«نزيف مالي» حادّ في الدول النامية

تشهد مجموعة الدول النامية هروباً قاسياً وواسعاً للأموال نحو الدول الغربية وخصوصاً الولايات المتحدة الأميركية على خلفية التباطؤ الاقتصادي وضعف العملات والتي يقابلها اتجاه لرفع أسعار الفائدة الأميركية. أما ردات فعل هذه الدول فجاءت ضعيفة رغم توصية الخبراء بوضع قيود على انتقال الأموال.تعاني الدول النامية من تباطؤ اقتصادي حاد خلال العام الجاري 2016 وبحسب الامم المتحدة فإنّ معدل النموّ في هذه الدول لن يتجاوز 3,8 % هذا العام وهو الأدنى منذ الأزمة المالية العالمية في العام 2009.

وانعكس هذا الإنذار الاقتصادي في التباطؤ الاقتصادي في الصين والركود الاقتصادي في روسيا والبرازيل ما يفسّر توقعات الامم المتحدة المذكورة سابقاً. وهناك 29 دولة تتأثر مباشرة بالتباطؤ الاقتصادي في الصين كما أنّ التراجع الدراماتيكي لأسعار النفط نحو 60 % منذ تموز 2014 دكّ كلّ مخططات واحتمالات النموّ في الدول المنتجة للنفط.

وليس انخفاض أسعار السلع وحده هو السبب وراء الأزمات الاقتصادية في الدول النامية، بل هناك أيضاً عامل أكثر خطورة وهو الهروب العام للأموال من هذه الدول وما بين 2009 و2014 تلقّت هذه الدول 2,2 تريليون دولار وذلك بفضل سياسات ضخّ العملات في الدول الكبرى وسياسات أسعار الفائدة القريبة من الصفر.

وفي مثال على ذلك تضاعف حجم السوق المالية ثلاثة أضعاف في كلٍّ من مومباي وجوهانسبورغ وساوباولو وشانغهاي في السنوات التي تلت الأزمة المالية العالمية. كذلك شهدت الاسواق المالية في الدول النامية الاخرى زيادات دراماتيكية.

أما الآن فإنّ تدفق الاموال يذهب في الاتجاه المعاكس ويجري خروج أو هروب القسم الاكبر من الأموال عبر القنوات المصرفية الدولية الكبرى، ما أدّى الى إضعاف السيولة ورفع كلفة الاقتراض والديون السيادية وإضعاف العملات وإهدار الاحتياطيات النقدية وبالتالي الى إضعاف الاسعار والأسهم.

أما التفاعل مع هذه الازمات وهروب الاموال فما زال ضعيفاً نسبياً على رغم أنّ الخبراء العالميين يطالبون بوضع قيود لانتقال الأموال بين الدول النامية من جهة والدول الغنية والكبرى من جهة أخرى وخصوصاً الولاياعت المتحدة الأميركية التي رفعت أسعار الفائدة فجذبت الأموال.

الأسواق العالمية

تراجع مؤشر معنويات رجال الأعمال في ألمانيا في شهر شباط فزاد في القلق بشأن الركود الاقتصادي في منطقة اليورو ودفع ذلك اليورو للتراجع بنسبة 0,24 % الى 1,1002 دولار.

ذلك ترافق مع تراجع عام في البورصات الاوروبية إذ انخفض مؤشر داكس الالماني بنسبة 0,71% الى 9505,52 نقاط وتراجع مؤشر كاك الفرنسي بنسبة 0,26 % الى 4287,24 نقطة. وهبط أيضاً مؤشر فوتسي البريطاني بنسبة 0,47 % الى 6009,52 نقاط.

ومع تزايد القلق في الاسواق عموماً زاد الاقبال على العملات التي تُعتبر عموماً ملاذات آمنة. فتراجع الدولار بنسبة 0,78 % الى 112,04 يناً كما انخفض بنسبة 0,67 % الى 0,9929 فرنك سويسري وبقيت الضغوط على الجنيه الاسترليني على خلفية اقتراب موعد التصويت لبقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي أو تركه، فتراجع أمس بنسبة 0,25 % الى 1,4115 دولار أما الدولار الاوسترالي فبقي يستفيد من تحسّن أسعار السلع ليزيد أمس بنسبة 0,32 % الى 0,7251 دولار.

وأقفلت البورصات الآسيوية أمس منخفضة مع تراجع مؤشر شانغهاي بنسبة 0,79 % الى 2904 نقاط وانخفاض مؤشر نيكي في بورصة طوكيو بنسبة 0,37 % الى 16053 نقطة متأثراً بارتفاع الين الياباني في أسواق الصرف. وتراجع مؤشر هونغ كونغ 0,25 % الى 19415 نقطة.

ويبدو أنّ بورصة وول ستريت اتجهت للاستفادة من ارتفاع أسعار النفط فزاد مؤشر داو جونز 1,39 % الى 16621 نقطة.

النفط

عادت أسعار النفط للتماسك أمس بعد الظهر بعد أن فتحت صباحاً على انخفاض فكان سعر نفط نايمكس متقلّباً في تداولات بعد الظهر حول مستوى 33,46 دولاراً للبرميل وكان سعر نفط برنت الخام في اوروبا مرتفعاً بنسبة 0,61 % الى 34,90 دولاراً للبرميل وظلت الشكوك في ارتفاعات اخرى وفي أنّ تجميد الانتاج قد يحدّ من الفائض في الأسواق العالمية خصوصاً أنّ إيران ما زالت تسعى لزيادة إنتاجها لاستعادة حصتها في الأسواق العالمية.

الذهب

أما الذهب فاستفاد أمس من تراجع بورصات الأسهم ومن إقبالٍ عام على صناديق الاستثمار بالمعدن الأصفر فزاد في تداولات بعد الظهر بنسبة 0,60 % الى 1217,40 دولاراً للاونصة وكانت الفضة مرتفعة بدورها بنسبة 0,01 في المئة الى 15,185 دولاراً للأونصة.

بورصة بيروت

تراجعت أسهم سوليدير بفئتيها (أ) و(ب) أمس في بورصة بيروت الرسمية للأسهم متأثرة بتدهور الوضع السياسي في البلاد بعد استقالة وزير العدل والتناقض بين اللبنانيين على خلفية ملف العلاقات العربية وخصوصاً السعودية ودول الخليج فتراجعت أسهم سوليدير بنسبة 2,96 %

و1,46 % الى 10,15 دولارات و10,08 دولارات على التوالي كذلك تراجعت أسهم بنك عودة العادية بنسبة 1,12 % الى 6,14 دولارات وانخفضت أسهم بلوم (GDR) 0,40 % الى 9,95 دولارات أما أسهم هولسيم فزادت 0,27 % الى 14,40 دولاراً.

(المصدر: الجمهورية اللبنانية 2016-02-24)