إعدام النمر رسالة سعودية لأطراف عدة
نشر تقرير، حول إعدام السعودية رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر، وقال إن المملكة تراهن من خلال هذا القرار الخطير على إيصال رسائل حازمة لأعدائها في الداخل والخارج، دون أن تعبأ بتبعاته على الاحتجاجات الداخلية أو الصراع الطائفي في المنطقة.
وقالت التقرير، إن المملكة من خلال إعدامها للنمر وعدد من المتشددين السنة المرتبطين بتنظيم القاعدة، وأربعة قياديين آخرين من الشيعة متهمين بممارسة التحريض، أرادت توجيه رسالة حازمة لكل أعدائها، سواء كانوا من السنة أو الشيعة.
واعتبر أن السعودية من خلال قرار إعدام المعارض نمر النمر، تكون قد سلكت طريقا خطيرا، توشك أن تؤجج الصراع السني الشيعي الذي يعصف بالعالم العربي، وهو صراع تقود فيه الرياض العالم السني، فيما تقود طهران العالم الشيعي، وتدور رحاه سواء في سوريا واليمن، أو في العراق ولبنان.
والتنديدات جاءت سريعا من إيران، التي توعدت السعودية "بدفع الثمن"، ومن البحرين التي تعاني فيها الأغلبية الشيعية من الإقصاء، ومن اليمن الذي يخوض فيه الطرفان حربا بالوكالة، ومن العراق ولبنان اللذين تتسع فيهما الهوة الطائفية يوما بعد يوم.
والمملكة من خلال إعدام رجل الدين الشيعي؛ أرادت توجيه رسائل طمأنة لإرضاء الأوساط الأكثر تشددا داخلها، وخاصة المتأثرين بفكر تنظيم الدولة، الذين يرون بأن هذا التنظيم هو "أفضل مدافع عن السنة في مواجهة المد الشيعي الذي تدعمه إيران".
ورغم أن الرياض شددت في تعاملها مع الجهاديين المحليين منذ ربيع سنة 2014، بعد أن كانت لفترة معينة تشجعهم على الذهاب لخوض "الحرب المقدسة" ضد الديكتاتور بشار الأسد، فهي لا تزال أكبر مصدّر للمقاتلين الملتحقين بالحرب في سوريا والعراق، سواء من المنضمين لتنظيم الدولة أو جبهة النصرة، أو الفصائل التي يعتبرها الغرب الأكثر اعتدالا مثل حركة أحرار الشام.
وقد أرادت المملكة إثبات عدم تهاونها في مواجهة المتشددين الموجودين على أراضيها، الذين تورطوا في عدة هجمات إرهابية تبناها فرع تنظيم الدولة في الداخل، ولكن نظرا لكثرة المتعاطفين مع إيديولوجية هذا التنظيم، فقد اعتبر التقرير أن هذه المعركة تبدو صعبة وطويلة الأمد، مثلما حدث بين سنتي 2003 و2005 حين نجح تنظيم القاعدة في توجيه ضربات مؤلمة للنظام الحاكم.
وعملية الإعدام تفوح منها رائحة الانتقام، على خلفية عملية اغتيال القيادي في المعارضة السورية زهران علوش في دمشق قبل 10 أيام، بعد أن أصبح يعتبر خطرا كبيرا بالنسبة للروس والإيرانيين والنظام السوري. كان علوش يقود "جيش الإسلام" المدعوم من قبل الرياض، بينما تواجه مجموعته اليوم خطر التشتت والاندثار، وبالتالي فقد قررت المملكة التعامل مع الموضوع على أساس مبدأ "العين بالعين والسن بالسن".
وتبعات إعدام النمر، الذي يقبع ابن أخيه أيضا في السجن، ستؤدي على المدى القصير إلى "توتير" الأجواء في المحافظات الشرقية للمملكة السعودية، التي تضم الأقلية الشيعية، كما قد تؤدي لإعادة إطلاق الاحتجاجات في البحرين، وتأجيج الحرب الدائرة في اليمن.
وحذر التقرير من خطورة التهديدات الإيرانية على المملكة، فالعلاقات بين القطبين الشيعي والسني بلغت مؤخرا درجة غير مسبوقة من التوتر خلال عدة السنوات، وقد شهدت الأشهر الأخيرة حلقات عديدة في مسلسل الصراع غير المباشر.
وفي الختام، اعتبر التقرير أن هذا الموقف المتصلب من المملكة، يضع حلفاءها الغرب، وعلى رأسهم فرنسا والولايات المتحدة، في موقف محرج جدا، لأنهم لن يسلموا من انتقادات المنظمات الحقوقية بسبب تحالفهم مع السعودية.
(المصدر: لوفيغارو 2016-01-03)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews