Date : 23,11,2024, Time : 12:25:58 PM
14680 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأربعاء 15 جمادي الاول 1437هـ - 24 فبراير 2016م 02:39 ص

هدوء الأسواق قد يستمر لأجل قصير

هدوء الأسواق قد يستمر لأجل قصير
محمد العريان

نال مستثمرو الأسهم عالميًا مؤخرا، فترة هدنة كانوا بحاجة ماسة لها من موجات تقلب الأسواق، وما تحمله لهم من خسائر. ومع ذلك، فإن هذا ربما لا يمثل بداية لمرحلة جديدة أكثر هدوءًا بالأسواق، وإنما الاحتمال الأكبر ألا تعدو تلك مجرد فترة مؤقتة قبل تجدد تقلبات الأسواق خلال الأسابيع المقبلة.
بعد انتهاء آخر جلسة تداول في الأسبوع الماضي بتحقيق مكاسب، انطلقت الأسهم العالمية في بداية طيبة. وشرعت الأسواق الأميركية في تقديم أفضل أداء أسبوعي لها منذ نوفمبر (تشرين الثاني)، وشهدت الأسواق انتعاشًا واضحًا أعقبته فترة هدوء نسبي، بل وأبلت بعض أسواق اليابان وأجزاء من أوروبا بلاءً أفضل، مسجلة مكاسب بنسب تراوحت بين 5 و7 في المائة.
وأعتقد أن أربعة أسباب تقف وراء هذه الهدنة، بعد البداية المروعة للعام الحالي، على النحو التالي: محاولات المصارف المركزية، خاصة خارج الولايات المتحدة، لبث الطمأنينة في الأسواق، وتقدم المفاوضات بين الدول المنتجة للنفط بهدف تحقيق استقرار بالأسعار، وتدافع المصارف الأوروبية بغية تجنب الانضمام للقطاعات السوقية المشوشة من خلال اتخاذ إجراءات منها إعادة شراء أوراقهم المالية، وورود بعض الأنباء الاقتصادية الأميركية الإيجابية - وإن كانت محدودة.
ومع ذلك، فإن أيًا من هذه العوامل لا يخدم بدرجة كبيرة التصدي لثلاث حقائق أكبر وأهم بكثير، ناهيك عن التغلب عليها، وهي:
أولاً: ستواجه أرباح الشركات مزيدًا من التحديات متمثلة في استمرار المؤشرات الدالة على تفشي حالة الوهن الاقتصادي عالميًا، واستمرار عجز الحكومات عن تقديم الاستجابات الضرورية. يذكر أن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية انضمت، الأسبوع الماضي، لمؤسسات اقتصادية رقابية دولية أخرى في طرح توقعات بتحقيق معدلات نمو منخفضة. كما أشارت المنظمة لمخاطر إضافية.
ثانيًا: تتنامى الشكوك حول قدرة المصارف المركزية على تحجيم التقلبات المالية. والملاحظ أنه حتى المؤسسات المستعدة لاتباع مثل هذه السياسات، خاصة في الصين واليابان، تواجه شكوكًا في مدى فاعليتها. في المقابل، فإن مصارف مركزية أخرى أكثر فاعلية، مثل بنك الاحتياطي الفيدرالي، ربما لا تبدي القدر ذاته من الاستعداد للقيام بذلك، خاصة بالنظر إلى أن المؤشرات الاقتصادية المتوافرة توحي بأن التقلبات الاقتصادية لم تلوث النشاط الاقتصادي، بجانب بدء موجة تحسن في الأجور وتضخم الأسعار.
ثالثًا: لا يبدو أن الأيام القليلة من المكاسب السوقية، نجحت في استعادة دور رأس المال طويل الأجل في تحقيق الاستقرار. بدلاً من ذلك، يبدو من البيانات المتاحة حول تدفق الأموال أن السوق لا تزال بحاجة لإعادة التسعير باتجاه مستويات أدنى كثيرًا بهدف اجتذاب تدفق رؤوس أموال كبيرة طويلة الأمد.
وحتى تتغير هذه العوامل الثلاثة، فإن النوبات المتقطعة لهدوء الأسواق - التي لحسن الحظ سنشهد البعض منها - من المحتمل أن تكون قصيرة الأجل على نحو يثير الإحباط. بيد أن ذلك لا يعني أن المستثمرين ينبغي أن يكتفوا بدور سلبي في مواجهة أسواق شديدة التقلب من المحتمل أن تثير حالة كبيرة من القلق، بل وتجبر البعض على التصفية في الوقت الخطأ. بدلاً من ذلك، أنصح المستثمرين بالتفكير في إضافة عنصر تكتيكي لتدعيم مركزهم الاستراتيجي والهيكلي طويل الأمد.
نظرًا لاحتمالية تعرض الأسواق مجددًا لتقلبات كبيرة، فإن فترات الضغوط باتجاه الأسفل ستظل مرتبطة بتقلبات مفرطة بالأسعار وتفشي حالة من الذعر من دون داعٍ. وبالنسبة للمستثمرين المتميزين بروح المخاطرة، فإن مثل هذه التقلبات تحمل وراءها فرصة تحقيق مكاسب عند النقاط السعرية المناسبة، وذلك بالنسبة للأسماء التي تملك عناصر اقتصادية ومالية أساسية قوية. وخلال فترات تحرك الأسواق بالاتجاه المعاكس، فإن ذات هذه المجموعة من المستثمرين ستتاح أمامها فرصة حصد أموال نقدية، مع الاستمرار في تحسين جودة ممتلكاتهم.
إلا أنه من المعتقد أنه بسبب تشبثهم بفكرة «اشترِ واحتفظ»، قد يرفض الكثير من المستثمرين المعنيين بالاستثمارات طويلة الأجل، إضافة عنصر تكتيكي لتوجهاتهم الاستثمارية، لكن الفشل في تحقيق ذلك قد يضعهم في مواجهة مخاطرة إغفال الصورة الواقعية الأكبر، التي تشير إلى أن الأسواق المتقلبة تتحرك بثبات نحو مزيد من التقلب.
والملاحظ أن العالم يشهد تغييرات تتعلق بالسياسات المتبعة والواقع الاقتصادي، تقوض عاملين خدما المستثمرين الذين يتبعون أسلوب «اشترِ واحتفظ» بدرجة كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية: أولهما: النمو العالمي، الذي رغم تراجعه، ظل مستقرًا نسبيًا. ثانيًا: كانت المصارف المركزية المهمة لا تزال مستعدة، وقادرة على قمع التقلبات المالية وتعزيز أسعار الأصول المالية.
أما الآن، فيبدو أن هذا الوضع في طريقه للتلاشي، علاوة على أن الوضع الجديد لم تتحدد ملامحه بعد، وسيعتمد بدرجة كبيرة على ما إذا كان السياسيون قادرين على التخلي عن الاعتماد المفرط على المصارف المركزية، والانتقال نحو توفير استجابة تتمثل بسياسات أوسع نطاقًا. وفي تلك الأثناء، من الأفضل أن نتهيأ لمعاودة الأسواق المالية تقلبها بدرجة أكبر.

(المصدر: بلومبيرغ 2016-02-24)




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد