نيويورك تايمز: خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خسارة للعالم أجمع
حذرت صحيفة نيويورك تايمز، الأمريكية، من احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وخاصة مع تزايد الدعوات داخل الهيئات الرسمية والشعبية في المملكة المتحدة لتنفيذ عملية الخروج، وإعطاء الانطباع بأن بريطانيا لن تخسر شيئاً عند إقدامها على تلك الخطوة.
وتشير إلى استفتاء على عضوية بريطانيا، وعد رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، بعرضه على الناخبين البريطانيين في بداية شهر يونيو( حزيران) المقبل.
وترى نيويورك تايمز، أنه من شأن التصويت على الانسحاب، أو ما يطلق عليه وصف" بريكسيت" أن يوجه ضربة موجعة للاتحاد الأوروبي الذي يعاني من أزمة اقتصادية مرفقة بأزمة هجرة.
وعند أخذ ذلك بعين الاعتبار، تقدم يوم الثلاثاء الماضي، رئيس المجلس الأوروبي، دونالد تاسك، باقتراح لتعديل التزامات بريطانيا تجاه الكتلة الأوروبية، وحيث قال" إننا نراعي المطالب التي طرحها رئيس الوزراء، كاميرون".
آلية خاصة
وكما تلفت الى أنه قد تولد خطة تاسك آلية خاصة لحماية الأعضاء غير المنضمين لمنطقة اليورو (وخاصة أن بريطانيا لم تتبن قط اليورو، وتفخر باستخدامها عملتها الخاصة، الجنيه الاسترليني) من أي ضرر قد يلحق بها جراء منافع تحظى بها دول منطقة اليورو.
وتشمل الخطة تخفيض المساعدات الاجتماعية المقدمة لغير البريطانيين من الأوروبيين المقيمين في بريطانيا. كما تشمل الخطة الاعتراف رسمياً بفقرة" رفض مطالب"، والتي تسمح لبريطانيا برفض بعض إجراءات الاتحاد الأوروبي، مثل أخذ حصة من اللاجئين. كما سوف تقضي الخطة، حال إقرارها، باحترام حق بريطانيا في سيادتها على قوانينها وقراراتها الحكومية.
منفعة ونفوذ
وبحسب نيويورك تايمز، تستفيد بريطانيا بشدة من عضويتها في السوق الأوروبية المشتركة، كما تمارس أيضاً من خلاله نفوذاً في السياسات الأوروبية. وسوف تفقد كلا المنفعتين فيما لو اختارت الخروج من الاتحاد الأوروبي، والذي من شأنه أيضاً أن يؤثر على علاقات بريطانيا بحلف الناتو والولايات المتحدة. كما سوف يفيد اقتراح تاسم بمنح بريطانيا فسحة لإبعاد نفسها عن سياسات ترفضها بوصفها ذات نتائج غير مرغوبة.
إقناع المشككين
وفي هذا السياق، ترى أنه من واجب كاميرون أن يعمل اليوم على إقناع البريطانيين المشككين بجدوى البقاء ضمن الاتحاد الأوروبيين، والذين قد لا يكون من السهل التحاور معهم في بلد يشعر بخوف شديد على قدسية وسلامة حدوده. فإن مد اللاجئين القادمين من الشرق الأوسط وأفغانستان وأفريقيا، والمستعدين لتحدي الطقس والبحار الهائجة والحدود المغلقة، ينمو يوماً بعد آخر.
فقد وصل منذ بداية العام إلى أوروبا أكثر من ٦٧ ألف لاجئ، وانضم القادمون الجدد إلى أكثر من مليون سعوا للجوء إلى أوروبا، في العام الماضي، مضيفين ضغوطاً جديدة إلى اقتصاديات متعثرة.
وقد شكلت تلك الموجة من اللاجئين قلقاً كبيراً للحكومة البريطانية. ولكن إن انسحبت من الاتحاد، فلن يكون بعدها لها الحق في التدخل في السياسات الأوروبية، ولا في المساعدة في حراسة بوابة النفق في كالي الفرنسية حيث يتكدس آلاف المهاجرين الراغبين بالوصول إلى شواطئها.
نقطة جدلية
وتقول إن مهمة تاسك تتركز حالياً في إقناع الدول الـ ٢٧ الأعضاء في الاتحاد للقبول بالتنازلات المقدمة إلى بريطانيا، وقد تمت مناقشة اقتراحه في البرلمان الأوروبي قبيل القمة الأوروبية المقبلة في بروكسل يومي ١٨ و١٩ فبراير( شباط) الجاري.
وبما تكمن النقطة الأكثر إثارة للجدل في السماح لبريطانيا بالحد من الخدمات الاجتماعية التي تقدمها للعاملين الأوروبيين في بريطانيا. ولكن برأي تاسك" سوف يؤدي عدم التوصل إلى تسوية مع بريطانيا للإضرار بمستقبلنا المشترك.
وسوف يكون لذلك نتائج كارثية على بريطانيا ودول أوروبية أخرى، ولعالم بحاجة إلى أوروبا موحدة ومزدهرة، بحسب الصحيفة.
( نيويورك تايمز 2016-02-06)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews