الدولية.
مجمل القول: لن يتوقف الاحتلال عن اقتراف جرائمه العنصرية البشعة، والتي تعد بمثابة حرب إبادة يمارسها ضد الشعب الفلسطيني إلا إذا قامت الدول الشقيقة بإعادة النظر بسياستها إزاء هذا الكيان، واتخاذ مواقف جماعية حاسمة تقوم على وقف التطبيع، وتجميد المعاهدات والعودة بملف الصراع الى المربع الأول ودعم المقاومة الشعبية كسبيل وحيد لإنقاذ القدس والأقصى.
“لقد بلغ السيل الزبى”.. و “إن تنصروا الله ينصركم”. صدق الله العظيم.
( المصدر : الدستور الأردني )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews